الخرطوم: محمد صديق أحمد: من المفترض وبحسب ما أعلنه مدير مشروع الجزيرة عبر وسائل الاعلام عن نزول ووصول مياه الري الى القنوات الرئيسية والفرعية بالمشروع سيكون في الأول من مايو الجاري الذي كاد أن ينتصف، بيد أن ما يجري على أرض الواقع حتى هذه اللحظة يكشف بجلاء عن عدم وصول مياه الري الى القنوات بأرجاء المشروع المختلفة ،الأمر الذي اعتبره مزارعون لا ينبئ أن ثمة بوادر تغيير تلوح في الأفق لواقع المشروع العتيق بناء على مسحة الاهتمام السياسي والاداري والاعلامي المبذول من قبل الحكومة التي ارتأت أن ما يحيق بالمشروع جدير بالتغيير والاهتمام بغية تغييره، وتوقع المزارعون والمهتمون بالشأن الاقتصادي والزراعي على وجه الخصوص أن تكون بداية الموسم الحالي بالعروة الصيفية مختلفة كما ونوعا عن سالفتها في المواسم السابقة لكن يبدو أن آمالهم وتطلعاتهم لا مكان لها على غرف الخيال اذ ان كل من يجري جولة على المشروع يكشف أن الحال «يا هو نفس الحال وجرحك يا غرام الروح لا طاب لا بدور يبرأ» فليس تأخر وصول مياه الري العقبة الوحيدة التي أرجأت انطلاق العروة الصيفية بمشروع الجزيرة بل ان ثمة ما هو أكثر فداحة وقعودا بالمزارعين من التباطؤ في تحضير أراضيهم يتمثل في ارتفاع تكاليف عمليات تحضير الأراضي التي يناط بالمزارعين انجازها دون أدنى سند أو مساعدة من قبل الحكومة حتى لو من باب التسليف مما أوقع الأمر على المزارعين الذين لا يجدون بدا من الانصياع لمطالب القطاع الخاص الذي يتكفل بانجاز المهمة التي وصلت فيها تكلفة حراثة الفدان بالمحراث القرصي «DISK PLOUGH» 75 جنيها حسوما والمحراث العادي «الطراد» 30 جنيها وتكلفة حراثة أبو ستة 30 جنيها وعملية الطرح أوالتسوية 20 جنيها للفدان . وأبان مزارعون «للصحافة» أن الموسم الحالي لن يكون بأي حال أفضل من سابقه وأن ما يجري على أرض الواقع شكل صدمة وخيبة أمل كبيرة لهم لجهة توقعهم أن الموسم الحالي سيكون مختلفا من واقع ما نما الى مسامعهم من اهتمام اداري ودفع سياسي ومالي أعلنت الحكومة إفراده للنهوض بالمشروع وارجاعه سيرته الأولى، وأشاروا الى أن لجنة تقويم وتقييم مسيرة المشروع لم يظهر لها أثر على أرض الواقع الى يوم الناس هذا ، وطالبوا الحكومة بالعمل على دعم العمليات الزراعية والفلاحية وتوفير التمويل والمدخلات الزراعية في وقتها المناسب بأسعار وشروط تكون في متناول يد المزارعين بعيدا عن العسف المالي والاداري . ففي دوائر ترعة مكوار بمكتب الكتير32 التابع لقسم وادي شعير يقول المزارع عبد الاله عمر العبيد ان العروة الصيفية بالمشروع تبدأ بخطوات متثاقلة وفم متثائب لا سيما على صعيد التحضير لزراعة محصولي الذرة والفول السوداني وبعض الخطوات الملموسة للتحضير لزراعة القطن الذي أنجزته بعض الشركات، وزاد أن المزارعين كانوا يعقدون آمالا عراضا على أن يكون الموسم الحالي مختلفا شكلا ومظهرا بالمشروع عن المواسم السابقة من واقع الحملة الاعلامية التي صاحبت الاهتمام