في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    خريجي الطبلية من الأوائل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 08 - 07 - 2013


بسبب الجاهز.. غربت شمس الترزية
الخرطوم: ولاء جعفر
لم تحكم الملابس الجاهزة قبضتها على التفصيلات التقليدية للسوق وحسب، بل قضت على امبراطورية ظلت فاعلة في حياة اهل السودان، فلم يكن الترزي في الحي مجرد ذلك القائم على امر حياكة الملابس، بل كان جزءاً حيوياً من ادوات الرقابة الاجتماعية، فهو بحكم بقائه في الحي علي مدار الساعة تجده يقوم بدور الكفيل، فهو يستقبل الضيف ويقف على خدمته، وهو من يغيث الملهوف، والترزي هو من يسعف المرضى، ومن يأتي بالداية عندما تشتد وطأة المخاض، وهو الذي يكشف التلاميذ الذين يتعاطون الزوغان من فصول الدراسة قبل المعلمين.. وانهيار امبراطورية الترزي يعني ان عين المجتمع قد غشاها الرمد.
«الصحافة» جلست الى نفر من الترزية، وكانت البداية مع العم ميرغني محمد الذي قال إنه قضى خمسة عشر عاماً خلف ماكينة الخياطة بين ملابس الرجال والنساء والبلدي، وبدأ عمله بمدينة سنجة، وقد قارن العم ميرغني بين التفصيل في الزمان الماضي والتفصيل اليوم، واوضح خلال حديثه أن التفصيل في السابق كان بسيطاً ولكن العائد كثير، لكن الوضع اختلف الآن، فبالرغم من الاسعار العالية الا انها لا تكفي للاحتياجات الضرورية، مشيراً الى ان الترزي في الماضي كان له دور بارز في الحي من معرفة اخبار الجميع وتفاصيل الحي، واول من يهب لنجدة المحتاج، مضيفا الى ان معظم السكان في ما مضي كانوا يرسلون لنا الطعام والماء وحافظات القهوة والشاي، اما الآن فقد اصبحنا كالغرباء وسط الحى.
الهادي عثمان صاحب محل تفصيل، قال إنه يعمل في مجال الخياطة منذ عام 1970م وبدأ بسوق ام درمان، وعمل بالافرنجي، ثم انتقل لقسم البلدي والستاتي، والآن يعمل في مجال البدل الرجالية، وعن تأثير الملابس الجاهزة يقول إنها اثرت في عملهم، واغلب الزبائن باتوا يلبسون الملابس الجاهزة، كما أن المصانع الصينية تقوم بعمل «الجلاليب» الرجالية، مما ادى الى تدهور مهنة الترزية، وعن دورهم الحيوي والاجتماعي داخل الاحياء قال الهادي ان الوضع اختلف كثيراً عما مضى، ففي السابق كان الترزي والمكوجي المحرك الاجتماعي والامني للحي، ماضياً الى ان الترزي كان يؤدي عدة وظائف الى جانب وظيفته الاساسية، فهو بمثابة حارس او غفير للحي بأكمله، الى جانب ان كلمته مسموعة عند الكبير والصغير، وكل صغيرة وكبيرة داخل الحي يكون على علم بها، الا ان احجام الزبائن عن خياطة الملابس قضى على دوره الاجتماعي.
وكان الترزي محمد الحسن يحدق بعيدا وهو يحدثني عن امبراطورية الأمس، وكيف كانت ماكينة الترزي تئن في بداية المواسم المدرسية، فقد كانت هناك الأردية والقمصان، وكانت هناك شنط التلاميذ التي قوامها الدمورية، وكانت بداية العام الدراسي في يوليو هي موسم الحصاد للترزية، حيث يتم تصميم الزي المدرسي كاملا نسبة لعدم وفرة الزي المدرسي الجاهز. وبزفرة حرى عاد محمد للحديث عن حال اليوم ليقول إن الملابس الجاهزة قضت على الاخضر واليابس كما قضت على دوره الحيوي داخل الحي، مشيراً إلى أن من بقي في المهنة يعتمد على اعمال تضييق وتقصير البناطلين والاسكيرتات وبرم الثياب فقط من دون تطريزها، كذلك اصبح دوره داخل الحى ثانوياً، مشيراً الى أن الكثير يشتكون من الترزية بحجة أن عدداً من الشباب والموظفين يجتمعون بداخل محلات الترزية او خارجها مما يضايق المارة، بعد أن كانوا يشيدون بدوره ويرسلون له الزاد لينقلب الحال عكس ذلك.
