*نجح مجلس ادارة المريخ فى الوصول الى هدفه ونفذ خطته الخاصة بالتخلص من كابتن الفريق باسلوب « التصفية والشطب الاجبارى » ولكن ستبقى الطريقة التى تعامل بها المريخ ممثلا فى مجلس ادارته مع كابتن الفريق فيصل العجب خاطئة وخلت من الحكمة وكافة الاعتبارات وفيها كثير من الظلم والجحود والاجحافو وتعتبر هى الأسوأ حيث لم يراع فيها مجلس جمال لمشاعر اللاعب واحساسه كانسان وكنجم مشهور وكمبدع وتاريخه الطويل مع المريخ وما قدمه اليه خلال فترة امتدت لستة عشر عاما - فالطريقة التى اتبعها المجلس مع كابتن فيصل العجب تشابه الى حد بعيد « الاعدام النفسى » والمؤلم أن تصفية هذا اللاعب جاءت « مع سبق الاصرار والترصد ». *لا أحد يستطيع أن يصف قرار مجلس المريخ الخاص باستغنائه عن كابتن الفريق بأنه قرار صحيح أو مناسب أو شجاع أو جرئ ، وان كان الاخوة فى مجلس الادارة يعتقدون أنهم قد حققوا انجازا بقرارهم الخاص بالاستغناء عن العجب وطرده من كشف الفريق فنقول لهم لقد ارتكبتم أكبر جريمة فى تاريخ المريخ وان كنتم ترون أنكم قد دخلتم التاريخ فالحقيقة تقول أنكم خرجتم منه ومن أضيق أبوابه وشتان ما بين الضجه والهيلمانة التى صحبت تسجيل هذا اللاعب ودخوله الى كشف المريخ وما بين الطريقة التى خرج بها« فعلا ما دوامة ». *الخطأ التاريخى الكبير الذى ارتكبه مجلس المريخ فى تعامله مع كابتن الفريق أنه نظر الى هذا الموضوع « الاستغناء من العجب » على اساس انه مشكلة كبيرة وقضية معقدة لابد من حلها بأى شكال وأى صورة وأنها غاية لابد من الوصول اليها بكافة الوسائل أيا كانت صحيحة أو خاطئة - أى بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة . *كان بامكان مجلس ادارة المريخ الوصول لهدفه « تصفية الكابتن » بطريقة أفضل تليق بالمريخ أولا وتوازى شهرة وتضحيات وفترة اللاعب ونجوميته ولكن لأن النوايا لم تكن صافية ولأن صوت الحكمة غائب والخبرات ضعيفة والترصد موجود والنية مبيتة فقد كان من الطبيعى أن يسيطر اسلوب «أخنق وفطس ولا يهمك ». *وجد العجب « المسالم والبرئ » نفسه أمام موقف صعب وحرج وهو أن يرضخ ويستسلم ويوافق على الخيار المطروح أمامه من المجلس وهو أنه « غير مرغوب فيه » وقد تم شطبه بالفعل حيث انتهت فترة قيده وأصبح تلقائيا خارج كشف لاعبى المريخ ولم يفاوضه المجلس فى أمر اعادة قيده أو يستأذنه فى اشارة واضحة ورسالة يقول محتواها « نحن لا نرغب فى اعادة قيدك يا كابتن خلاص مرحلتك انتهت أكلناك لحم وها نحن نقذف بك عظم » وحتى يؤكد المجلس على وجهة نظره وينفذ قراره فقد سارع بتصعيد أحد لاعبى الشباب فى خانة العجب « هكذا وبكل سهولة ومن دون احترام له ولا اعتبار لتاريخه ووضعه لدى أنصار المريخ - لم يستأذنوه حتى - فهل بعد هذا الموقف يمكن أن يطالب أى منهم بأن نقدر له تضحية أو نحترم له تاريخا - بالطبع لا - فمن لا يقدر جهود الاخرين وتضحياتهم فعليه أن لا يتوقع أو ينتظر احترام وتقدير الاخرين له، حتى وان « ضرب السماء جير ». *وصل المجلس المريخى لمبتغاه ونجح فى تنفيذ مخططه وتخلص عن العجب ولكن هل يعتقد أعضاء المجلس أنهم انتصروا وحققوا انجازا بالطبع لا ولذلك تعاملوا مع موضوع العجب من منطلق أنه حرب وهذا ما جعلهم يستخدمون كافة الأسلحة الفتاكة والممنوعة و المتاحة أمامهم واستخدموا كافة الأساليب « غير الانسانية والتى تخلو من قيمة الوفاء والأخلاق » فى مواجهة انسان « مسكين ضعيف لا حول له ولا قوة وديع وأعزل لا يملك أى وسيلة يدافع بها عن نفسه قليل الحيلة و فى مرحلة ضعف » - علما به أن العجب ليس خصما للمريخ ولا هو عدو لمجلس الادارة ولكنهم تعاملوا معه على هذا الأساس وهذا هو الخطأ التاريخى الذى ارتكبوه والذى