*النصر الكاسح والساحق والمستحق الذى سجله المريخ أمس الأول على فريق الإتحاد مدنى والذى بلغ فى مجمله أربعة أهداف نظيفة هو بمثابة شارة حمراء و( إنذار مريخى ) مبكر وتحذير بل هو (تخويف ) لكل الفرق الأخرى، وبرغم أن الأحمر لم يقدم فى الحصة الأولى العرض المقنع والمتوقع وفشل رماته فى الوصول للشباك الإتحادية برغم المحاولات المتكررة للثنائى ( موانزا ومحمد موسى ) إلا أن ما قدمه فى الشوط الثانى كان أكبر من المنتظر ويكفى أن الأهداف الأربعة أحرزت خلاله وهذا ما يعنى شطارة التونسى الكوكى وإجادته لقراءة مجريات شوط اللعب الأول ونجاحه ( فى شوط المدربين ) وهذا ما وضح وتأكد من خلال الطريقة التى أدى بها نجوم الأحمر الجزء الثانى من المواجهة *أداء المريخ فى البداية لم يجئ بالشكل المطلوب مما جعل الشفقة والتخوفات تملأ دواخل أنصاره ( وتعود ذكريات تلك الخسارة التى تعرض لها فى الموسم الماضى أمام الأمل عطبرة ) حيث غاب التنظيم وكثرت الأخطاء وظل اللعب على وتيرة واحدة وكان مردود معظم اللاعبين متدنيا مما أدى لسلبية المهاجمين وقلة فعاليتهم خاصة خط الوسط، إذ كان الباشا ورمضان عجب خارج أجواء المباراة فيما وقع هيثم تحت تأثير المراقبة إضافة لذلك فإن طرفى الجنب ( مصعب وبلة لم يؤديا أى دور أمامى ولم يسهما فى تغذية وتقوية الهجوم وتمويله بالكرات وكانا فى قمة السلبية ) الشئ الذى أثر على الأداء العام للفريق وأجبر الثنائى ( موانزا ومحمد موسى ) على الإجتهاد بحثا عن الكرة *يحسب لنجوم الإتحاد مدنى أنهم أدوا شوط المباراة الأول بحماس وقوة ولعبوا بروح قتالية عالية وطبقوا أساليب الضغط على حامل الكرة والإنتشار السريع وبناء الهجمات المرتدة وكانوا فى قمة الإنضباط التكتيكى وإستطاعوا أن يحموا مرماهم ودافعوا عنه ببسالة حيث لعبوا بدرجة تركيز عالية وهدوء وقد وجد الإتحاد فرصة ذهبية للتسجيل من حالة إنفراد كاملة بمرمى المريخ ولولا براعة الحارس أكرم لنال الرومان من شباك الأحمر وكان أمام أولاد مدنى أن يخرجوا بنتيجة إيجابية إن لعبوا الشوط الثانى بنفس الطريقة والإستراتيجية والحماس الذى أدوا به الحصة الأولى ولكن !!!! كان لابد للفوارق أن تقول كلمتها وتفرض وجودها على أرض الواقع على إعتبار أن الإجتهاد والحماس وحدهما لا يكفيان . *فرض المريخ سيادته الكاملة على الملعب فى الشوط الثانى وكان الأكثر جدية والأفضل تنظيما وأدى نجومه بمسئولية وكانوا أكثر حرصا على إحداث الفارق والتفوق وتحقيق الفوز وهذا ما وضح من خلال الأداء العام للأحمر منذ الوهلة الأولى لبداية المواجهة فى حصتها الثانية حيث جاء شكل وأداء و مردود المريخ مختلفا تماما ، فقد كان التغيير للأفضل لتقول الفوارق فى الإعداد و والخبرات والتمرس والمهارة واللياقة كلمتها وهذا ما جعل الملعب يكتسى باللونين الأحمر والأصفر لتبدأ فواصل وإشارات النصر عبر الإيقاع السريع والحركة المستمرة والإنتشار الكامل والإستحواذ على الكرة وعدم التفريط فيها وتنوع اللعب والجماعية واللعب باللمسة الواحدة مع تبادل المراكز والتقدم للأمام وحصر المنافس فى منطقته والإصرار على هز شباكه. ونتيجة للضغط