نسوق التهنئة في البداية للشعب السوداني العظيم الذي ظل يضرب أروع الأمثلة، ففي اكتوبر 1964م انتفض الشعب ضد الحكم العسكري وأتى بالديمقراطية، لكن الأحزاب خذلته وكان الأداء أسوأ. ثم انتفض الشعب ثانية في ابريل 1986م ضد العسكر ومرة أخرى تخذله الأحزاب بأدائها المتواضع، فجاءت الإنقاذ وصححت المسار وتحسن الأداء، ثم دعت لهذه الانتخابات طواعية وسط ترقب عالمي كبير وتكهنات بصعوبتها لظروف السودان الشائكة ولاستهدافه من جهات عديدة، لكن الشعب العظيم يقبل على التسجيل والتصويب بهدوء تام وسط ذهول العالم. ولكن ما لا يعرفه العالم أن هذه هي سجية الشعب السوداني، فهو شعب واعٍ وناضج. ونعرف أن العالم الذي يدعى التقدم والتحضر يتشدق فقط بالديمقراطية ولا يؤمن بها، فعندما جاءت الديمقراطية بغير ما تشتهي سفنه في الجزائر انقلب عليها، وكذلك فعل في فلسطين عندما جاءت الانتخابات بغير ما يتمنى، ويفعل الآن في ايران. وقد يحاول في السودان، لكن الشعب السوداني أوعى من أن تهز قناعاته أية جهات خارجية، والأحزاب تعلم أكثر من غيرها أن هذه هي ارادة الشعب السوداني، وانها فشلت مراراً في تقديم نموذج الحكم الراشد، وأن الإنقاذ أنجزت ما لم تقوَ هي على انجاز ولو نسبة ضئيلة منه، وعليها أن تتقي الله في هذا الشعب العظيم، وأن تكف عن التهريج الإعلامي الرخيص والاستقواء بدول الاستكبار التي تعلم أنها لا تضمر خيراً لبلادنا ولا لمحيطنا العربي والإسلامي، وتعلم أنها لا تفرط في أمن اسرائيل. والهدية التي يمكن أن تقدمها هذه الأحزاب لهذا الشعب العظيم، أن تنسجم مع الحزب الفائز، وتعمل يداً واحدة لخير هذه البلاد ورفاهيتها وعلوها، خاصة أن الموارد الطبيعية والبشرية هائلة ومتوفرة. والهدية التي يجب أن يقدمها الحزب الفائز بقيادته المنتخبة والشرعية والرئيس الذي وجد ذلك التجاوب الرائع، هي المزيد من الديمقراطية والشورى في أجهزة الحزب والدولة، والمزيد من التلاحم مع هذا الشعب العظيم، والمزيد من العطاء الذي نعلم أن الإنقاذ قدمت منه الكثير، لكن هنالك هنات يجب أن نتجاوزها دون أن نفصل فيها، فأهل مكة أدرى بشعابها، ومرة أخرى التهنئة الخالصة للشعب أولاً ثم للبشير والحزب وقادته وقاعدته، والقصيدة تعبير متواضع عن حبي لهذا الشعب.. وبمناسبة فوز البشير نقول: فوزك يا البشير سرانا طربت كل مدنا قرانا ساد الفرح عمانا الصغار والكبار ونسانا الشعب العظيم جزلانا صوِّت وأحكم الميزانا بالوعي الكريم خصانا مرت بهدوء وأمانا نموذج راقي يا خلانا عدت لا طلقة لا جبخانة الدول المتربصة وكايدانا شافت روعة الإنسانا لا تزوير ولا نيران ولا دخانا أشادت وأذعنت إذعانا ٭٭٭ الشعب الوافر الايمانا قدم دروس مجانا السبب القبيل زكانا بالديمقراطية الجميع ولهانا الأمثلة المتقدمة ومزدانة أبريل وأكتوبر البرهانا الأحزاب الواهية التعبانة سبب المركب الغرقانة نعلم الدنيا باركانا الشورى فينا ديانة ما ديكور وغش وخيانة آيات محكمة وقرآنا الإنقاذ أنقذت لحمانا والشعب العظيم فرحانا أوكامبو اللئيم خسرانا بالضربة القاضية الفنانة ليك الحمد يا مولانا عد ما دارت الأزمانا