الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات
عودة الحياة لاستاد عطبرة
عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا
السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام
د. إبراهيم الصديق علي يكتب: من خلال تسريبات (الجزيرة) : حكومة إدريس وعقدة الاسلاميين
شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة
شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)
الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)
شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني
شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني
شاهد بالفيديو.. (يووووه ايه ده) فنان سوداني ينفعل غضباً بسبب تصرف إدارة صالة أفراح بقطر ويوقف الحفل
شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل
"الجيش السوداني يصد هجومًا لمتمردي الحركة الشعبية في الدشول ويستولي على أسلحة ودبابات"
يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد
غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن
تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني
التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"
ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد
كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية
"دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه
خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك
خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم
وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية
السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير
المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام
مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية
كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها
بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟
مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين
المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي
"خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور
خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير
الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية
في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي
من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟
الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية
نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية
والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي
أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة
إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات
(يمكن نتلاقى ويمكن لا)
سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا
عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025
بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")
المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة
المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج
السودان..خطوة جديدة بشأن السفر
3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح
معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت
بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه
إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان
وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا
اكتشاف مثير في صحراء بالسودان
رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني
شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية
ما هي محظورات الحج للنساء؟
قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
التِّيجَانِي يُوسُف بَشِير .. بَوْتَقَةُ الرُّؤَى وَالرَّحِيقِ
في منتدى رابطة الجزيرة للآداب والفنون (2-2)
محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة
نشر في
الصحافة
يوم 12 - 04 - 2013
قدمنا في الحلقة الاولى رؤى المحاضر لشاعرية التجاني يوسف بشير وهنا نقدم الجزء الاخير من المحاضرة. الرُّؤية:
دعوة للتصالح والتسامح والتواصل مع الآخر دون حواجز وفواصل.
الرَّحيق:
الجمال له وجهان برد ونار، فمن أراده فليبترد وليصطلي.
وفي بحر البسيط أيضاً:
فِي مَوْضِعِ السِّرِّ مِنْ دُنْيَاي مُتَّسعٌ
لِلحقِّ أفْتَأُ يَرْعَانِي وأَرْعَاهُ
هُنَا الحَقِيقَةُ فِي جَنْبِي هُنَا قَبَسٌ
مِن السَّمَاواتِ فِي قَلْبِي هُنَا اللهُ
***
الرُّؤية: عَلاقَةٌ كونيةٌ بشروطِها وخُصوصيتِها
تَشُدُّه بحبالِ الوَصلِ إليْهَا.
الرَّحِيق: حُلولُ الصَّفاءِ والجَذْبِ النَّورَانِي فِي جَسَدِ المَخْلُوقِ.
***
ديوانُه إشراقه فيه كلُّ الإشراقِ والقُوَّةِ والجزالةِ والبَلاغةِ فِي قوالبَ من موسيقى الشِّعرِ وسِحْرِه. رغم المكابدةِ والأوجاعِ، أوجاعِ الحياةِ التي تَتَمنَّعُ وتُشاكسُ، رغم كلِّ هذِهِ العَقَباتِ، تبَرْعَمتْ وازْدَهرتْ وأثْمَرتْ قُطُوفُ (إشراقه)، وتَذَوقنا حلاوةَ جَناها، فيا سبحان الله !!!
إنها النَّفْسُ الكبيرةُ، نَفْسٌ يَطَالُ مُرادُها الجَوْزاءَ!!! ولا تُقْعِدُها صَدَمَاتُ الحياةِ، وشَظَفُ العَيْش فِيهَا
شاعرٌ يستَحِقُ منَّا كلَّ العنايةِ والحَفاوةِ والتَّقدير، فهو عبقريةٌ قلَّ مثيلُها في مضمارِ الشِّعر، إنْ حاصرنا النُّصوصَ في حيِّزها الجُغرافيِّ والتَّاريخي، وفي البالِ أبو القاسم الشَّابي، شاعرُ تُونسَ الخضراءِ، الَّذي عَاشَ معه في نفسِ الفَترة الزَّمنية، وفارقَ الدنيا وهو في مثلِ سني عُمْره، والَّتي لَمْ تتجاوزِ الخَمسَ وعشرين سنةً، عجبي لهذا الأمر!! فاعتبارُ الكمِّ هنا مدعاةٌ للعبرةِ والعظة!!!
