تقرير : رجاء كامل : بالرغم من الامكانيات الهائلة التي تزخر بها البلاد في مجال صناعة الجلود لتوفر كافة المقومات المطلوبة للصناعة ووجود ثروة حيوانية ضخمة تقدر بأكثر من «140» مليون رأس وبجانب وجود عشرات المدابغ ذات الطاقات التصميمية الكبيرة في الانتاج، الا ان قطاع صناعة الجلود ظل يواجه الكثير من التحديات والعقبات التي حالت دون مساهمته الفاعلة في الناتج القومي الاجمالي وبالتالي عجز القطاع عن رفد الخزينة العامة بالعملات الصعبة. تتمثل التحديات التي اقعدت بصناعة الجلود في ضعف وتهالك البنيات التحتية وعدم توفير التقانة الحديثة في المدابغ والمصانع العاملة ،بجانب عدم وضوح سياسات الدولة تجاه القطاع ، فضلا عن تضارب الاختصاصات بين الجهات المعنية،و تعدد الرسوم والجبايات ، وهناك سبب لا يقل في خطورته عن الاسباب الرئيسية لوهدة صناعة الجلود وضعف التثقيف وسط القطاعات المعنية بالتعامل مع المنتجات الجلدية في كافة مراحلها.. علاوة على الاعتماد على تصدير الجلود في شكل خام ،وضعف التمويل . يبلغ عدد المدابغ الموجودة « 25 » مدبغة حديثة « 17 » منها بولاية الخرطوم و« 3» مدابغ في بورتسودان ولاية البحر الاحمر، مدبغة واحدة بكل من ولاية النيل الابيض «كوستي» والولاية الشمالية «شندي» وهذه نقلت نشاطها الى أم درمان. وهناك المدابغ التي خرجت وهما من أكبر المدابغ هما مدبغة النيل الابيض ومؤسسة مدبغة الجزيرة اضافة الي «9 » من المدابغ المتوسطة والصغيرة أيضاً وهنالك المدابغ التي اضافت خطوط انتاج جديدة ومنها مدبغة أفروتان ويأتي تدني الانتاجية لانحسار الطلب الداخلي للجلد المشطب عقب تراجع صناعة المنتجات الجلدية ومشاكل التكلفة العالية. مصدر بوزارة الصناعة فضل حجب اسمه ، طالب بتحريك قطاع صناعة الجلود من خلال وضع استراتيجية اسعافية لتحسين الجلود وتوفيرها ومعالجة المعوقات التي تواجه المدابغ والاهتمام بتأهيل المسالخ بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة سعياً لتطوير صناعة الجلود وبقية الصناعات الاخرى المرتبطة بالثروة الحيوانية، خاصة ان توفر الموارد يمكن أن يسهم في تطور القطاع شريطة ازالة المعوقات الموجودة حالياً ، وان تولي الدولة قطاع الجلود المزيد من الاهتمام حيث ان الجلد متوفر باسعار معقولة، كما توجد طاقات في المدابغ العاملة يمكنها استيعاب الجلد الخام كما توجد طاقات لصناعة الاحذية تكفي للطلب المحلي وتوفير كميات للصادر خاصة أن موقع البلاد يتيح امكانيات أوسع للتسويق في الخارج والداخل، مشيرا الى ان صناعة الجلود من الصناعات التي تحتاج للمهارات، مبينا ان العمالة متوفرة لقطاع الصناعات، مشيرا الى ان العمال يعملون بنظام القطعة ، كاشفا عن الحاجة للتدريب المستمر والاستفادة من مراكز التدريب المتوفرة في مجال الصيانة حيث هناك ضعف في هذا المجال ابتداءً من المهني والتقني وبالرغم من هذا فهنالك معوقات كثيرة في القطاع منها مشاكل البنيات التحتية وعدم وجود التمويل المرن للانتاج الصناعي وضعف الاهتمام بالجودة وعدم توفر الجلد المشطب كما أن استمرار تصدير الجلود الخام يضر بصناعة الجلود. التنفيذي