الأخت الكريمة إخلاص نمر.. لك التحية اتمنى ان يجد مقالى هذا طريقه للنشر عبر عمودك المحبوب والمقروء «نمريات». هاجم وزير التخطيط العمراني بولاية النيل الأبيض محمد احمد بابكر شنيبو الصحافة هجوماً عنيفاً، وتحول المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة لاستعراض ما «يحسب» انها انجازات لوزارته تجاهلتها الصحافة عن عمد، وسنستعرض في هذا المقام بعض ما ورد على لسان شنيبو «المسجل بطرفنا» في سياق اجاباته على اسئلة طرحت عليه، وقال شنيبو في رده على سؤال عن منعه دخول الموظفين لامانة الحكومة قبل عدة اشهر مستخدماً في ذلك عربة «الدوشكا» بحجة انهم حضروا متأخرين: «واجبنا أن يكون هنالك انضباط في الخدمة المدنية، وينبغي للاعلام ان يلعب دورا في ذلك»، واضاف انه سيوقف عربة «الدوشكا» التابعة لقوة التأمين في بوابة امانة حكومة الولاية مرة ثانية وثالثة ورابعة، حتى يتحقق الانضباط في الخدمة المدنية، ولكن ما فات على شنيبو ان الانضباط في الخدمة المدنية لا يتحقق الا في حال ادى كل موظف المهمة الموكلة اليه بمهنية واحساس عالٍ بالمسؤولية، على ان تكون الترقيات وفقا للعطاء والبذل وليس الانتماء لقبيلة او جهة او جماعة او حزب، كما ان اصلاح حال الخدمة المدنية المنهارة اصلاً يحتاج لدراسات عميقة وليس لاستخدام النهج الذي ابتدعه شنيبو بل واصر على استخدامه مرة ثانية وثالثة ورابعة دون وضع ادنى اعتبار لردود الافعال التي فسرت تصرف شنيبو على انه كان يريد ان يقول انه رجل الولاية القوي، وذهب شنيبو في رده على سؤال طرح عليه في المؤتمر الصحفي عن استخدامه عربة حكومية لنقل الالبان من مزرعته الخاصة، إلى ان العربة عربة حكومة و «الوزير وزير حكومة»، ووجه المدير العام لوزارته الذي كان يجلس بجواره في لهجة ساخرة: «ده توجيه جيب لي عربية جديدة علي الزيرو نجيب بيها اللبن ونخلي الاولاد يحوموا بيها»، ونسي سيادته الذي أخطأ في الكثير من الاجابات ان يسأل نفسه قبل ان يسأله احد: هل يحق لوزير الحكومة ان يفعل ما يشاء حتى وان كان في ذلك خرق واضح لسياسة خفض الانفاق الحكومي التي تبنتها الدولة لمواجهة الآثار السالبة لانفصال الجنوب؟، كما أن توجيه شنيبو للمدير العام للوزارة بأن ياتي له بسيارة جديدة على «الزيرو» لنقل الالبان و «عشان الاولاد يحوموا بيها» فيه تحدٍ واضح للصحافة واستفزاز صارخ لإنسان الولاية الذي يدفع راتب حكومة الولاية من «حر عرقه»، وحذَّر شنيبو كل من يتهمونه بالعنصرية وينتقدون قراره بتعيين اربعة من ابناء قبيلته الذين نحترمهم ولنا مع بعضهم صداقات حميمة مديرين للاراضي في كوستي وربك والدويم والقطينة، بقوله: «والله الناس تاني كان اتكلموا اكتر من كده في مسألة العنصرية دي والله نسوي ليهم شغل اصلو ما شافو»!!، واضاف: «أرجو أن تتحدثوا حديثاً راشداً، فنحن لسنا عنصريين، وان كنا نريد ان نفعل ذلك فليس هنالك من عاصم». وهنا يرتكب شنيبو عدة أخطاء عندما يهدد بصورة مباشرة كل الذين ينتقدونه بأن «ليس هنالك عاصم» له إن هو أراد أن تسود ثقافة «قبيلتي وقبيلتك»، وكأنه يدري ولا يدري، وهذا مؤسف، أن كل المصائب التي تواجهها البلاد الآن بسبب تفشي القبلية والجهوية والعنصرية. كان هذا حديث شنيبو المسجل بطرفنا بكل تفاصيله، ونحيله للرأي العام والمسؤولين في الدولة على أعلى مستوياتها، لترى كيف تُدار شؤون الحزب والحكم في الولايات. راشد أوشي