وهو في أشعاره أكثر عمقاً وأنفذ رؤية من كثير من الشعراء والمقارنة بينه وبين الشابي تحتاج لكثير نظر وتدبر، وإعادة تأمل فهو شاعر عميق الرؤى والتراكيب.
ارْتِبَاطُهُ بالمَعْهَدِ العِلْمي وَنَظْمُهُ لِقَصِيدتِه المُفَكِّرةِ ( المَعْهدُ العِلْمِي) (عَرْضُحالٌ) لِصِراعِ الأَفْكارِ، وَمُعَايشةِ للرَّأي الآخَرِ عِندنَا، بَينَ التَّصُالحِ وَالتَّقاطعِ مَعَه!! دَرْسٌ مِنْ الدُّروسِ الَّتي ألْقَاها عَلَيْنا، ولَمْ نَسْتَفِدْ مِنْهَا بَعْد! ولكنَّهُ لا زَالَ مُتَاحَاً!!
يقول فيه على بحر الكامل
السِّحْرُ فِيكَ وَفيكَ مِنْ أَسْبَابِه
دَعَةُ المُدِلِّ بِعَبْقَريِّ شَبَابِه
يَا مَعْهَدي وَمَحَطَّ عَهدِ صِبَايَ
مِن دَارٍ تَطَرَّقُ عَنْ شَبَابٍ نَابِهِ
وَاليَومَ يَدْفَعُني الحَنينُ فأَنْثَنِي
وَلْهَانَ مُضْطَرِبَاً إِلَى أَعْتَابِهِ
سَبَقَ الهَوَى عَيْنَيَّ فِي مِضْمَارِه
وَجَرى وَأَجفَلَ خاطِرِي مِنْ بَابهِ
وَدَّعْتُ غَضَّ صِبايَ تَحْتَ ظِلالِه
وَدَفَنْتُ بِيضَ سِنِيَّ فِي مِحْرَابهِ
نَضَّرتُ فَجْرَ سِنِيَّ مِنْ أَنْدائِهِ
وَاشْتَرْتُ مِلءَ يَدَيَّ مِنْ أَعْنَابِهِ
هُوَ مَعْهَدي وَلَئنْ حَفِظْتُ صَنِيعَهُ
فَأَنَا ابْنُ سَرْحَتِه الَّذِي غَنَّى بِه
فَأَعِيذُ نَاشِئةَ التُّقَى أَنْ يُرْجِفُوا
بِفَتًى يَمُتُّ إِلَيهِ فِي أحْسَابِه
مَا زِلتُ أَكْبَرُ في الشَبَابِ وَأَغتَدِي
وَأَرُوحُ بَينَ بَخٍ وَيَا مَرْحَى بِه
حَتَّى رُمِيْتُ وَلَسْتُ أَوَّلَ كَوكَبٍ
نَفِسَ الزَّمَانُ عَلَيهِ فَضْلَ شِهَابِه
قَالوا وَأَرْجَفِتِ النُّفُوسُ وَأَوْجَفتْ
هَلَعَاً وَهاجَ وَماجَ قَسورُ غَابِهِ
كَفَرَ ابنُ يُوسفَ مِنْ شَقِيٍّ وَاعْتَدَى
وَبَغَى وَلَسْتُ بِعابئٍ أَوْ آبِه
قَالُوا احْرقُوهُ بَلْ اصْلبوه بلْ انْسِفُوا
للرِّيحِ نَاجِسَ عَظْمهِ وإهَابِة
وَلَو أنَّ فَوْقَ المَوتِ مِنْ مُتَلَمَّسٍ
لِلمَرءِ مُدَّ إِلَيَّ مِن أَسْبابِه
الرُّؤْيَةُ: التَّمَرُّقُ فِي بَساتينِ المَعْرِفةِ، وجَني ثِمارِ مَزْرعةِ العِلمِ، ودافعيةِ النُّبوغِ والتَّقريظِ، لَمْ تمنع الشُّهبَ مِنْ رَمْي الكَوكبِ المُشْرقِ بنيرانِها.
