٭ اقتربت ساعة الصفر ولم تتبقَ سوى ساعات فقط ويخوض المريخ أهم وأخطر مواجهة في تاريخه الحديث حيث سينازل اليوم أكثر من خصم في معركة تستحق ان نطلق عليها صفة معركة التحدي والعبور وإثبات الذات والثأر ورد الاعتبار.. إنها مواجهة غير عادية لأن المطلوب فيها غاية تحقيقها أقرب للمستحيل منه للممكن، فمعادلة خسارة بثلاثة اهداف نظيفة وامام خصم شرس له اسمه وتاريخه وشهرته امر ليس طبيعيا ولا سهلا. ٭ معركة غير عادية وذلك لأن المريخ سيواجه فيها ظروفه الاستثنائية أولاً التي تتمثل في انه سيفتقد أكثر من سبعة لاعبين (كلتشي، طمبل، حافظ، سفاري، سعيد، الشغيل، اكرم) يمثلون ركائز واركانا وأعمدة رئيسة في فريقه بالتالي فهو سيخوض المواجهة بتشكيلة اضطرارية، غير ذلك فالمريخ مطالب بالنصر وليس أي نصر، انه محكوم بان يفوز بثلاثية نظيفة أو اكثر بشرط ان لا تهتز شباكه. ٭ واقع صعب ومعقد، موقف حرج، واجب ضخم ومسؤولية كبيرة.. ومعطيات كلها تشير للاتجاه المعاكس وتجعل التردد والتشاؤم يسيطر على العقول منطقيا وحسابيا فمصير المريخ مجهول وهدفه لن يتحقق بالاحلام والتفاؤل، والامل موجود ويبقى الانتظار لمفاجآت كرة القدم، الاحلام مشروعة والامنيات حق للجميع ولكن لابد من وضع اعتبار لكافة الاحتمالات والعاقل من يعطي (أسوأ الافتراضات مساحة وأولوية). ٭ بحسابات اللعبة يمكن ان يتأهل المريخ على اعتبار انه لا وجود للمستحيل مادام من الممكن ان يفوز المريخ بنتيجة اكبر والسوابق تقول أنه لا فريق كبير على الخسارة فالكاميرون مثلا انهزمت امام مصر باربعة اهداف في مباراة كان الكل يتوقع ان تفوز فيها الكاميرون.. والريال خسر من قبل بالستة.. والمنتخب الارجنتيني انهزم بالخمسة.. ومازيمبي فاز على الهلال بخماسية بام درمان والمريخ نفسه سبق وان انتصر على دولفين النيجيري بستة اهداف قبل ثلاثة اعوام والترجي ليس معصوما من الخسارة وبمثلما فاز بثلاثة في تونس فيمكن ان يخسر بالثلاثة هنا.. نقول ذلك لندلل على انه لا وجود للمستحيل في كرة القدم وان كافة النتائج واردة فيها والاحتمالات مفتوحة. ٭ لقاء اليوم هو تحد للمريخ اسما وتاريخا ومجتمعا، لاعبين وجهازا فنيا، بمعنى ان الذين سيمثلون المريخ هم ليس اللاعبون وحدهم، فالجمهور ايضا سيلعب في المدرجات والجهاز الفني سيشارك بعقول افراده وبما يضعونه من استراتيجيات تناسب وتلائم طبيعة المواجهة، بمعنى ان المريخ يجب ان يؤدي لقاء اليوم بكلياته. ٭ نرجو ان يجيء تعامل اللاعبين مع لقاء اليوم على اساس انه «معركة» لا تقبل الفلسفة ولا الخطأ او التقاعس والاستسلام المطلوب من نجوم المريخ ان يثبتوا وجودهم أولاً ويكسبوا التحدي ويردوا الاعتبار لأنفسهم وللمريخ فهم الذين يلعبون وهم الذين خسروا في رادس.. وعليهم ان يحترموا الترجي ويعملوا له ألف حساب ويتعاملوا معه على أساس انه فريق عادي وليس اسطوريا وسيلعب معهم باحد عشر لاعبا وشباكه ليست محمية بقانون او قاعدة او ان الاقتراب منها ممنوع، هو فريق عادي قوامه لاعبون من (لحم ودم) وليس من بينهم (لاعب آلي كسوبرمان). ٭ الوضع الطبيعي والمتوقع هو ان يجد المريخ اكثر من عشر سوانح للتهديف ويبقى على اللاعبين ان يتعاملوا بتركيز وهدوء وبعقل مع كل فرصة تتهيأ ولا مجال (للتسرع والشفقة والسبهللية والرعونة واللامبالاة وعدم الجدية) فالسوانح في مثل هذه المواجهات تبقى نادرة ولا تتكرر. ٭ مجريات المباراة ستتغير وطابعها سيتبدل تماما وستبقى مهمة المريخ سهلة ان نجح في الوصول لمرمى الفريق التونسي خاصة إذا حدث ذلك في الجزء الاول من المباراة.. فاحراز المريخ لهدف سيضاعف حماس نجومه ووقتها سيبدأ الامل ويكبر التفاؤل وتلتهب المدرجات وستخرج هديرا سيهز اركان الملعب وسيتأثر الفريق التونسي ويرتبك نجومه وهذا سيجعل المريخ يزداد شراسة ويطمع في احراز المزيد وبالطبع فان نجح المريخ في الوصول لشباك الترجي مرة ثانية فعندها ستكون المهمة قد تحولت الى سهلة كل ذلك بشرط وهو ان يحافظ المريخ على شباكه نظيفة ذلك بوضع اساليب الحماية اللازمة واقصد هنا (عدم اهمال الجانب الدفاعي ووضع حساب لمغامرات الخصم.. وان كان ما نختم به هو حزمة تذكير وملاحظات للمدير الفني كاربوني فنرجو ان يتخلى اليوم عن الجلوس الدائم ويكون واقفا على الخط لينبه ويحذر ويذكر نجومه بالتوجيهات التي اصدرها اليهم.. اما اللاعبون فنقول للنفطي عليك بالتعاون مع زملائك وعدم اللجوء لتعطيل الكرة، ونتمنى ان يجمد نجم الدين تعمد الفلسفة وعدم ارجاع الكرة للوراء والمطلوب من مصعب التركيز والبعد عن التصويب العشوائي. اما موسى الزومة فنرجو ان لا يسرح على حساب وظيفته. ٭ واخيراً نسأل لماذا لا يشرك كاربوني بلة في الطرف الايمن ويحول الباشا لعمق الدفاع او الارتكاز).؟