لا يغتفر مهما حاولوا التبرير أو التنصل بل نراه جريمة كبرى فى حق الانسانية - انه جزاء سنمار . *نعرف تماما أن لكل انسان عمرا افتراضيا ولكل بداية نهاية وليس هناك من هو مخلد ونعلم جيدا أن للموهبة حدا ونؤمن بنظرية ومبدأ البقاء للأصلح « فنحن لسنا من الأغبياء ولا نتعامل بمنطق العاطفة فى غير موقعه » ولكن ما نطالب به هو أن تظل قيمة الوفاء باقية وتقدير واحترام الذين اجتهدوا وبذلوا العطاء وقدموا الجهد وأدوا كافة واجبات التضحية وجسدوا معانيها ومن هؤلاء كابتن فيصل العجب والذى لم يساوم يوما فى المريخ أو يفكر فى هجره أو استغلال نجوميته - لم يتوقف أو يتمرد أو يطالب أو يستغل وضعه وحتى موقفه الأخير عندما تخلف عن مرافقة البعثة لأنغولا جاء لأسباب منطقية وصحيحة وقد أجبره المدرب على هذا الموقف وعندما شعر العجب « بالاستهداف والحقارة والترصد وأنه غير مرغوب فيه وكان يتابع مسلسل تصفيته فقد احترم نفسه ليس الا . وأى شخص مكانه كان سيفعل ما أتى به » - فالعجب ليس من النوعية التى تمارس « الغطرسة والعنجهية والغرور » ولهذا كنا ننتظر أن يطبق مجلس المريخ المبدأ الاجبارى الانسانى « فجزاء الاحسان الاحسان » ولكنه - أى المجلس - رأى أن يرد الوفاء والاخلاص بالجحود والنكران والظلم والاجحاف. *كان بامكان مجلس ادارة نادى المريخ أن يصل لغايته وهدفه الخاص « بالتخلص من العجب وتصفيته » بطريق أسرع وأفضل وأقصر من الذى سلكه اذ كان أمامه أن ينفذ استراتيجيته الخاصة بالأستغناء عن كابتن الفريق قبل أن تبدأ التسجيلات ذلك باستخدام سياسة « الوساطة والاجاويد والتحنيس والضغوط المرنة والاغراءات الوهم والوعود البراقة والتى لا يمكن تنفيذها و التى استخدمها مؤخرا » وكان عليه أن يثبت حسن نيته وينفى عن نفسه تهمة ترصد اللاعب ذلك باعادة قيده أولا ومن ثم مكاشفة اللاعب بنيته فى اصدار قرار والعمل على اقناعه ومؤكد أن اللاعب وقتها كان سيوافق على خطوة الاعتزال والتى يجب أن تجئ على قدر مجهود اللاعب وفترته وخبرته وحجمه الضخم ومسيرته فى الملاعب وما قدمه للمريخ ونجوميته وشهرته ووضعه كقائد للفريق لأطول فترة ، وهنا لابد من الاشارة أن فترة كابتنية فيصل العجب للمريخ تعتبر هى الأطول فى تاريخ الفريق - وبعد ذلك كان أمام المجلس فرصة ليدخل التاريخ ويقدم درسا جديدا للعالم من خلال تنظيم مؤتمر صحفى عالمى يجلس على منصته الرئيسية قادة النادى والكابتن فيصل العجب وكبار نجوم الفريق ويتم تجهيز البديل الذى سيوقع فى خانة القائد ومن خلال هذا المؤتمر يعلن الكابتن فيصل العجب عن قرار اعتزاله لكرة القدم على أن يكشف رئيس النادى أو السكرتير ما سيقدمونه للكابتن فيصل من حوافز وكيف سيكون تكريمه وأنهم سيستوعبونه فى الجهاز الفنى أو الادارى للفريق أو أنهم سيعملون على تأهيله فى مجال التدريب وسينظمون له مهرجان وداع كبير هذا هو الوضع المقبول والمفترض والصحيح ولكن يبدو أن هذا السيناريو « فات على المجلس » كما أن المستشارين والمقربين وأصحاب الكلمة المسموعة لم ينبهوا « عمهم » وهذا ما جعل الرواية والحكاية تأتى مبتورة ومشوهة وقبيحة وفيها كثير من الظلم . *الواقع يقول ان هناك منجما كان ينتج الابداع تم دفنه - وكان هناك مصدرا للمتعة تم اغلاقه - العجب كلاعب أصبح ماضيا برغم أننا كنا نتعشم فى استمراره ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن - حكاية جميلة و مسيرة عامرة وقصة طويلة انتهت بطريقة حزينة وغير مقنعة . *كل الأمنيات لكابتن فيصل العجب بالتوفيق فى مجالات اخرى وان كان لنا ما نقوله فنقول لأعضاء مجلس ادارة نادى المريخ الانتقالى وخاصة رئيسه الأخ الدكتور جمال الوالى « ان شاء الله الكوكى يضوى ليكم » .