لا أحد ينكر دور المدارس الخاصة في توفير فرص التعليم للطلاب وتقليص الكم الهائل على صفوف المدارس الحكومية وخلق نوع من المنافسة التي ترقى نوعاً ما بمستوى أبنائنا وبناتنا. ولكن لغياب المتابعة اللازمة من الوزارة نتجت الكثير من التجاوزات بدءا بالبيئة الدراسية غير الصالحة حيث تجد بعض المدارس تقام في بيوت لا تتوفر فيها شروط المسكن الصحي ورغم ذلك فقد اعتمدتها الوزارة.. لا أدري لماذا؟!. - بعض المدارس ليس لديها معلمون تربويون أي انهم لم يتلقوا تأهيلاً يمكنهم من القيام بواجبات التدريس بكفاءة واقتدار ورغم ذلك قد تم اختيارهم للعمل اما لعلاقتهم بأصحاب المدارس او باداراتها!! فالاجراء السليم والطبيعي ان تتفحص الوزارة شهاداتهم العلمية والتربوية وخبراتهم وبعد استيفائهم للشروط الواجب توفرها يتم ولوجهم لحقل التربية النبيل. - بعض هذه المدارس الخاصة نظرتها تجارية بحتة فهي تهتم بالربح قبل الاداء والعطاء وأظن ما اسلفت من مبررات خير شاهد على ذلك ولتأكيد صحة ما اقول تلك المعسكرات التي تقيمها المدارس هذه الايام وتفرض على الطلاب رسوما فوق تلك الرسوم السنوية التي دفعوها ،والأدهى والأمر ان هذه المعسكرات تبدأ عملها صباحا أي في ساعات العمل الرسمية التي من المفترض ان تكون حقا مكتسبا للطالب يتلقى فيه التعليم بصورة مجانية ويمكنها بعد ذلك ان تفعل ما تشاء من معسكرات وغيرها حسب لوائح الوزارة. ولكن هذه المدارس تطرد طلابها الذين لم يدفعوا رسوم المعسكرات رغم انهم في سنتهم الاخيرة ويحتاجون من مدارسهم للمزيد من جرعات الاهتمام والمتابعة، وعندما تراجعهم يتعللون بأسباب غريبة وعجيبة ألا وهي ان العام المالي لديهم قد اغلق بنهاية شهر يناير وان المعلم لا يملك راتباً ليؤدي به عمله ما يدفعهم لفرض مثل هذه الرسوم!! لا ادري ما معنى اغلاق العام المالي لدى المدارس الخاصة قبل نهاية العام الدراسي؟! أليس هذا عملا تجاريا ليس لديه ادنى صلة بهذه المهنة العظيمة السامية؟! أين وزارة التعليم العالي من مثل هذه الفوضى؟! أليس من حق الطالب أن يتلقى تعليمه الى آخر يوم في العام الدراسي أي قبل بدء الامتحانات بأيام تحددها وزارة التربية ولا يترك الحبل على الغارب لتدعي بعض ادارات المدارس بان دورها مع الطالب ينتهي باكمالها للمقررات؟! لا أدري هل هنالك متابعات ادارية وفنية لهذه المدارس أم أن مهمة الوزارة تنتهي باستلام استحقاقها من رسوم مالية فقط!! ان الوزارة تعلم أن المحاور الاساسية للعملية التعليمية خمسة هي البيئة الدراسية المناسبة والمعلم المؤهل علمياً وتربوياً والطالب الذي يتناسب عمره مع المرحلة التي يدرسها والمنهج التعليمي الذي يتناسب مع تطور العصر والوزارة المهتمة التي تخطط وتتابع وتوجه وترشد وتحاسب، ولكن كل هذه العناصر تفتقر الى الكثير وتنتظر من الوزارة ان تدرك واجبها كاملاً وان تعلم ان خير استثمار لأية أمة تطمع وتطمح في الرقي والتقدم هو اهتمامها بالتعليم. معلم بالمعاش