الرَّحِيقُ: العلاقةُ بَينَ المُتَعلِّمِ ومُؤسستهِ التعليميةِ، علاقةٌ يحتفظُ بها الإنسانُ على مرِّ الأزْمانِ والمَواقفِ.
تشكيلُ خلايا الصَّحو منذ خلوةِ الشَّيخ محمَّد الكتيابي، والمعهدِ العلمي بأم درمان، والاطلاعِ الحُرِّ في الآدابِ وكتبِ العارفين، أهلِ السلوكِ والمواجيدِ الصُّوفيةِ والفلسفة.
قصيدةُ (الصُّوفِي المُعَذَّب) تَوغلُ في عوالمِ مرتكزاتِ الثَّقافةِ السُّودانيةِ واستبطانُ لأسرارَ الوجودِ الحَق، وتجلياتِ الحُضورِ والشَّهَادةِ والجَذْبِ، فِي نُزوعٍ فِكريٍّ يَسْتَحضرُ أَبا تَمامَ، وأبا العَتاهيةَ، وأبَا العَلاء المَعَرِّي، وأبَا القاسم الجُنيد، والحَلاج، وابنَ الفارض، فيسمو بالمَعْنَى، ويستخلصُ الفكرةَ من قبضةِ طينِ الوجودِ العَطِن، ويَرى خلفَ غيومِ الآني الكثيفِ، ما لا تراه العينُ التي رَانَ عَليها اشتغالُ الأنْفُسِ بالمعاشُ، ومغالبةِ كَبَدِ الكَدْحِ والفِرار.
وهي على بحر الرمل:
الوُجُودُ الحَّقُّ مَا أوسَعَ فِي النَّفْسِ مَدَاه
والسُّكُونُ المَحْضُ مَا أوْثَقَ بالرُّوحِ عُرَاه
كُلُّ مَا فِي الكَوْنِ يَمْشِي فِي حَنَاياهُ الإِلَه
هَذِه النَّمْلَةُ فِي رِقَّتِِهَا رَجْعُ صَدَاه
هُو يَحْيا فِي حَواشيهَا وتَحْيَا فِي ثَرَاه
وَهِي إنْ أسْلَمتِ الرُّوحَ تَلَقَّتْها يَدَاه
لَمْ تَمُتْ فِيهَا حَياةُ اللهِ إنْ كُنتَ تَرَاه
الرُّؤْيَة: (كُلُّ شَيء عِقْدُ جَوْهَر)، تنتظمُ المَوْجُودَاتِ فِي سِلكِ نظامٍ بدِيعٍ مُنْسجمٍ.
الرَّحِيق: تَأمَّلُوا فِي مَخْلوقاتِ اللهِ تَعَالى، فَهِي دَالةٌ عَلى وجُودِه وعَظَمَته... سُبْحَانَ الله!
(أنشودةُ الجِّنِّ) غنائيةٌ عَالية، وتَنويعٌ على النَّغم الموسيقي المتاح للقصيدةِ العربيةِ، ويتجلَّى رَوَاءُ اللحنِ المستكنِ في النَّصِ من خلالِ دَوْزَنةِ شجنِ المُغَنِّي، (سيد خليفة، رحمه الله)، والصَّادرِ من ينابيعِ شدوِّه المترعةِ بالصَّحوِ والإشراق. القاموس (نقاوة) مِن أَلفَاظِ العربيةِ القُحَّة (الرُّبى، الوِهَادْ، البيد،ْ ومعْبد وزريابْ، والرَّباب، ومُناجاة الأعراب) في مَلْمحٍ مِن الاستغراقِ فِي الطبيعةِ الَّتي تغْمِسُ النَّصَّ أو تكاد،ُ في الرُّومانسيةِ العذبةِ.