الرحط .. ابرز العلامات في طقوس الزواج
الخرطم : تغريد ادريس
يعتبر الرحط من العلامات البارزة في الزواج عند السودانيين وهو عبارة عن خيط يربط في خصر العروس وكثيرا ما تعمد النسوة ببعض المناطق الى وضع عدد من قطع الحلوى والتمر وتختلف مكونات الرحط من منطقة الى اخرى وعادة ما يكون في صبيحة ليلة الدخلة وبالبحث عن تاريخه فقد وجد الباحثون ان الرحط عادة سودانية قديمة ربما كان مستمدا من طقوس الحضارة السودانية القديمة.
وللرحط طقوس خاصة تميز السودان مثل سائر العادات والثقافة السودانية عن بقية بقاع العالم مثل رقيص العروس والجرتق وقطع الرحط ومعظم هذه العادات اندثرت مع التطور والعصر الحديث حيث اصبحت الاسر تختصر وتقلل من هذه العادات في مناسباتها اضافة الي ادخال عادات جديدة ما جعل البعض يستغني عن العادات القديمة حتي اندثر بعضه مثل قطع الرحط التي اصبحت الان غريبة في الزواج السوداني الا في بعض الولايات .
وتقول زينب محمود ان الرحط عادة قديمة القت بها الحداثة و ظروف الحياة الي التراجع حتي كادت تندثر وعزت ذلك الي غلاء المهور وتكاليف الزواج وانشغال الناس بترتيبات العرس الاخرى، وتضيف زينب ان الزمن اختلف وكل المناسبات اصبحت تقام في الصالات والاندية واكثر ما يهم العروس الصالة الفخمة وان يدفع العريس مالا اكثر حتى تتباهي به امام قريناتها الفتيات.
اما حاجة امنة محمود فتقول ان الرحط كان من اجمل عادات العرس في السودان وكان على الجميع التمسك به بدلا عن النظر اليه كعلامة تخلف وفقا لرؤية عدد من الابناء وعن مكوناته تقول حاجة امنة: الرحط يتكون من خيط حريري احمر اللون ولابد ان يكون احمر «تنضم» فيه سبع قطع من الحلوى وسبع من التمر ويشترط على من تنظمه ان تكون متزوجة ومستقرة حتي لا تنتقل عدوي عدم الاستقرار منها الي العروس الجديدة ويربط الرحط في خاصرة العروس ثم يأتي العريس لقطعه امام الحبوبات والصديقات في اشارة الي ان العريس هو الرجل الاول في حياة العروس وعلي العريس ان يدفع مبلغا من المال لقطع الرحط واضافت امنة ان هذه العادة اصبحت تتلاشى مع مرور الزمن، ومضت حاجة امنة لتقول : « بنات الزمن دا الواحدة همها كلو القروش ما فاضية لعادات وتقاليد وطقوس العرس».
النعمة الطيب تقول ان الشعب السوداني زاخر بالقيم والعادات الجميلة الا ان البعض يتبرأ من ذلك الموروث وكان يجب علي المؤرخين والكتاب المحافظة علي هذه الموروثات القيمة وحمايتها من الاشياء الدخيلة التي تعبر الينا من العالم وتضفئ علي طقوس مناسباتنا السعيدة، وتضيف النعمة كان من الممكن ان نؤثر علي العالم الغربي والعربي بدلا من ان يؤثر فينا بابراز ثقافتنا والخروج بها الي العالم من حولنا، واضافت انه يمكن لوسائل الاعلام ان تمثل دورا كبيرا في نشر وتوثيق التراث السوداني وترغيب الاجيال بالتمسك بها والتخلي عن العادات الغربية التي لا تشبهنا ولا تليق بنا وهناك مناطق في السودان لازالت تحافظ علي هذا الموروث الثقافي القيم مثل اهلنا في الجزيرة والاقاليم والبلدات الطرفية.
في اعقاب التحرير الاقتصادي
طمع الناس .. في مال التعويض والتالف!
الخرطوم: عبدالوهاب جمعة
بعد عدة سنوات من تطبيق اقتصاديات السوق الحر وسياسات التحرير الاقتصادي القائمة على تحقيق المنفعة القصوى للافراد فان الآثار لتلك السياسات ضربت عمق النسيج الاجتماعي، فقد قلت المروءة لدى الناس وباتت كل الاعمال والتصرفات محورها المال .. لا مكان لضعيف او واجب اجتماعي، «الصحافة» تلقي نظرة على ظاهرة جديدة طفحت الى السطح .. انهم طالبو مال التعويض والتالف.
