*يأتي الإحساس والشعور هذه المرة مختلفا - فقد كان فى السابق وعندما يكون المريخ فى موقف مشابه يكون التفاؤل متوفرا ويملأ دواخل أنصاره - كان الجميع يحسب الأيام وينتظر مثل مواجهة اليوم، والاطمئنان يسيطر على القلوب والجميع متحفز، والكل يتحدى بالأحمر ويراهن عليه، ويؤكدون أن الغلبة ستكون له . الأن الوضع اختلف كليا وما عاد كما كان ، فالمريخ لم يعد ذاك الفارس الذى هو جدير بالرهان عليه، والمباهاة به ،ولم يعد هو ذاك الفريق الذى يمكن أن تطمئن له القلوب أو تتفاءل به الجماهير، بل العكس تماما ويكفى أن التخوفات والهواجس تملأ قلوب جميع المريخاب وباتوا يتوقعون أى نتيجة لأى مواجهة يؤديها المريخ حتى و ان كانت فى استاده - فالمريخ تغير كثيرا وضعف أكثر من اللازم وتدهور بسرعة الصاروخ ورجع للوراء وفقد كثيرا من صفاته ومميزاته وخاصياته وهيبته وشراسته. *لقد كان فى المواسم السابقة وعندما تكون هناك مباراة رد للمريخ ويكون خاسرا بفارق هدف فان كل الترشيحات والتوقعات كانت تميل له وتمنحه النسبة الأكبر لتحقيق التفوق وكان الاعتقاد السائد هو أن الأحمر سيتأهل وكنا وقتها نقول ونكتب وعندما تنتهى مباراة له بنفس نتيجة « كالولو - المباراة الأولى » - المريخ على مشارف المرحلة التالية وقطع أكثر من نصف المشوار فى طريق التأهل وحتى موقع الكاف الرسمى كان يقول ما نردده - « دنيا غدارة وما دوامة » - كنا وين وبقينا وين . *نقول ذلك من واقع حالة فريق المريخ اليوم فهى متأخرة بل متردية مما تجعلنا نفتح باب كل الاحتمالات بل نتوقع ونفترض أسوأ النتائج ونرى أنها الأقرب للحدوث، فالأحمر ضل الطريق وفقد البوصلة وتلاشت كافة جمالياته ولم يعد كما كان ، ولا داعى للجدل والغلاط حول الحقيقة والثوابت، فالحال يغني عن السؤال ولا مجال للتفاؤل فى ظل الوضع المأساوى الحالى. *وبرغم أن المريخ سيخوض مباراة اليوم وكل المطلوب منه أن يفوز بهدف ليتأهل لدور ال «16 » ويضمن استمراره فى البطولة الأفريقية للأندية أبطال الدورى وبرغم سهولة المهمة وامكانية تعويض الفارق ومعادلة خسارة الذهاب وتحقيق المطلوب الا أن التخوفات موجودة والتشاؤم يفرض وجوده والاطمئنان منعدم والتفاؤل غائب من منطلق وضعية ومستوى ونتائج وعروض الفريق فى كل المباريات التى أداها خلال هذا الموسم، ان كانت تنافسية أو ودية والتى يتجاوز عددها العشرين مباراة ، ويكفى أن نشير الى أن المريخ حتى الان لا تشكيلة ثابتة له ولا نظام لعب معروف ولا استراتيجية ولازال مدربه « يتخبط ويرتجل ويفتش ويجرب ويبحث ويتفلسف وينظر ويخمن ويتعجرف ويتعامل مع المريخاب وكأنهم أغبياء وبلهاء ومتخلفون وريالتهم سايلة ولديهم قرون على رؤوسهم » . كوكى وأجرك على الله! ، من الطبيعى أن يتوقع المريخاب أى نتيجة ومعهم ألف حق ان تشاءموا وتخوفوا من مصير فريقهم الذى يكاد يضيع ان لم يكن قد ضاع بالفعل ، فليس هناك ما يشجع أو