وعلى بحر المنسرح يجيء النغم:
قُمْ يَا طَريرَ الشَّبَاب غَنِّ لنَا غَنِّ
يا حُلو يا مُسْتَطابْ أُنشودةَ الجِنِّ
وأقْطُفْ لِيَّ الأعْنَابْ وأمْلأ بها دَنِّي
مِنْ عَبْقَرِيِّ الرَّبَابْ أَوْ حَرَمِ الفَنِّ
صِحْ فِي الرُّبى والوِهَادْ واسْتَرقص البِيدَا
وَاسْكبْ عَلى كلِّ نَادْ مَا يَسْحَرُ الغيدَا
وفَجِّر الأَعْوَاد رَجْعَاً وتَرْديدَا
حَتَّى تَرَى فِي البِلاد مِنْ فَرْحَةٍ عِيدَا
وامْسحْ على زِرْيَابْ واطْمِسْ عَلَى مَعْبدْ
وأغْشَ كَنارَ الغَابْ فِي هَدْأَة المَرقدْ
وحَدِّث الأَعْرابْ عَنْ رَوْعَةِ المَشْهَدْ
الرُّؤية: مُوسيقى تَكتنفُ الوُجودَ، ويَتراقصَ الكَونُ مِنْ نَقْرها، وتكتسي الطَّبيعةُ بألقٍ وبهاءٍ. موسيقىٍّ ممتدةُ الجذور، متصلةٌ بالماضي، ولها حُضورٌ قَوي فِي الآن.
الرَّحِيق: هي رائحةُ الفَنِّ والإبْدَاعِ إنْ كانتْ لَه رَائحةٌ.
قصيدةُ تُوتِي في الصَّباحِ Gallery، تتنوع لوحاته مَرسمٌ مفتوحٌ على جُروفِ النيلِ صباحاً ومساءً، في حضرةِ أهلِنا الميامينَ في
توتي
، فالشاعرُ يَكْتُبُ تَاريخَ جُغْرَافيا المَكَانِ والمُجْتَمعِ
وعلى بحر المُجْتَثْ يقول:
يَا دُرةً حفَّها النِّيلُ واحْتَواهَا البَّرُّ
صَحَا الدُّجَى وتَغَشَّاكِ فِي الأَسرَّةِ فَجرُ
وَصَاحَ بين الرُّبى الغُرِّ عَبْقَريُّ أغّرُّ
وَطَافَ حَولَك رَكْبُ من الكَراكِي غُرُّ
وَراحَ ينِفِضُ عَيْنيه مِنْ بَنِي الأَيكِ حُرُّ
فماجَ بالأيكِ عُشٌّ وقَامَ في العُشِّ دَيرُ
كَمْ ذا تمازجَ فنٌّ على يديكِ وسحرُ
يخورُ ثورٌ وتثغو شاةٌ وتنهقُ حُمرُ
والبَهمُ تمرحُ والزَّرعُ مونقٌ مخضرُّ
ومما أسقطه مُصَممُ المَنْهجِ التَّعليميِّ مِن النَّصِ مع أهميته لبنية الصورة الشعرية والبناء العضوي للنص.
وَطَلَّ قَرْنُكِ يا شَمسُ آنذَاك يُذرُّ
فكلُّ غُصن مَصابيحُ مِن نَدَى يُستدرُّ
ونوَّرَ الطلُّ واحمَّر فِي الثَّرى المُخْضَرُّ
وذَابَ في الرَّملِ أو ماجَ في الترائبِ تِبرُ
تُرجِّلُ الرِّيحُ ما أنْهَالَ من نَقَا أو تذَرُّ
رَمَلاءُ يُبْرِقُ دُرُّ مِنْهَا ويُبْهِرُ ذَرُّ
وللإنسانِ في السُّودانِ- متمثلاً في الإنسانِ المخلصِ لعمله بتُوتِي-
قيمةٌ عاليةٌ في النَّصِ.
