أمي كانت بعين واحدة لذا كرهتها ، كانت تسبب لي الكثير من الإحراج، وذات يوم جاءت الي المدرسة أرادت ان تحتضنني كنت محرجاً جداً تجاهلتها واحتقرتها ورمقتها بنظرات حقد و هربت بعيداً ، رغم ذلك ضحك زملائي وقالوا لي ساخرين أمك بعين واحدة، وتمنيت وقتها أن تختفي أمي من الوجود، قلت لها وأنا في الجامعة: صرت بسببك مهزلة انتي قبيحة لا تظهري الي جانبي الأفضل أن نفترق، وبعدها سافرت خارج البلاد وتزوجت هناك وأنجبت أطفالاً ونسيتها تماماً وأحسست بالسعادة وأنا بعيد عن أمي المسخ صاحبة العين الواحدة، وعدت للبلاد أخيراً ، وفجأة وجدتها بباب منزلي الفخم تريد أن تري أطفالي وأحفادها ، فخافت زوجتي وبكي أطفالي وصرخت فيها وطردتها لقد أرعبتي أسرتي بعينك الواحدة اخرجي من هنا، وبعدها اختفت أمي من حياتي تماماً، وبعد سنوات طويلة جاءني صديق قديم يحمل مظروفاً فتحته وجدت فيه رسالة منها تقول ( ولدي العزيز، عندما تصلك رسالتي هذه أكون قد توفيت لترتاح مني نهائياً أسفة لأني سببت لك حرجاً في حياتك و أرعبت أطفالك لكنني كنت مشتاقة لك جداً والان دعني اعترف لك بسر يا ولدي: عندما كنت صغيراً تعرضت لحادث سيارة وفقدت إحدى عينيك ولكني لأني أم لم أرد أن تعيش بعين واحدة لذا أعطيتك عيني، وكنت فخورة بابني الذي كان يريني العالم بعيني ..مع حبي لك .أمك).