الاداري والسياسي باعادة المشروع سيرته الأولى، غير أن عبد الاله يقول ان ما يجري على أرض الواقع لا ينبئ أن بوادر تغيير تلوح في الأفق اذ ان مياه الري لم تصل الى الآن الى القنوات كما أعلن مدير المشروع بوصولها في الأول من مايو الجاري، علاوة على أن الغالبية العظمى من المزارعين محتارة في أمرها لجهة عدم قدرتهم على الايفاء بمتطلبات ونفقات تحضير الأراضي للزراعة اذ بلغت تكلفة حراثة الفدان بالمحراث الدسك 75 جنيها والعادي «السراب» 30 جنيها وتكلفة حراثة أبوستة 30 جنيها والطرح أو التسوية 20 جنيها للفدان. وأضاف عبد الاله في ظل علو تكلفة العمليات الفلاحية والزراعية وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية لن يكتب للمشروع النهوض، ودعا الحكومة للعمل على تذليل تلكم الصعاب بواسطة جهاز اداري جيد يعمل على ضبط التركيبة المحصولية بالمشروع في ظل الالتزام بموجهات قانون المشروع لسنة 2005 م. وغير بعيد عن افادة عبد الاله وبترعة الجنابية كافي التابعة لمكتب الأمير ود البصير يقول طلحة ابراهيم أحمد خالد انه لا يتوقع أن تكون نتائج العروة الصيفية الحالية بالمشروع مختلفة عن سابقتها في المواسم السابقة لجهة الغياب الاداري بالمشروع وارتفاع تكلفة العمليات الفلاحية والزراعية التي ظلت قاصمة لظهر المزارعين لاسيما غير ميسوري الحال ضعيفي الوضع الاقتصادي ، وأبان أن المزارعين كانوا يأملون في أن تكون العروة الصيفية الحالية مختلفة عن سابقتها بيد أن ما يجري على أرض الواقع يكشف ألا جديد فيها وأنها لن تكون بأي حال من الأحوال أفضل لجهة تأخر وصول مياه الري لا كما أعلن مدير المشروع عبر وسائل الاعلام بجانب ارتفاع تكلفة علميات التحضير اذ بلغ مقابل خدمة حراثة الفدان بالدسك 75 جنيها والسراب 30 جنيها وأبو ستة 30 جنيها والطرح 20 جنيها ، وزاد أن كثيرا من المزارعين لا يملكون المال الذي يؤهلهم لتحضير أراضيهم، وطالب الحكومة بالعمل على دعم انجاز العمليات الفلاحية والزراعية من تحضير ومدخلات انتاج حتى تكون في متناول يد المزارعين. وختم طلحة بأن ما يجري على أرض الواقع بالمشروع يعد بمثابة جرس انذار للادارة لاسراع الخطى وتلافي العروة الصيفية على وجه السرعة حتى تؤتي أكلها المرجوة والا فان الحال لن يكون بأفضل مما كان . وبترعة أبو دون التابعة لمكتب مبروك بقسم المنسي يقول المزارع نور الدائم خليفة ان نسبة التحضير للموسم الجديد تتراوح في حدود 50% ، وأرجع تأخر التحضير لارتفاع تكلفته وضعف مقدرة المزارعين اقتصاديا على مقابلة نفقاته، وأبان أن مياه الري لم تصل الى القنوات بعد، وشدد على ضرورة تدخل الحكومة لدعم عمليات التحضير والعمليات الفلاحية ومدخلات الانتاج ،واشتكى من عدم صيانة المصرف الفاصل بين قسمي التحاميد والمنسي حيث ان القسم الواقع بالمنسي لم تطله يد الصيانة لعدة سنوات. وختم نور الدائم افادته بأن الموسم الجديد لن يكون أفضل من سابقه ان استمر الحال على ما هو عليه الآن .