حيَّا شبابَك فيضٌ من الرَّخاءِ ويُسْرُ
كَمْ فِي المَزَارع قومٌ شمُّ العَرانينَ صُعْرُ
هبُّوا سراعاً إليها وليس منها مَفرُ
ذَيَّاك يَعْزِقُ في العُشبِ جَاهِداً مَا يِقِرُّ
وذاك يعنيه حرثٌ وذاك يعنيه بَذرُ
وماجَ في الغيطِ نَشءٌ مِلءُ النَّواظرِ خُزْرُ
الرُّؤْيَة: كاميرا دقيقةٌ وعاليةُ الحساسية، تتجول في المرئيات وتمسك بلحظات قد تنسحب من واقع الحالِ يوماً ما، وفي هذا تسجيل وجداني وتأريخ للشعور.
الرَّحِيق: طلاقةُ الطفولةِ وتَداعي الذِّكرياتِ، مُخْتَزنٌ للتَّجاربِ المُؤَسِّسةِ لمرجعياتِ التَّعَلُّم.
نظر البروفيسور عبد الله الطيب (رحمه الله)، إلى هذه القصيدة، فرأى فيها صوراً استشف منها، أنَّ الشاعرَ إنْ لمْ يَعِش فِي البيئةِ المُعينة الَّتي يصفُها، تجيءُ صُوَرُهُ غيرَ متقنةٍ نَوعاً ما.
-عبقريةٌ في اللغةِ العربيةِ ومآلاتِها، الشَّيءُ الذي نَحِنُّ إِليهِ الآنَ !!
-عبقريةٌ في الأسلوبِ يترَّسمُ خُطَاها المبدعونَ وطلابُ الأَدب.
-عَبْقَريةٌ في الأفْكارِ والرُّؤى والأَخْيلةِ، تهفو لها أَنْفُسُ القَومِ في كُلِّ المواقيتِ !
عَوّذُوا الحُسْنَ بِالرُقَى أَو خُذُونِي أَنا تَعويذة لِكعبةِ رُوحِي
قَرِّبُوها مَجامراً أَنا وَحْدِي عَوَذٌ لِلجَمال مِن كُلِّ رُوحِ
أَحْرِقوني عَلى يَديهِ وَشَيدُوا هَيكلَ الحُبِّ مِن فُؤادي الذَبيحِ
وَاِعصروا قَلبي المُفزَّعَ للحُسْ نِ أَماناً وَعَوِّذوه بِ نوح ِ
قصيدة محراب النِّيل (بحر الخفيف)
أنتَ يَا نيلُ يا سَلِيلَ الفَرادِيسِ
نَبيلٌ مُوَفَّقٌ فِي مَسَابِكْ
حَضَنَتكَ الأمْلاكُ فِي جَنَّةِ الخُلدِ
ورفَّتْ عَلَى وَضِئ ِعُبَابِكْ
وتحدَّرتَ في الزَّمانِ وأفرغتَ
على الشرقِ جَنَّةً من رِضَابكْ
عَجَبٌ أنتَ صَاعِدَاً فِي مَرَاقيك
لعَمْرِي أو هَابِطاً في انْصِبَابِكْ
كَمْ نَبيلٍ بمَجْدِ مَاضيكَ
مَأخُوذٍ وكمْ سَاجدٍ عَلَى أعْتَابِكْ
الرُّؤية: يَنْسَلٌّ هَذا النِّيلُ مِنْ الفِرْدَوسِ تَحُفُّه عِنَايةُ اللهِ، وتَخْدُمهُ الأمْلاكُ وتَرْعَاه، مَكْرُمَةً للشَّرقِ حَيثُ أُخِذَ به النُّبلاءُ، وتواضَعَ البعضُ تُجَاهَه. فتأمل أيها الإنسان!
