على أمل الإيفاء بالتعهدات ،ينطلق اليوم في العاصمة القطرية الدوحة المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور،و يأتي بمشاركة واسعة علي الصعيدين الاقليمي والعالمي ،ويترأس وفد السودان الذي يضم 200 عضو النائب الاول لرئيس الجمهورية في اشارة تؤكد اهتمام الحكومة السودانية بالمؤتمر الذي يعول عليه كثيرا في توفير مايربو علي السبع مليارات دولار لاعادة الاستقرار الي الاقليم المضطرب منذ 2003. ويأتى عقد المؤتمر وفقا للمادة «32» من وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي نصت على قيام مؤتمر للمانحين لإعادة اعمار وتنمية دارفور، وقد انعقدت ورش تقدير الاحتياجات بولايات دارفور الخمس فى اكتوبر الماضي قدرت السلطة الاقليمية لدارفور الاحتياجات التنموية والخدمية لدارفور بمبلغ (8) مليارات دولار ينتظر طرحها اليوم، واعلن ابراهيم موسى مادبو وزير الإعلام والناطق باسم السلطة الإقليمية لدارفور ان الاحتياجات المقدرة جاءت بعد دراسات قامت بها الحكومة بمشاركة من الشركاء الدوليين للاحتياجات التنموية والخدمية لدارفور، مشيرا إلى إمكانية زيادة المبلغ جراء ارتفاع سعر صرف الدولار، وأبدي مادبو تفاؤله بنجاح مؤتمر المانحين من خلال المشاركة الكبيرة من المجتمع الدولي في التحضيرات الأولية وتقدير الاحتياجات للشروع في التنمية ، وإعادة النازحين واللاجئين والمتأثرين بالحرب واستقرارهم في ديارهم ، وكانت الحكومة قد اكدت التزامها باستحقاقات وثيقة الدوحة لسلام دارفور المالية مع الالتزام بجدول زمني للتسليم، وقد تم تسليم السلطة الإقليمية لدارفور في يناير 2013 خطاب اعتماد بقيمة الدفعة الأولى البالغة 165 مليون دولار. ولانجاح المؤتمر الذي تأمل الحكومة ان تأتي نتائجه علي شاكلة مؤتمر المانحين بالكويت اولته اهتماما كبيرا خاصة من جانب السلطة الاقليمية التي طاف رئيسها التجاني السياسي على عدد كبير من الدول الاوروبية والاسيوية وذلك لضمان مشاركتها ،ويتوقع ان تشارك الدول دائمة العضوية في مجلس الامن بوزراء خارجيتها وعلي رأسها الولاياتالمتحدة التي تعتبر من اكبر الداعمين لاتفاقية الدوحة بالاضافة الي مشاركة الاتحادين الاوروبي والافريقي ومجلس التعاون الخليجي ومجموعة الاسيان،ويشارك ايضا عدد كبير من المنظمات العالمية والاقليمية ويقدر عددها بأربعمائة منظمة ،ويشير رئيس السلطة الاقليمية لدارفور الدكتور التجاني السيسي الي ان الاتحاد الاوروبى أكد دعمه القوي لوثيقة الدوحة باعتباره الحل الوحيد لأزمة دارفور ومشاركته اليوم في مؤتمر المانحين ،مشيرا الي ان دولا اوروبية تعهدت بالمشاركة فى مؤتمر المانحين، منها ايطاليا واسبانيا ،وبريطانيا التي تأتي فى مقدمة الدول التى دعمت مؤتمر المانحين واكدت على لسان سفيرها بالخرطوم بيتر تيبر دعمها ومشاركتها اليوم في المؤتمر بجانب التزامها بدعم خطة الإنعاش المبكر وخطط إعادة إعمار دارفور،وكان الرئيس المصري خلال زيارته الاخيرة للسودان قد اكد مشاركة دولته ، ومن الدول العربية ايضا قرر مجلس الوزراء العراقي تقديم منحة لدارفور بمبلغ «10» ملايين دولار من الموازنة العامة لعام 2013م. إلى ذلك، أكد برنامج الأممالمتحدة الإنمائي أن مؤتمر المانحين الذي يبدأ اليوم بالدوحة، يعد خطوة أولى في تنفيذ إستراتيجية تنمية دارفور، والمحرك الأساسي لأمل مواطني دارفور بالعيش في سلام واستقرار، كما أنه يمثل خطوة رئيسية نحو الاعتماد على الذات وبناء القدرة على مواجهة الأزمات للمجتمعات المحلية المتضررة في دارفور،وأشار برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالخرطوم إلى أن المؤتمر سيحقق أربعة أهداف بإقرار الإستراتيجية، و الاتفاق على آلية التنسيق والتمويل، والتأكيد على الإلتزامات المالية للمجتمع المدني تجاه إنفاذ الإستراتيجية، و حشد الأموال من المجتمع الدولى بغرض إنفاذ الاستراتيجية،وأكد برنامج الأممالمتحدة الإنمائي دعمه بقوة إستراتيجية تنمية دارفور التي تقدم خطة متسلسلة ومنسقة وشاملة من أجل تنمية منصفة ومستدامة تقوم على المشاركة، الأمر الذي يعد حيوياً لإخراج دارفور من دائرة الصراع والفقر الى آفاق الاستقرار والازدهار، وجدد البرنامج دعمه بقوة آلية التنسيق والتمويل المقترحة والتي يمكنها ضمان التنفيذ المتوازن والقابل للمساءلة للإستراتيجية في بيئة معقدة. الآلية المقترحة هي نتيجة لمعايرة دقيقة للاحتياجات والمصالح، مع ضمان الكفاءة والفعالية،وان استراتيجية تنمية دارفور تهدف الى تحديد اسس تنمية مستدامة عبر تحسين البنى التحتية (مد شبكات مياه وطرقات ..) وتتطلب تنمية الزراعة والحصول على التمويل واجراءات اخرى لمساعدة السكان على اعادة تنظيم الادارة المحلية.