تميز المجتمع السوداني بمبدأ التكافل بين افراد مجتمعه فالقوي يساعد الضعيف والغني يمد يد العون للفقير، ويعفو الاهل عن الاضرار التي سببها الآخرون دون تلقي التعويض، يقول المعلم بالمدارس الثانوية الصادق علي ان المجتمع في الماضي كان رحيما في تعاملاته مشيرا الى العفو عند المقدرة مبينا ان اهالي المتضرر كانوا اكثر الناس حرصا على العفو واوضح ان اهل المتسبب في الضرر والتلف كانوا يحرصون على الحضور واتمام الصلح، ولفت الصادق الى تدخل الوسطاء الذين كانوا يساهمون على نفقتهم الخاصة في اصلاح الضرر.
ويؤكد المزارع بلال عبدالله انهم كثيرا ما كانوا يعفون عن رعاة الماشية الذين سببوا لهم الضرر مؤكدا ارتضاء الجميع للصلح والعفو، بيد ان بلال يلفت الى النزعة الجديدة في تعمد الحصول على التعويض.
ويؤكد احد المحامين باحدى الولايات الوسطى زيادة حالات توجه الناس للتقاضي املا في الحصول على تعويض مجز دون اللجوء الى ديوان العمد ومشائخ القرى التي كانت تقوم بالصلح والحل الاهلي، ويلفت المحامي الى ان بعض الناس يتشددون في الحصول على التعويض الذي قد يفوق قيمة الممتلكات اصلا لجهة ان طالبي التعويض يعرفون القوانين جدا في مقابل اهالٍ خبرتهم القانونية ضعيفة.
ويقول موسى حامد الموظف باحدى الشركات الخاصة ان هناك توجها من الناس نحو الحصول على مبالغ التعويض والتلف مشيرا الى ان المجتمع السوداني في الماضي كان يتأفف من الافراد الذين ينالون تعويضا ماديا مقابل الخسائر التي سببها افراد آخرون.
واستلام مال العوض والتالف بات يميز المدن الكبرى واكثر الذين يصادفون تلك الظاهرة هم من سائقي المركبات العامة والملاكي، ومع ضيق الطرق وكثرة السيارات وفترات الانتظار الطويلة في الازدحام المروري بات الناس في سرعة من امرهم ما ادى الى زيادة مرات ارتكاب الحوادث المرورية، ففي احدى المرات بشارع السيد عبدالرحمن لم يتسامح مالك العربة من ماركة «البي ام دبليو» مع سائق تاكسي طاعن في السن وطالبه بدفع مبلغ تلف اشارة «الخطر الخلفي» او الذهاب الى قسم المرور، اقسم سائق التاكسي جاهدا بانه لا يملك ثمن الضرر الذي سببه، تدخل المارة وجمعوا مبلغ «300» جنيه تعويضا لصاحب السيارة الفارهة، ولدهشة الناس فقد استلم صاحب سيارة «البي ام دبليو» المبلغ دون ان تمس وجهه مسحة الم او خجل.
ترى هل انتهت قيم التسامح بالمجتمع الى هذه الدرجة؟ يقول سمسار السيارات يحيى الشريف ان شركات التأمين فتحت الباب على مصراعيه امام التشدد في استلام التعويض بعد ان كان المجتمع يصلح بين الناس على مفهوم القضاء والقدر، ووفقا لمتعاملين في سوق التأمين فان المبالغ التي يحصل عليها المتضرر من شركات التأمين بات يسيل لها لعاب الجميع، مشيرين الى ان سياسات التحرير الاقتصادي فاقمت من شدة المسألة التي وضعت معيارا واحدا لكل الاعمال وعلمت الناس ان لكل «عمل ثمن» ولا مجال للعفو.
الخطاطون في طرقات الخرطوم
نثر الإبداع على الملأ والغالبية تفضل الكوفي
الخرطوم: فاطمة علي
تضفي الفنون بعداً جمالياً في حياة الأمم والشعوب، وتحتفظ المتاحف حول العالم بالعديد من الصور واللوحات التي تحكي عن عبقرية الانسان وقدرته على بث صور الجمال من حوله، ويعتبر الخط العربي من اقدم الصور الجمالية في الارث الانساني، وله مدارسه ومناهجه المختلفة التي اكدت جميعها على درجة من التشكيل يتميز بها الخط العربي، ومنها الكوفي والنسخ والثلث والفارسي والرقعة والديواني والمغربي، ويعتبر الكوفي اشهرها في السودان.
