الخرطوم: الصحافة : ساعات ويغيب هلال شعبان والذي يترك غيابه نشوة فرح في الدواخل بمقدم شهر رمضان، طقوس خاصة وعادات مختلفة يتميز بها شهر الصيام عن غيره، وقبيل ان يبدأ الصيام يستعد كل شخص للاحتفال بطريقته الخاصة ومع مقدم كل شهر مثلما يفوح عبق الابري يقفز الى السطح مصطلح خم الرماد، ويقول الحاج حسن الفاضل في حديثة «للصحافة» ما بنسى يوم ما جيت داخل البيت وقلت لي امي: ما تنتظروني بالغداء انا الليلة ماشي اخم الرماد، فانتهرني الوالد وقبض يدي بكل قوة واجلسني قبالته وقال لي : خم الرماد بتاع السكارى وبقولوهوا الناس البيشربو لانو اليوم القبال رمضان بيمشو في بيوت العرقي بيقضو يومهم دا كلو هناك من صباحا لي مطاحا، لان دا آخر يوم للسكر حتى نسوان العرقي والمريسة ربنا يتوب عليهن في الشهر دا وبيقفلن بيوت وتاني ما بشدن ليهن شراب الا يوم العيد، وقال لي بعديها: دا الرماد الكنت ماشي تخمو؟ وكان ادرى مني وقتها بالاجابة ولكنه اراد ان يعلمني اختيار العبارات الصحيحة ومنذ ذلك الوقت لم يخطر ببالي ترديد هذا المطلح لما ارتبط به من صورة غير طيبة حتى وان كنت لا اقصد بها ذات المفهوم. تقول الحاجة بت المنى: زمان كنا تكلنا واحد ودوكتنا بتاعة العواسة واحدة يتلمن نسوان الحلة ويعوسن في مكان واحد يعوسن الابري الاحمر والابيض والرقاق، وتجهيزات دا كلو بتكون خلصت قبال رمضان بي يوم يومين، اها بعد دا البنيات الصغار الما بعرفن العواسة بيكونن مسئولات من النضافة والمضايرة يقومن يتلمن مع بعض وينضفن تكل العواسة ويخمن الرماد من تحت الصيجان وكمية الرماد بتكون كتيرة قدر كمية حطب العواسة، ودا خم الرماد البنعرفو نحنا. تقول منال عبيد في الوقت الذي تنشغل فيه الاسر باستكمال احتياجات رمضان ومتطلبات الشهر ينهمك الشباب بترتيبات ما قبل الصيام فيختلقون برامج ترفيهية ورحلات ويتسابقون الى «خم الرماد» حيث يروون انفسهم من ملذات الحياة قبيل الاقبال الى دخول شهر الطاعات فيرفهون عن انفسهم ويروحون عنها ساعات، ويضيف سامي عمر اتفقت مع زملائي في الجامعة على قضاء يوم ترفيهي في شارع النيل وجلسة مسائية تبدأ منذ ساعات العصر الاولى ويقول سامي ان هذا البرنامج درجنا على ضرورة تنظيمه قبيل بداية رمضان من كل عام ونحرص دائما ان يكون البرنامج شاملا ومتنوعا، ونلعب الضمنة والكتشينة، وفي هذا اليوم ننظم برنامج الافطار في رمضان. ومن حديث حاجة بت المني نعرف بان هناك مفاهيم مختلفة تولدت من داخل هذا المصطلح، ويؤكد ذلك حديث الطيب الزين الذي قال «للصحافة»: ان خم الرماد في السابق كان يصادف اليوم الذي يسبق رمضان بيوم او يومين حيث ينظم مجموعة من الشباب احتفالا يحرصون فيه على اكل اللحوم والمشويات وفي غالب الاحيان يعمدون الى ذبح الضأن تحديدا ويكون يومهم عبارة عن احتفائية ووليمة من نوع مختلف، وترى شذى خير الله ان المفهوم في الزمن الحالي ارتبط بكل ما هو مناف للآداب والاحترام وفي هذه الايام يتردد هذا السؤال بصورة ملحة للغاية «اها خامين وين». ويردد البعض هذا المصطلح سرا بينما يصدح به آخرون جهرا وبين اختلاف نيات الناس واختلاف مفاهيمهم ضاع المعنى الحقيقي للمصطلح واصبح كل يستخدمه حسب هواه.