المسئول اشار الى ان أولى خطوات الاصلاح نحو تطوير صناعة الجلود هي تشغيل الطاقات المعطلة في المدابغ واجراء حزمة من الاصلاحات للسياسات المتبعة حالياً بتوفير التمويل الميسر وإنشاء منطقة صناعية مخصصة لصناعة الجلود والغاء ضريبة القيمة المضافة على الجلود المصنعة واعادة النظر في التقييم الجمركي لمدخلات الانتاج والحد من واردات الأحذية لتشجيع الصناعات المحلية. ويرى عدد من الخبراء الاقتصاديين ان صناعة الجلود فى السودان لها مستقبل كبير لتوفر المادة الخام والثروة الحيوانية التي يجب الحد من نموها عن طريق التخلص من بعضها سواء عن طريق التصدير او الاستهلاك المحلى وفى كلا الحالتين تتوفر المادة الخام. وقال دكتور حسن بشير النور استاذ الاقتصاد بجامعة النيلين ان صناعة الجلود تقابلها مشاكل اساسية اهمها العبء الضريبى الذى تضعه الدولة على الصناعات المحلية الذى ادى الى توقف العديد من الصناعات منها صناعة الجلود بالاضافة الى وجود تضارب فى السياسات التى تفرض قيودا على تصدير الجلود الخام وتشترط تصديرها مصنعة، عليه يجب اتباع قواعد الاقتصاد الحر التى تعطى الحق للتاجر ان يصدر باى شكل من الاشكال. ويضيف بوب الى ذلك المناخ العام للانهيار الاقتصادى وارتفاع سعر الدولار الذى بدوره ادى الى ارتفاع اسعار تكلفة الانتاج لكل الصناعات السودانية. ونادى الخبراء الاقتصاديون بدخال الاصلاح الاقتصادى كاحد ادوات تحسين اداء الصناعات السودانية خاصة الجلود. وفى ورقة قدمها أحمد حاج الشيخ ابو قطاع الجلود فى المؤتمر النوعى لقطاع صناعة الجلود والمنتجات الجلدية ان نقاط الضعف تتمثل فى نوعية الجلود وضعف الامكانيات الناتجة عن لامركزية الادارة اضافة الى عدم مواكبة التقنيات العالمية فى هذا المجال وضعف قدرات التسويق والوعى القومى باهمية الجلود كسلعة اقتصادية، مشيرا الى ان هناك فرصا متاحة للنهوض بالقطاع من خلال قيام المجلس القومى لتطوير الجلود بمشاركة جميع الاطراف ذات الصلة لتقديم مساهمة فى اتخاذ السياسات للتطوير،اضافة الى ايجاد اسواق داخلية وخارجية وإنشاء منطقة صناعية خاصة بالجلود بجانب التفات الدولة لاهمية القطاع وربطه بالتوسع المرتقب فى صناعة اللحوم مشيرا الى ان الحيوانات تذبح فى 190 سلخانة موزعة على ولايات السودان المختلفة فيما يقدر الذبح خارج السلخانات بحوالى 80% موضحا انه يتم جمع الجلود الخام الذبيح عبر قنوات بواسطة الوكلاء . ويرى بروفيسر علي عبدالله الخبير الاقتصادى ان هناك العديد من المشاكل التى تواجه قطاع الجلود و تشارك القطاعات الصناعية الاخرى والمتمثلة فى قلة التمويل وعدم ملاءمته للدورة الصناعية وعدم وجود بنيات تحتية «الكهرباء والصرف الصحى » بجانب رسوم الجمارك والقيمة المضافة المفروضة على المدخلات اضافة الى تكدس السوق بالاحذية والمنتجات الجلدية الرخيصة اضافة الى مشكلة العمالة وضعف التدريب ،وطالب ابو باقامة منطقة صناعية متخصصة لتساعد فى جلب الاستثمارات والتقانات بجانب تجميع المدابغ والصناعات الجلدية فى مكان واحد ،والتى من شأنها ان تسهم فى تذليل المعوقات وتحمى البئية وتخلق فرص عمالة .