المتواصل والهجمات المستمرة من كافة الجبهات فقد كان من الطبيعى أن ينهار الدفاع الإتحادى وتتعرض شباكه للإهتزاز أربع مرات وكان من الممكن أن تتضاعف هذه النتيجة خصوصا وأن أداء المريخ كان يسجل إرتفاعا ملحوظا مع كل دقيقة تمضى. *مستجدات كثيرة وعديدة ومتنوعة طرأت على المريخ أبرزها ( اللعب باللمسة الواحدة والبناء الصحيح للهجمات فضلا عن التعاون والجماعية وعودة الروح القتالية وتنفيذ مبادئ اللعب الحديث وتحديدا فى الضغط على الخصم وعدم التفريط فى الكرة وإتباع منهج اللعب السهل الممرحل على عكس ما كان فى الموسم الماضى حيث كانت الأنانية والفردية طابعا للعب إضافة للإستهتار وعدم الإلتزام بالتكتيك والتراخى وإنعدام الجدية لدى اللاعبين وقلة حماسهم وهذا ما يحسب للمدرب الكوكى والذى وضح أنه عرف ( مكامن الخلل ونقاط الضعف ووضع لها العلاج المناسب ) *تفوق المريخ وتألقه وإبداعه وسيطرته على مجريات اللعب فى الشوط الثانى يعنى نجاح فترة الإعداد وشطارة الكوكى وإستيعاب اللاعبين للإستراتيجية الموضوعة من الجهاز الفنى، وقياسا على العرض الراقى والأداء المتكامل الرائع والجميل وتفوق الأحمر فى الحصة الثانية و النتيجة الرباعية والتى تعتبر بكل المقاييس كبيرة وقياسية خصوصا وأنها فى بداية المشوار يمكننا القول إن المريخ سيكون متوهجا هذا الموسم وسيمتع أنصاره ويشبع رغباتهم *ملاحظات وقراءات *الزامبى قدم نفسه بطريقة تؤكد أنه مهاجم خطير وله حساسية كبيرة وصداقة متينة مع الشباك ويعرف أين يقف وكيف يتصرف ومتى يتحرك كما أثبت قدرة على التمرير والتصويب القوى من أى موقع فضلا عن تعاونه مع زملائه *جماهير المريخ أحسنت إستقبال هيثم مصطفى ونجحت فى دعمه معنويا من خلال تشجيعها المتواصل وظلت تهتف له طوال زمن المباراة وصفقت له كثيرا وطويلا وبقوة لحظة إستبداله وهى تردد ( سيدا - سيدا ) مما كان وسيكون له كبير الأثر المعنوى والإيجابى على الكابتن *على اللاعب بلة جابر أن يواكب ويتخلى عن التراخى والإستهتار وتعمد قتل اللعب بإرجاع الكرة للوراء وتعطيلها بالمراوغة و ( الحركات الما عندها معنى ) *مصعب عمر كان أقل لاعبى المريخ عطاء - أكثر من التمريرات الخاطئة وكان مترددا ومرتبكا *لماذا يلجأ اللاعب أمير كمال للعب المظهرى والفلسفة والتلقيد ولماذا لا يؤدى بجدية ويلعب الكرة السهلة من دون تعقيد *أكرم الهادى نجح فى حماية مرماه من تلك الهجمة الإتحادية الخطيرة حينما أحسن الخروج والإنقضاض على الكرة وإستلامها من تحت أقدام مهاجم الإتحاد والذى كان فى حالة ( إنفراد كامل به ) - وكلما نرجوه أن يكون الحضرى قد شاهد المنظر *الإتحاد إجتهد ولكن ( خانتو ظروفو ) *حضور الدكتور جمال الوالى للمباراة كان بمثابة مفاجأة سارة للمريخاب *أجمل لقطات المباراة تمثلت فى توجه نجوم المريخ صوب المدرجات لتقديم الشكر لجماهيرهم عقب نهاية المواجهة *أرضية ملعب المريخ كانت سيئة وأثرت كثيرا على أداء الأحمر *منظر رائع جسده نجوم الفريقين وهم يتعانقون عقب اللقاء كما خرج الحكم من دون حراسة وقبلها تلقى المصافحة من لاعبى المريخ والإتحاد ومشهد مطلوب *(صحيح شقى ومجنون )