*برغم فوزه أمس الأول على النسور وحصوله على نقاط المباراة ورغم تفوقه فى الشوط الثانى وسيطرته الكاملة على مجريات اللعب والعرض المتميز الذى قدمه أفراده وأطربوا به جماهيرهم طوال زمن الحصة الثانية، إلا أن الهدف الذى أحرزه فريق النسور قبل نهاية المباراة ( بخمس دقائق ) كان له الأثر السلبى الكبير على سعادة وإرتياح المريخاب حيث خرجوا وهم صامتون وغاضبون لإهتزاز شباك فريقهم فى الزمن *للمرة الثانية يجئ أداء الأحمر ( سلبيا وعقيما ) فى الشوط الأول - فالعشوائية وتباعد الخطوط والفشل فى الوصول لمرمى الخصم وقلة الفعالية الهجومية وضعف التصرف والأخطاء فى التمرير واللعب فى المنطقة الخاصة وكافة السلبيات التى حدثت فى مواجهته الأولى أمام الإتحاد تكررت بالأمس الأول و ( بالكربون ) أمام النسور *صحيح أن التفوق فى الشوط الثانى يعنى جودة وشطارة المدرب وإجادته لقراءة مجريات اللعب فى الحصة الأولى كما يشير إلى إرتفاع لياقة اللاعبين ولكن بالطبع فإن هناك مخاطر لهذا الوضع خاصة إن إستغل الخصم هذا الإهتزاز ونجح فى الوصول للمرمى. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن إتحاد مدنى وجد فرصة للتقدم عندما إنفرد مهاجمه الشنقيطى بالحارس أكرم الهادى وبالأمس الأول كاد النسور أن يفعلها فى الحصة الأولى الشئ الذى يحتم ويفرض على الكوكى إعادة النظر سريعا فى هذا الخلل ووضع العلاج الناجع *معلوم لكل من له علاقة بكرة القدم فى السودان أن أى فريق يلاعب المريخ يكون هدفه الرئيسى واحداً وهو الخروج بأقل الخسائر وهذا ما يفرض عليه تكثيف منطقة الظهر وبناء حائط صد قوامه سبعة مدافعين على أقل تقدير حتى يحمى مرماه من الزحف والمد المريخى مع الإعتماد على الهجمات المرتدة وإستغلال أخطاء و ( وسرحان بعض نجوم المريخ وإهمالهم لواجبات اللعب وإستهتار وتراخى بعضهم ) وهذا الوضع معروف وثابت ليس الآن بل قبل أكثر من سبعين عاما بالتالى كنا نتوقع أن يركز الجهاز الفنى للمريخ على إيجاد حل ومضادات لكسر هذه الحواجز ومبكرا تجنبا لأى مغامرة من المنافسين *فوز المريخ على النسور أو أى فريق محلى بهدفين فقط وإهتزاز شباكه أمر غير مقبول ولا معقول ولا منطقى ذلك ليس من باب الإستصغار بالنسور وبقية الفرق الأخرى وإنما نقول ذلك قياسا على الفوارق الكبيرة والشاسعة بين كافة الفرق السودانية والمريخ فى ( كل وأى منحى ) ولهذا فمن الطبيعى أن لا تفرح جماهير المريخ لأى نتيجة ضعيفة وتغضب فى حالة إهتزاز شباك الأحمر *أمس الأول كان المريخ غامضا وبلا فعالية فى الشوط الأول وبرغم سيطرته على الملعب والكرة إلا أنه فشل فى إختراق الحاجز الدفاعى للنسور ولم يهدد مرماه ولكن فى الشوط الثانى تغير الوضع تماما حيث فرض الأحمر سيطرة كاملة على الملعب والكرة وقدم نجومه عرضا متميزا ورائعا بفضل التحركات الإيجابية للباشا والقيادة الرشيدة للكابتن هيثم مصطفى - ظهر المريخ على حقيقته وظهرت بوضوح الفوارق فى ( المهارة والخبرة والتمرس واللياقة والإعداد ) وهذا ما جعل نسبة إستحواز نجوم المريخ على الكرة تقارب نسبة ال ( 90%) - تفنن نجوم المريخ وأجادوا فى تطبيق مبادئ اللعب باللمسة الواحدة وتبادل الكرة والإنتشار السريع والتحول حسب وضع الكرة ونفذوا طريقة اللامركزية بطريقة جيدة وقام كابتن هيثم بدور القيادة وتنويع اللعب وكان بارعا فى التمرير المتقن فيما لم يتقيد الباشا بوظيفة معينة حيث تحرك بحرية وفعالية وكان نتاج ذلك هدفين ملعوبين جاءا بطريقة جميلة - إمتدت سيطرة المريخ وكان هو الأوفر هجوما والأفضل والأكثر إستحوازا على الكرة إلى أن أحرز فريق النسور هدفه الوحيد والذى قلل كثيرا من بهجة المريخاب وإنفعالهم مع العرض الراقى الرائع الذى قدمه اللاعبون فى الحصة الثانية *الآن الصورة وضحت للكوكى وبات الخلل الذى يحتاج لعلاج سريع معروفا وهو السلبية فى الشوط الأول والكيفية التى تجعل المريخ يتجاوز ويعبر لمرمى الخصوم والطريقة التى تجعله يخترق الخطط الدفاعية للخصوم خاصة وأن التنظيم الذى لعب به كل من إتحاد مدنى والنسور هو نفسه الذى ستلعب به بقية الفرق مع المريخ *وإن كانت هناك ملاحظات على مردود بعض اللاعبين فنرى أن مستوى ومرود مصعب عمر ضعيف ولا دور له فى دعم الهجوم فضلا عن إرتباكه وتردده و ضعفه فى الجانب الدفاعى ووضح تماما أنه يحتاج لمزيد من الثقة والثبات *أمير كمال وبرغم الإشادات بما قدمه فى اللقاء الأول إلا أنه بالأمس الأول لجأ للفلسفة واللعب المظهرى الشئ الذى جعل كل ( وليس بعض ) تمريراته خاطئة وشكلت خطورة على المريخ - فهذا اللاعب يحتاج لمن يقول له ( ما عايزين فلهمة فارغة ومحاكاة وتقليد وإدعاء وشعور بالعظمة ) *الحارس أكرم الهادى ظل يشكل هاجسا للجمهور أكثر من زملائه فمع التأكيد على جودته إلا أنه يمارس الإستهتار والتراخى بطريقة قد تقود الفريق للخسارة - أكرم مطالب بالجدية وإحترام شارة الكابتنية التى يرتديها *موانزا كان تائها بسبب الرقابة والتفوق العددى لمدافعى النسور ولم يجد أدنى مساعدة من زميله كلتشى وحاول كثيرا الهروب من الرقابة *نجم الدين كان ثغرة واضحة في المريخ ولم يقدم شيئاً يذكر ولا ندرى السبب *مادام أن كل الفرق تلعب مع المريخ بتنظيمات دفاعية فلماذا يشرك الكوكى مهاجمين إثنين وليس ثلاثة ومحورين بدلا من واحد *جماهير المريخ لديها إحساس بأن فريقها هو الأفضل فى الساحة ولا مقارنة بينه والفرق الأخرى ولهذا فمن الطبيعى أن ترفض أى فوز ضعيف وتحزن لإهتزاز شباك فريقها وهذا هو الوضع الطبيعى - بمعنى أن العبارة التى يرددها المدربون والتى يقولون فيها ( حققنا المهم وكسبنا النقاط ) لا مكان لها عند المريخاب يا كوكى *ننبه لجنة التحكيم المركزية بأهمية توجيه حكامها بحساب كل الزمن الذى يضيعه لاعبو الفرق الأخرى بالتحايل والإستهبال ( ودى ما سلطة تقديرية للحكم) يا أخونا صلاح فليس من الممكن أن تتوقف المباراة سبع مرات بينها ثلاثة لعلاج حارس مرمى ثم خمسة تبديلات ويكون الزمن المحتسب بدل الضائع ثلاث دقائق فقط. *كثير من المدربين يستحقون الطرد لخروجهم عن السلوك ولكن من يطردهم وحتى وإن تم طردهم فلا عقوبة تنتظرهم *إلى متى يتغير إحساس الدونية لدى لاعبى ومدربى الفرق الأخرى عندما يلعبون مع المريخ والهلال