لك التحية اولا بمناسبة اليوم العظيم 8 مارس العالمي، والذي تتجلى فيه عظمة المرأة، المرأة الانسان، واتقدم بكل أدب واحترام لكل طلائع المرأة بالتحايا واقرار بالاعزاز والتقدير، وهن يتقدمن نحو مواضع العز والتشريف واخذ مكانهن بين الاحرار بحرية واهلية، وسوف تكون المرأة السودانية خاصة موضع نظر الله في الارض ولا شك في ذلك ان شاء الله. ثانيا اتقدم إليك وبدمعة مسكوبة وقلب حزين راجيا ان تصل اسطري الحزينة ادناه مسامع الآخرين بالقدر المتاح والممكن في ذكرى الشهداء والزملاء من رجال الشرطة. كل ما نخلو بانفسنا ونجتر الماضي نذكر شهداءنا وزملاءنا في مواقع الوطن الحبيب خاصة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ونحن شباب مجندون نسافر نحارب من كوستي لاكوبا وفي بلد بعيد، ومن ببنس العجيبة لواو واويل، ومن وسائلنا الارجل ثم السكة الحديد، وكنا نحارب ونغني لبنوت شمالنا يانا العائدين، وان متنا واندفنا فداء الوطن العزيز الحزين. ونحن اسمنا الجنود ووصفنا هو دفاع الحديد، وفارس سربنا الحلفاوي حسن نواري وقائدنا عمر عوض جميل لهما الصحة والعافية والعمر المديد. شهداؤنا في واو عبد الحي زيادة يمني من الشمال وفي تركاكا محمد جبريل حسين ابن الجبال الشهير، وفي اريات بحر الغزال اوشيك البجاوي ابن الشرق وصاحب اللسان اللهيج، وجبره حموده ايدام ابن الغرب فارس ومقدام شرس يحمل سلاحا رهيبا، ولا ننسى علم الهدى حسين طيب المعشر ذو الخلق الرزين، وابراهيم عبد الله سائق الاتومبيل القدير، وضباط الصف الثلاثة علي مصطفى وعثمان وغريق كجيرة النقيب ابراهيم عثمان. لقد كانت لنا لغة ورموز لا يعرفها ويفك طلاسمها، الا من عرف الشفرة او كان من مجموعة رجال السكة الحديد مثال «قضايا، حديد، بلنجة، سبر، والطرناطة، ورشة، مسمار الشلال، الدريسة بسمة، الادارة مدني، التابلت والباكم والملدينة، ومرورا ببحري فنطاس حديد، الوابورات، وعمك ود جوله وود العمدة وود القاضي، وعمسيب خلف الله وعبد الحميد عطا الله، والعقيد جبريل طلبة ساكت والدرديري عازف السكسفون، وعبد الله دينج واغنية المانسونا هم قالوا ما نسونا ، والله يرحم ود ام كداده مدني مهدي سبيل، وعميد الكلية لويس سدره واباتره المعلم الكبير، ثم ود الدلنج، المغفور له بإذن الله ،فضل المولى زكريا ابره غطاس. سنظل نجتر ذكراهم ما بقي بالعين ماء، ويملؤنا الحزن العميق لفراق رجال المدفعية الاشاوس والذين شاركونا في التدريب فكانوا قوتنا وزملاء، وذكرى بعاصمة الحديد والنار وابو جنزير المشهور ب «عواره» مروع المجالس والاحياء والوديع في مظهره، اللهم ارحم شهداءنا واجعلهم من الذين قلت فيهم «إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر» وهذه من اعلى الدرجات ان شاء الله، واما من بقي حياً منهم فله الصحة والعافية وحسن الخاتمة، ونحن وهم احتياطي زاخر للوطن لا نقبل الخيانة ولا التخريب. صديق علي صديق- مساعد شرطة معاش