ويحظى الخط العربي في السودان باهتمام قطاع واسع من اهل السودان، ولعل اطلالة على الشارع العام تكفي مؤشراً ودليلاً دامغاً على اهتمام السودانيين بالخط العربي، بدءاً بما يكتب في مختلف مواعين النقل، اضافة الي المحال التجارية، كما تعتبر مواسم الحج فرصة مواتية للكتابة على جدران المنزل علي نهج «حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً».
يقول الخطاط محمد أحمد قيدوم الشهير بمحمد قيدوم، إنه بدأ ممارسة الخط منذ بداية التسعينيات بعد بروز موهبته في الخط، ويصنف محمد حالته بأنها موهبة اكثر منها اكتساب بالممارسة، وبعد اكتشاف موهبته التحق بعدة كورسات، وبالنسبة للالوان المستخدمة فإنها تكون على حسب العمل، فثمة عمل يتطلب الالوان المائية مثل الآيات القرآنية، مضيفا انهم يحصلون على الالوان من مكتبات معينة، وان الاقبال على فن الخط كبير. وكشف قيدوم أنهم يستخدمون الريشة في العمل لأن استخدامها ممتع وسهل، موضحا انه لا يوجد جسم نقابي، وبالرغم من ذلك فهم ينضوون تحت لواء شريحة الحرفيين، ونفى قيدوم وجود اية رسوم عليهم من قبل المحلية.
وبشأن العبارات التي تكتب على خلفية السيارات قال إن اصحاب العربات هم من يختارونها، واية عبارة لها معناها، وتكون في بعض الاحيان معالجة لمشكلة ما، مثل عبارة «احسن في من عاداك»، وقال قيدوم ان الخط رسالة لها دلالاتها، وحول تأثير الكمبيوتر على المهنة قال ان الكمبيوتر لم يلق بظلال سالبة على الخطاطين بل اضاف لهم، وعن اشهر العبارات كتابة قال إن الآيات القرآنية واسم الجلالة هي الأكثر كتابة، وهنالك اشخاص يفضلون كتابة اسماء ابنائهم ومناطقهم، وآخرون يفضلون الحِكَم.
الخطلط نميري عبد الرحمن قال انه بدأ ممارسة الخط منذ الثمانينيات عندما تم اكتشاف موهبته، واضاف أن كل افراد اسرته كانوا خطاطين، ومنهم تعلم فن الخط، وأضاف انه يستخدم الألوان المائية وألوان الزيت والوان البوهية، وكشف نميري ان الزبائن يفضلون العمل اليدوي، ويري نميري ان اختيار المفردات يتباين بين الشباب وكبار السن، والبعض يقوم باختيار مفردة لها أثرها الخاص في نفسه. وقال نميري ان الكمبيوتر ساعدهم في سرعة الإنجار غير انه قيدهم ابداعياً.
الفاتح ابو فارس قال انه بدأ العمل قبل «13» سنة، وبدأت ملامح موهبته منذ أن كان طالباً عندما كان يعمل على اللوحات التجميعية، ويشير ابو فارس الى استخدام ألوان الماء في لوحات القماش، موضحاً ان الخط العربي بات ضعيفاً في الاعلام، وطالب بتحديد اماكن معينة لفئة الخطاطين.
المواطن محمد حسن قال إن الخط بات مهنة ومن الفنون، وان الخاطين ارقى الشرائح الاجتماعية، اذ كانوا يكتبون الخطابات ولكنهم صاروا يعملون في مجال اللافتات والشعارات، ويكتسبون منها قوت اسرهم، بينما كان الخطاطون في الأزمنة الغابرة من وجهاء المجتمع، وكانوا مقربين من الملوك والرؤساء، لكنهم الآن باتوا يعانون شأن بقية الشرائح الاجتماعية، فقد فقدوا عرشهم، ومنهم من يعمل في مجال اللافتات الحديدية المضيئة، ومنهم من يخط على القماش، ويرى محمد حسن أن الكمبيوتر شكل اضافة جمالية للخط العربي.
ريموت التلفزيون.. من يغير القناة؟
الخرطوم: تهاني عثمان
كانت تجلس في قمة الاندماج تتابع حلقات المسلسل اليومي قبل أن يأتي شقيقها الاصغر ويحمل الريموت ويقول لها: «دقايق عندي فيلم اجنبي ساعة ونص كدا وبقوم»، وهنا بدت حدة النقاش والاصوات تتعالى.. «هو ما انا جيت من قبيل وبعدين انا بحضر في مسلسل، شوف الفيلم دا بتعاد متين»، وعندها تدخل الاب وفصل الديجيتال والقي به داخل الدولاب.