الرَّحِيقُ: تَحسُّه الخَيَاشيمُ ويَمْلأُ الرِّئتين بهيف ودُعاش وهَمْبريب الجُروفِ والسَّواقِي، وتَحْتَشدُ الحَيَواتٌ كُلُّهَا عِنْدَئذ.
ممن كتبوا عن التِّيجاني:
- عبد المجيد عابدين (التِّيجاني شاعر الجمال).
- سلمى الخضراء الجيوسي.
- د. محمَّد عبد الحي (الرؤية والكلمات في شعر التيجاني يوسف بشير).
- عبد الله الشيخ البشير.
- يحيى محمد عبد القادر.
- جمال محمد إبراهيم.
- أبو القاسم بدري (الشَّاعران المتشابهان)
- عبده بدوي? محمد مصطفى هدارة،
-أحمد محمد البدوي.
- بدرالدين هاشم.
- عبد الهادي الصديق.
مُتَفَرقاتٌ مُهِمَّة
- مُكَاتباتُه مع إبراهيم نَاجي بصدد التَّقديمِ لديوانه عبر المبارك إبراهيم.
- دِيوانُه كان مُعداً للطَّبع - مجلة الفَجْر تنشرُ إعلاناً لمَكتبةِ حَسَنْ عُثْمَان بَدْري للحُصولِ على نُسْخةٍ منه ب ( 5 قروش).
- الغُموضُ والحَدَاثة فِي شِعر التِّيجاني. قراءاتُه للتَّرْجَماتِ وشِعرِ المِهْجَرِ وغيرِه.
آراء ورؤى:
-إبْرَاهِيم نَاجِي وصِلَتُه بأَشْعَارِ التِّيجَانِي، وبِخَاصَّةٍ قَصيدةِ الأطْلال وغيرِها. (رجاء النقاش)
- مناقشة رأَي عَنْ وحْدَة المَعْنَى، بمَعْنَى الحَدَاثَة لعَز الدين ميرغني.
- مناقشة رَأَي يقول: ?التَّيجاني كانت ترسمه الحالة، ولا يرسم الحالة?. للصاوي.
مُبْدِعُون مَاتوا فِي سِن مُبَكِّرة!
وتركوا أثراً أدبياً متميزاً
- رامبو ? إدجار ألن بو - شارل بودلير.
- فردريكو غارسيا لوركا- أبو القاسم الشابي.
- النَّاصر قريب الله - عبد الرحيم أبو ذكرى.
- محمَّد عبد الحي.
***
إعداد وتقديم: محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة
1- http://www.thaqafnafsak.com/
1- ديوان إشراقة الطبعة الثانية 1369-1949 م
2- مخطوطة ديوان التيجاني يوسف بشير.
3- ديوان (إشراقه نظم التِّيجاني يوسف، بشير شاعر الروح والوجدان والخلود).المطبعة الوطنية
الخرطوم
، الطبعة الثانية 1949م
4- خط اليد يكشف العبقرية، ميرفت السجان، مجلة المعرفة.
5- التيجاني في مرآة معاوية نور أ.د محمد المهدي بشرى.محاضرة قدمت بجامعة السودان المفتوحة.
6- ميرفت السجَّان، خط اليد يكشف الشخصية، المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة.
7- بحور التيجاني يوسف، بشير محمد هاشم الكمالي. مخطوطة.
8- عمر فرُّوخ، تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون، دار العلم للملايين الطبعة الاولى 1972م
9- رأي للأستاذ الهادي جبريل، بجامعة السودان المفتوحة حول مرض التيجاني يوسف بشير.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
التِّيجَانِي يُوسُف بَشِير .. بَوْتَقَةُ الرُّؤَى وَالرَّحِيقِ
في منتدى رابطة الجزيرة للآداب والفنون (1)
أقرب إلى القلبِ
التيجاني يوسف بشير مائة عام من النسيان
حكايات.. وأغنيات.. وأسرار
عصفورةُ الإبداعِ المُشرقِ آمال عوّاد رضوان!
انت يانيل ياسليل الفراديس ... بقلم: امير حمد _برلين_المانيا
أبلغ عن إشهار غير لائق