لولاها والدتي الحنونة لما كان (جكسا) الذي عرفه الناس وشارك في رفع سمعة السودان في المجال الرياضي ، والدتي التي كلما سجلت هدفا في مرمى الخصم أشعر بأني أقلدها وساما رفيعا تقديرا واجلالا لها، ولما قدمته لي من مساعدات معنوية ونفسية ومادية الي أن وصلت الي مكانة طيبة بين النجوم الرياضيين وكانت والدتي في البداية تخاف علي من الضرب، والركل والجري كما هو حال كل ام ، وكانت تقول لي عندما ألعب بحذاء الباتا: لا تلعب بهذا الحذاء فهو للمدرسة لقد اشتريته امس، واذا حصل لهذا الحذاء شئ فسوف تذهب للمدرسة حافيا ، والحقيقة كلما العب بالحذاء الجديد يستهلك وخاصة من تحت الخف الى مسافة ليست بالقصيرة، وعندما أذهب به الى المنزل فيا لهول الغضب الثائر من والدتي ، الذي يقودها احيانا الى ضربي والنهاية فإن قلب الوالدة حنون وسرعان ما أحظي بحذاء جديد وهذه المرة (حذاء باتا سميك) لانه يتحمل أكثر وخاصة لركل الدوم والحجارة ونحن ذاهبون او عائدون من المدرسة ، وكرة الشراب دائما في درجي من درجة جيد، فأنا ماهر في صنعها وكيف لا أجيد صنعها وانا احبها ، أجل احبها ويالكثرة كرات الشراب التي كانت في أدراج مدرستي. وكانت والدتي تهتم بشئوني جدا حتى لدرجة أنها كانت تعطيني الملابس الجيدة لأصنع منها كرات الشراب التي ألعب بها لكي أكون سعيدا وأني مدين بكل هذا النجاح الرياضي لأمي، لولاها لما شاهدني الناس العب الكرة ذات يوم وأقدم لهم ما تعلمته من كرة الشراب على شوارع الحي المغبرة والمتربة التي تتناثر على جوانبها الاحجار، وكنت دائما أحب السباق والجري والقفز وكنت أجري وأصدقائي بالمرابيع ونبتدئ من نقطة البداية بعد أن نختار مربعا مناسبا، وكنت دائما أفوز بالسباق هذا مما ساعدني على الجري بالكرة لمدة طويلة كما ساعدني على الاحتفاظ بها مدة أطول تحت أقدامي وساعدني أيضا على السيطرة عليها، وسهل لي عملية المراوغة والتخلص السريع.