يطمئن أو يثبت القلوب . كل المعالم والملامح التى كانت تميز المريخ راحت وتلاشت واندثرت . فاداء اللاعبين يأتى خاليا من القوة ولا شراسة فيه ولا أثر للروح القتالية العالية. لا همة ولا حماس ولا جدية ولا حتى مسئولية . كل ذلك راح وأصبح مجرد ماضٍ ، بالتالى يبقى من الطبيعى ألا يراهن المريخاب على فريقهم ومن العادى أن تسيطر التخوفات على قلوبهم. *«كلو وارد » وكافة نسب التوقعات متساوية بمعنى أن المريخ يمكن أن ينتصر ويتأهل وبنفس النسبة يمكن أن ينهزم ويغادر البطولة يعنى « ففتى . ففتى . أو كما يقول الحبرتجية والذين بيفهموا فى كرة القدم وتقلباتها وحالاتها »، فواقع فريق المريخ الراهن يقول ذلك وسيأتى اليوم للملعب وهو مجرد من كل المميزات وعناصر التفوق اللهم الا الظروف الأخرى وللأسف فهى خارج الملعب « جمهور وملعب » وحتى هذه قد لا يكون لها أثر، والدليل أن المريخ تعثر فى وجودها عندما تعادل أمام هلال كادقلى قبل أيام مضت، وأمام ليبوبارد الأنغولى قبل شهور، وفشل فى تجسيد واحداث التفوق برغم أنه لعب بمساعدة أنصاره وفى قلعته الحمراء. *لا أنفى أننى من « المتشائمين جدا » ولا أجد حرجا فى أن أضع كافة الاحتمالات وأتوقع حدوث أى نتيجة وفى تقديرى الشخصى أن تعثر المريخ اليوم ونسبة خروجه من البطولة الأفريقية هى الأكبر والاقرب هذا ان ظهر الأحمر بنفس المستوى الذى لعب به كل مواجهاته فى هذه الموسم . فليس هناك اضاءة بيضاء واحدة يمكن انتظارها أو الصيام عليها . فالوضع « جايط من أولو لأخرو » والخلل موجود فى كل مكان : جهاز فنى ضعيف منعدم الامكانيات الفنية لا كفاءة له ولا قدرات أو فهم أو فكر تدريبى ولا حتى هيبة وشخصية وهذا ما انعكس سلبا على سلوك اللاعبين داخل الملعب وباتوا يلعبون بروح انهزامية ولا أدنى اعتبار أو همة أو جدية وكل منهم يعمل « العايز يعملو » لأن الشخص الذى يفترض أن يوجههم هو نفسه فى حاجة لمن يوجهه. *وفى ظل هذه الضلمة والتشاؤم تبقى أبواب الاحتمالات الأخرى أيضا مفتوحة - فنجوم المريخ الحاليون لا ينقصهم شئ بل هم جديرون ومميزون ويمتلكون كافة عناصر ومقومات الجودة من خبرة وتمرس وتجارب وبامكانهم تحقيق التفوق واسعاد القاعدة والارتقاء بمريخهم للمرحلة التالية ، فأى منهم يمكن أن يشكل حلا فرديا، كما أن باب الاجتهاد مفتوح أمامهم وسيجدون دعما معنويا كبيرا من المدرجات والفرصة أمامهم لينتصروا لذواتهم ويثبتوا جدارتهم ويؤكدوا على جودتهم وتميزهم ومن ثم يسعدوا أنصارهم ويكسبوا التحدى ، و أملنا فيهم كبير وما قنعانين ،وأملنا فيهم كبير وثقتنا غير محدودة في نصر الله . *أجد نفسى مضطرا لإعادة نشر الزاوية أعلاه والتى سبق وأن نشرناها قبل مبارة المريخ وبطل أنغولا ذلك من باب التذكير بما كنا ننادى به ونحذر منه ورؤيتنا لفريق المريخ الحالى ومدى التدهور والتردي والسوء الذى اصابه ، ولا نرى أننا فى حاجة لتعليق إضافي.