*لا يختلف اثنان على أن النتيجة التى خرج بها المريخ أمس الأول تعتبر مقبولة أو ايجابية كما « تسمى فى عرف اللعب بنظام الذهاب والاياب » على اعتبار أن الأحمر سيؤدى الجولة القادمة وسط ظروف أفضل ستساعده كثيرا اذ سيلعب فى ملعبه ووسط قاعدته الشئ الذى سيضاعف من حماس ودافع اللاعبين ويرفع من روحهم المعنوية والقتالية فضلا عن ذلك فان التخوفات والهواجس من التحكيم ستتلاشى زائدا على ذلك فان ايجابية النتيجة تتمثل فى أن تعويضها أمر ليس صعبا اذ أن الفوز بهدف نظيف كافٍ ليؤهل المريخ لمرحلة دور ال « 16 » ولكن كل ذلك يبقى مجرد قراءات وتحليلات فقط قد « تصدق ومن الوارد جدا أن تخيب ». *نعم مهمة المريخ ليست مستحيلة ولا هى صعبة بل غاية السهولة ولكن فى حالة أن يجئ التعامل مع اللقاء الحاسم بدرجة عالية من الجدية والاهتمام والحذر والحرص وان كنا فى السابق نخاف على المريخ من غرور وغطرسة وتهاون وتراخى نجومه فاليوم الأمر اختلف كليا اذ أن التخوفات بعد أن كانت من اللاعبين أصبحت من فلسفة وتنظيرات المدرب الحالى والذى وضح أنه من النوعية التى تؤمن وتعشق نظرية « التخمين والتجريب والمغامرة » - من الممكن أن يفوز المريخ بنتيجة أكبر ويصعد للمرحلة التالية ان تعامل الكوكى مع لقاء الرد بواقعية وتخلى عن التصلب والمخاطرة وعرف الكيفية التى ستقود فريقه للتفوق ووضع التشكيلة التى تضم اللاعبين الذين لديهم القدرة والخبرة والتمرس والقدرة على الالتحام - نقول ذلك بعد أن أصبحنا نشكك فى امكانيات وكفاءة هذا المدرب خاصة بعد أن وضح أنه « مزاجى لا رأي ثابت له ولا استراتيجية أو خطة أو فكر تدريبى عميق والدليل أنه مازل يبحث عن نفسه فى المريخ ولم يجدها بالتالى من الصعب أن نثق فيه ويكفى أنه وفى كل مباراة يجرى تعديلا يفوق ال 60% على التشكيلة وهذا ما أضر بالمريخ وجعل الخوف يسيطر على قلوب أنصاره ونشير هنا لوضع وشكل ومستوى المريخ فى المباريات الأربع التى لعبها فى الممتاز وخاصة المواجهتين الأخيرتين. *صحيح « الخسارة بهدف مقابل اثنين » ليست مزعجة وأيضا ايجابية بالنسبة للمريخ ولكنها ليست كافية ولا تعنى بأى حال سهولة المهمة بالدرجة التى تجعل المريخ يستصغر خصمه أو يعتقد نجومه ومدربهم أنهم سيفوزون فى كل الحالات وأن المنافس الأنغولى سيأتى للفرجة ومستسلما وبدون دافع ولن يقاوم فمثل هذه الاعتقادات والأحاسيس هى مصدر الخطورة وعادة ما تكون نتائجها سيئة وقاتلة ومعاكسة، والأمثلة كثيرة ومتكررة ولقد سبق وأن تعثر المريخ قبل أربعة شهور وفشل فى تعويض نفس الخسارة التى تعرض لها بالأمس من بطل أنغولا حينما فشل فى احراز هدف واحد كان سيؤهله للمواجهة النهائية فى البطولة الكونفدرالية وكان الناتج أن ودع الأحمر البطولة وهاهو التاريخ يعيد نفسه وأحداثه تتكرر من جديد « نفس الملامح والشبه » . *فى كثير من المرات لا يكون هناك أثر لعنصرى الجمهور و الأرض وهناك المئات من الأمثلة التى تشير الى أن الفريق يمكن ان يتعثر فى أرضه ووسط جمهوره بالتعادل أو الخسارة أو أن الفريق الضيف يمكن أن يفشل فى أرضه و يحقق الهدف فى أرض الخصم برغم أنه - والمريخ نفسه تعرض لهذه المواقف وشرب من نفس الكأس وسبق له أن حقق التفوق خارج أرضه « مع أتراكو الرواندى حينما فاز هنا بهدفين مقابل واحد ومع بطل جنوب أفريقيا عندما تفوق هنا بثلاثة أهداف مقابل اثنين وبرغم ذلك نال التعادل فى رواندا وجوهانسبرج - والمريخ ذاته فشل قبل أربعة شهور مع ليوباردز الأنغولى حينما خسر هناك بفارق هدف وعجز عن التأهل فى استاده والأمثلة عديدة ومنها فوز الأهلى على الترجى فى النهائى الأفريقى العام المنصرم بتونس بهدفين وكان اللقاء الأول فى مصر قد انتهى بالتعادل وشاهدنا كيف فاز الأرسنال على بايرميونخ الألمانى بهدفين فى أرض الأخير مع أن الانجليزى كان قد خسر فى انجلترا بثلاثية وكيف حول التركى تعادله فى