يقولون «الأطرش فارق الجماعة.. أما الأعمى فقد فارق الدنيا»!! من هنا تبرز أهمية العيون قبل السمع.. لذلك فالخوف من فقدانها أو تعرضها لأي مرض يظل قائماً كلما شعر الانسان بأن عينيه قد بدا عليهما «التعب»!! وقد انتشر قبل أعوام طويلة «رمد» أصاب عيونا جميلة كنا نظن ان «الرمد» لا يجد لها سبيلا، بحكم اهتمام اصحابها بها.. وسمي هذا الرمد ب«كارلوس» اعتقد ليس لتزامن وجود كارلوس في الخرطوم في ذاك الوقت.. أو لأن «الرمد» يشكل ارهابا في حد ذاته.. وانما تيمن كل من أصابه، بلبس نظارات سوداء تشبه نظارات كارلوس.. ولأن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا كانت مصدر إلهام لشعرائنا ومغنينا.. ومنذ القدم وحتى يومنا هذا.. ومصدرا لبداية علاقة ربما تقود الى «حبل الزواج» أو ربما كانت مصدراً لشقاء لمتيم من طرف واحد.. كل هذا أدى للاهتمام الزائد بها في سبيل أن تكون هذه العيون (لمبات غاز).. فانشئت المستشفيات المتخصصة والعيادات والمستوصفات باهظة التكاليف التي تفوق الملايين، او السفر خارج الحدود بحثا عن الشفاء، كل هذا من أجل (العينين) الصغيرتين.. وقد كان في السابق، قبل انتشار هذه المستشفيات وما يعمل في اختصاصها، يستعين أصحاب العيون التي تحمل غشاوة أو ماء، بشخص يمتهن علاج العيون يسمى (الشلاقي) يستعمل أدوات ربما تكون بعيدة كل البعد عن مهنة الطب.. كما انه يستعين بذبابة (الشعرانة) وهي ذبابة تلازم في الغالب الأعم الحمير حيث ان لها أرجلا ذات مقابض رفيعة، فيمسكها (الشلاقي) ثم يضع أرجلها الأمامية في غشاوة العين، فتمسك الأرجل في الغشاء ثم يقوم بسحب الشعرانة، وهكذا حتى تتم ازالة الغشاوة!! ليرى صاحب العيون الدنيا بلون جديد!.. وحتى لا نعود للاستعانة بهذه «الذبابة» في سبيل انقاذ عيوننا.. علينا المحافظة عليها والاهتمام بها.. وحتى لا يعود (محبوب) حبيبته وهو يحمل لها جوز (شعرانة) مع التمنيات لها بالشفاء!.