بارا مظلومة..... لعله أصدق عنوان يمكن أن يتصدر أى حديث عن محلية بارا بشمال كردفان، وبالرغم من أهمية بارا وموقعها ووفره مائها وخصوبة أراضيها الا انها عانت من اهمال الحكومات المتعاقبة حتى وصل بها الحال إلى درجة لا توصف من سوء الخدمات وإنعدامها ،وظل اهلها يشكون مرُ الشكوى دون أن يجدوا اذناً صاغية. ولمعرفة الحقيقة على أرض الواقع ذهبنا الى بارا برفقة الزميل صديق رمضان وتجولنا فيها والتقينا بعدد من المواطنين. حيث قال المواطن محمد الحسن على الرغم مما قدمته باراللحركة الوطنية و الاستقلال وفى كل العهود لم نجد أى انصاف ورغم توفر المياه والارض الخصبة الا أن بارا لم يغيض لها الله من يفجر تلك الاشياء ونتيجة لعدم اهتمام المسئولين إنهارت الخدمات بكل أرجاء المحلية من تعليم إلى صحة ، أما على السيد أحمد فقال رغم إن بارا تمتاز بإهتمام اهلها بالتعليم حيث تأسست أول مدرسة ابتدائية بها فى عام 1913 ولإهتمام أهلها بتعليم ابنائهم استطاعت أن ترفد السودان بشخصيات كان لها الاثر فى التحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى الا نها وجدت جزاء سنمار، فواقع التعليم الآن مزرى لحد بعيد ومثال بسيط لذلك لا يوجد طالب يجلس لامتحان الشهادة السودانية فى اى مساق خلاف المساق الادبى وهذا وحده يكفى اما الاجلاس والكتاب المدرسى وخلافه فهذا ترف لا يمكن الوصول اليه. وتحدث السمانى على قائلا تعاقب على إدارة محلية بارا العديد من المعتمدين ورغم ذلك لا جديد سوى فترة بله الحسن الذى اهتم بالغابات مما كان له الأثر فى الحد من الزحف الصحراوى الهاجس الذى يهدد محليه بارا بالاندثار مع وجود بعض الأشياء التى يعتبرها المسئولون انجازات ويراها المواطن حقوقاً مثل مستشفى بارا والذى اصبح مرتعاً للبهائم وغابة من المسكيت والشجر لولا جهود د. الفاتح المقدرة التى بدأت تؤتى أكلها فى اصحاح بيئة المستشفى، وكل ذلك تم بفضل علاقته الطيبة مع مواطنى بارا. وخلاف ذلك لا يوجد جديد سوى المبنى الذى تقوم ادارة المحلية بتشييده والذى يطلق عليه المواطنون إرم ذات العماد إمعاناً فى السخرية من واقع الحال والتناقض الذى يجعل من اهتمام المسئولين بناء قصر للمحلية بدلا من الصرف على اشياء أخرى تعتبر من الاولويات. وقال أحمد الامام من جريجخ نعانى من عدم أى وجود خدمى او إدارى بالمنطقة أما التنمية فهى مجرد شعار يرفعه المسئولون والسياسيون ايام الانتخابات فقط ورغم الجبايات التى يجمعهونها من المواطن الذى يعانى اصلاً فى سبيل توفير أدنى مقومات الحياة لاسرته الا أنه لا يجد مقابل ذلك أدنى اهتمام لاصحة ولا تعليم ولا ماء. ويقول صلاح حسن من أزحف إنهم يعانون من انهيار التعليم والصحة وندرة المياه وعدم اهتمام المسئولين حيث أنهارت مدرسة ازحف الاساسية فى فصل الخريف ورغم اننا قمنا بتشييد فصلين بالجهد الشعبى الا أن مساهمة الحكومة ضعيف حيث تبرع المعتمد بطن أسمنت ولك أن تقيس بعد ذلك باقى الخدمات حيث تعانى المنطقة من الزحف الصحراوى والعطش وإنعدام الخدمات. وتحدث على محمد من طيبة الزعيتير الريف الجنوبى شاكياً من انعدام الخدمات رغم ما تأخذه الحكومة منهم من جبايات متعددة الاسماء ولكنهم ظلوا يعانون ويفتقدون لابسط الخدمات وحتى الوحدات الصحية والمدارس والتى تم إنشاؤها بالجهد الشعبى أو عبر المنظمات أصبحت خاوية على عروشها لعدم توفر الكادر البشرى الذى يديرها والمعينات. ومن واحة البشيرى منطقة الخيران تحدث محمد العمدة قائلاً أن الوضع بالبشيرى وما جاورها من مناطق مثل اب دلم والطويل وباقى الخيران اصبح مأساوياً، فمعروف تاريخياً أن منطقة الخيران هى منطقة انتاج بستانى فى مجال الخضر حيث ظلت ترفد مدينة الأبيض وما جاورها بالخضر الا أن واقع الحال تبدل بعد الاهمال المريع الذى لاقته المنطقة والسياسات العرجاء وعدم الاهتمام من قبل المسئولين أوصل المنطقة الى درك سحيق من التدنى وقام الزحف الصحراوى بإكمال الباقى حيث تعطلت الآبار وجفت السواقى وانهار كل شئ وهجرها المواطنون الى اطراف المدن بحثاً عن عمل يساعدهم فى توفير أبسط الاشياء لحياة كريمة ولا حول ولا قوة الا بالله. واقع الحال بمحلية بارا وشكوى المواطنين يعكس صورة واضحة لاهمال الحكومات لمناطق كان يمكن أن يكون لها دور فى البناء الاقتصادى للدولة كما كانت من قبل، وبفعل السياسات العرجاء انهارت مناطق كثيرة بالولاية ووصلت الى درك سحيق في مجال تقديم الخدمات الا أن بارا تأتى فى الدرك الاخير من السلم رغم أنها تزخر بثروات بشرية قادرة على تطويع المستحيل في سبيل أن تعيد بارا سيرتها الاولى ،ولكن يبقى السؤال من يضع يده مع ايادى اهل بارا للنهوض بها. من ... سؤال يحتاج إلى إجابة.