بلاده الى فوز على شالكا بثلاثة أهداف - « فالاستكانة » لا مكان لها فى قاموس كرة القدم فهى لا تؤمن بالترشيحات ولا القراءات ولها حالاتها ومفاجآتها ويكفى أنها تسمى بالمجنونة « وهى فعلا مجنونة وجنها كلكى كمان ». *فى اعتقادى أن أكثر ما سيصعب من مهمة المريخ هو المستوى المتميز للفريق الأنغولى والمهارة العالية لنجومه ودرجة تركيزهم العالية وهدوءهم وقدرتهم على تبادل الكرة فيما بينهم بسهولة وسرعة ايقاعهم فهذا الفريق ليس عاديا فهو يطبق أساليب اللعب الحديث خاصة فى جوانب الانتشار والتحكم فى منطقة الوسط وتنويع اللعب والتهديف من خارج المنطقة فضلا عن عدم يأس نجومه وقد وضح ومن خلال مجريات المباراة أن لديه مدربا متمكنا لديه فكر تدريبى عميق وعالى ويجيد قراءة اللعب وضح ذلك من خلال تركيزه على مهاجمة المريخ من ناحيته اليسرى التى لعب فيها نجم الدين وكأنه يعرف أنه « مولف وابتعد عن المشاركة لفترة طويلة وهو أصلا لا يجيد اللعب فى هذه الوظيفة » - حول مدرب الأنغولى كل ألعاب وهجمات فريقه لناحية نجم الدين وهذا ما لم يفطن له العالم « الكوكى » حيث لم يعمل على وضع التكتيك المضاد لذلك بدعم وتقوية هذه الناحية بلاعب اخر بتحويل أحد نجوم الوسط لمساندة نجم الدين برغم أن كل هجمات الأنغولى كانت من ناحية المريخ اليسرى ولهذا فقد كان من المتوقع والطبيعى أن يلدغ المريخ من هذه الجهة مرتين وبنفس الصورة - المهم الفريق الأنغولى وضح أنه ليس من نوعية الفرق التى يمكن احداث التفوق عليها بسهولة ومؤكد أنه سيكون شرسا فى لقاء العودة ونتوقع أن يصل لمرمى المريخ هذا من واقع الطريقة الحديثة التى ينتهجها والتكتيك العالى الذى يلعب به اضافة للجماعية التى تميز ألعابه وقوة وسرعة خط هجومه وهذا ما سيضاعف من مهمة المريخ ويجعلها أكثر صعوبة ان لم يتعامل السيد الكوكى مع خصمه ومباراة الرد بالشكل المطلوب. *فى سطور *نتيجة للجهد الكبير الذى بذله فى الشوط الأول فقد توقعنا أن يتم استبدال راجى عبد العاطى فى الشوط الثانى بعد خروجه من أجواء المباراة وادخال اللاعب موانزا . *المريخ كان يحتاج لمنظم لعب فى الشوط الثانى خاصة بعد هدف التعادل وكان المتوقع أن يلجأ الكوكى للاعبى الخبرة والتمرس والمتخصصين فى تهدئة وتنويع اللعب ذلك بأن يدخل كابتن هيثم مصطفى بديلا لفيصل موسى والذى كان أقل نجوم الفريق عطاء بل كان غائبا تماما - وجود هيثم كان مهما وضروريا حيث كان سيثبت اللاعبين ويمنحهم ثقة اضافية وينظم ألعاب الفريق - ولكن كان للكوكى رأى اخر. *الذين أتوا بالكوكى عليهم أن يخطروه بأن هناك لاعبين متميزين فى كشف المريخ اكتسبوا الخبرة والتمرس وفى وجودهم قوة للفريق وفى محاربتهم وابعادهم ضرر على المريخ ومنهم « موسى الزومة - سعيد السعودى - الطاهر الحاج ». *مع وافر احترامى لكل المعجبين باللاعب أمير كمال الا أننى لم أر له أثرا فى المريخ ولا حتى وجودا ولا أتوقع أن يفيد الفريق فى شئ « وأنا شخصيا لم أقتنع حتى الأن بمستواه » فهو يلجأ للفلسفة ويهرب من موقع الكرة ولا يجيد استخلاصها من الخصم وكل تمريراته خاطئة وسريعا ما يحصل على الانذار. *الطريقة النموذجية والصحيحة والقانونية التى يجب أن يتعامل بها المريخ والأخ الدكتور جمال الوالى مع الحضرى هى أن لا يتصل أى منهم به وأن يتم الرد على أى اتصال منه خاصة بعد أن وقع فى المحظور بارتكابه لخطأ فادح سيجعله فى موقف الضعف ان حاول اللجوء للاتحاد الدولى « عدو الأندية الأول والذى عادة ما يضغط ويتحامل عليها وينحاز للاعب حتى وان كان مخطئا » - قريبا سيعرف الحضرى قيمته وحقيقته بعد أن يجد نفسه فى سلة المهملات وعندها سيحاول الخروج من جديد ليبحث عن طريق يعيده الى الملاعب والنجومية ودنيا الأضواء - ولكن يجب اغلاق كافة المنافذ التى تعيده للملاعب الخضراء - أهملوه وتجاوزوه وأنسوه - فهو لا يستحق أى اهتمام يا « جمال » .