ويتنازع غالبية افراد الاسر على الريموت وكل له طلبه، وكل يرغب في متابعة ما يعنيه، ورغم تعدد التلفزيونات في كثير من البيوت الا انها لم تمثل حلاً امام التعدد الهائل للقنوات فهل سيصل بنا الحال الى الحد الذي يكون فيه تلفزيون لكل فرد بعد ان كانت الشاشة هي احد روابط الاسرة الاجتماعية التي يلتف حولها افراد الاسرة ويتابعون برنامجا واحدا او مسلسلا واحداً.
ويقول فضل الله الحسين: «الاولاد رجعوني لي الراديو من جديد كل واحد عندو مسلسل براهو، وكل زول عندو برنامج براهو، وبعدين مع الارسال الما بقطع دا ومسلسلات الاطفال دي بقينا ما بنلقي طريقة عشان ما نتابع حتى نشرة الاخبار خليها البرامج دي اصلا زمااان خليناها»، ويضيف فضل الله: «اشتريت لي تلفزيون تاني عشان انتهي من برنامج الجدل ونقاشات كل يوم في التلفزيون دي، بس الموضوع ما اتحل، التلفزيون عندنا البمسك الريموت اول هو صاحب المزاج في المشاهدة».
ويقول مبشر سراج: «علشان انتهي من نقاشات كل يوم وضعنا جدولاً للتلفزيون وانا ما بلقي طريقة الا بعد الساعة «12» بعد ما الاولاد كلهم ينوموا، بس بالطريقة دي لي قدام الا كل زول يجيب ليهو تلفزيون براهو»، ويقول الحاج الهادي ضو البيت ياااا حليل زمن التلفزيون كان قناة واحدة ويقفل في زمن ويفتح في زمن.. هسي بقي البيطير ليهو النوم من عينو يمشي يفتح التلفزيون، هسي بلا كترت النضمي والحجة ما جاب لينا حاجة، لا تقدر تحرم زول ولا تقدر تفضل زول علي التاني، والزول بقي يتحرج لمن يجيهو ضيف وعايز يتابع التلفزيون تلقي الاولاد كل واحد عايز يحضر حاجة، يقول ليك انا عندي برنامج وانا عندي فيلم، قمة الاحراج، والريموت بقي زي المديدة الحارة كل ثانية في يد زول».
غاندي البشير يقول: «في إحدى المرات اضطررت الى اخفاء الريموت داخل الدولاب، وكنت اعمل علي تحويل القنوات من الديجيتال خاصة وان اخواني الصغار لا يعرفون ذلك، وكنت ابحث معهم عن مكان الريموت ولكن بعد ما علم ابي بالامر عاقبني ومنعني من متابعة التلفزيون»، ويقول عمار عوض: «التلفزيون في البيت اصبح اكبر مشكلة ومفتاح لاكثر من نقاش، ففي مباريات الدوري نضطر الى الذهاب الى أندية والمشاهدة من خارج البيت، خاصة أن التلفزيون اصبح حكراً على المسلسلات التركية والهندية ومسلسلات الاطفال، وكل فرد من الاسرة له زمن معروف يتابع فيه احد مسلسلاته، بينما لا اجد مساحة للبرمجة في الجدول، خاصة أني لا اتابع التلفزيون الا وقت الدوري، لذا اجد نفسي مبعداً تلقائياً. ويقول الاستاذ نصر الدين: «ان المشاهد للتلفزيون اصبح لا يجد متعة المشاهدة الا اذا كان لوحده في البيت حتى إن كان ممسكاً بالريموت، فمن الطبيعي ان يأتي احدهم ولا يبحث عن الريموت اصلا ويغير القناة من ازرار الديجيتال، ويطلب منك الاذن بعد ان يكون قد انتقل للقناة التي يفضلها، وانا عن ذات نفسي املك مزاج مشاهدة لا ارغب معه الانتقال الى قناة اخرى حتى في حالات الفواصل الاعلانية، افضل استكمال البرنامج بكل اعلاناته وتداخلاته، وبعض الناس يفضلون ازعاجك بكثرة التحانيس والكلام، كدي حول لينا قناة كدا النشوف الفيها شنو، اما الاطفال فلا يترددون في البكاء اذا ما تأخرت في تنفيذ طلباتهم في تحويل القناة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.