الخرطوم: تغريد ادريس: لازالت المواصلات تشكل هاجسا كبيرا للمواطنين على الرغم من مساعي المسؤولين لحل الازمة، الا انها تزداد تعثرا فقد ارهقت الناس واتعبتهم ولم يقووا على احتمال حتى الانتظار لايجاد سيارة تقلها الى منازلهم علما بان الانتظار وقتا طويلا اصبح واقعا على الجميع وان كان هناك من يستطيع الانتظار فهناك من لا يتحملون الجلوس لساعات او الدخول في الازدحام والصراع امام بوابات الحافلات والبصات فتزداد المعاناة عند كبار السن وها هو شهر رمضان اطل علينا ولا زالت الازمة في مكانها. «الصحافة» جلست مع بعض المواطنين واستمعت لشكواهم عن رهق المواصلات حيث قالت فاطمة احمد: لا بد من تأكيد السعي الجاد لحل هذه الازمة حتى وان استدعى ذلك التخلي عن مشاريع البناء والتعمير الكبرى وتأجيلها لان مقتضيات الحال تشير الى تفاقم هذا الازمة الى اصعب من ذلك وكلفتنا اكثر من طاقتنا وقالت فاطمة: في الفترة الاخيرة اصبحنا نقف اكثر من ساعتين في انتظار البص الذي يقلنا الى منازلنا وان كانت المواصلات صعبة في الذهاب والاياب فلم نعد نهدر الوقت فقط وهذا كله محسوب على صحتنا وراحتنا، وقالت في ختام حديثها للصحافة: « عاد بقول لوالى الخرطوم الناس دا ضايقة وفي رمضان دا الدعوة مستجابة حل الازمة دي قبل ما يهلك المواطن». ويقول أحمد عباس في بادرة حديثه: الآن اقف منذ حوالى ساعتين وحتى اللحظة لم يدخل الموقف اي بص متجه الى منطقة الكلاكلة اللفة وقال: «ندخل الموقف ما نلقي مواصلات يقولوا برة في، نطلع برة الموقف ما نلقي يقولوا المواصلات بتدخل جوة، وكل يوم نحن في الجهجهة دي، واصبح العثور على مقعد في احدى المركبات مثل الكنز كل شخص يسعي لان يكون صاحبه لذا لم يعد احد يتنازل عن مقعده الى كبير سن او مريض فالكل في التعب والارهاق وعناء الانتظار سواسية. وفي المنحى ذاته تقول الطالبة فرح محمد : ان المواصلات تعدت مرحلة الازمة الى الحد الذي اصبحت فيه هاجسا يضرب اذهان كل المواطنين وحتى الآن لا ندري كيف وصلت الامور الى هذا الحد الذي اغلقت فيه الطرق كافة في وجه المواطن، واضافت: نضطر في كثير من الاحيان الى التضحية بمحاضراتنا لعدم المقدرة على الوصول في الزمن المعقول للمحاضرة ونكتفي بالحصول على الملخصات من الزملاء وفي بعض الاحيان اضطر الى السكن في الداخلية حتى استطيع حضور محاضرات الصباح، وبعد زعزعة المواصلات الاخيرة اصبحنا ننتظر المواصلات في الطريق لان المواقف خالية تماما والذهب اليها يعني مزيدا من ضياع الوقت والزمن والارهاق البدني بسبب طول فترة الانتظار، واضافت فرح «والله نحنا ما عارفين الموضوع دا آخرو متين»، ولكن على ما يبدو ان الجهات المنوط بها هذا الامر لا تسعى بجد الى حل معاناة المواطن. ووسط جولتنا في موقف شروني او الموقف الجديد كانت الصورة تحكي عن تكرار الملامح ذاتها والوجوة العابسة، والنظرات الساهمة والمترقبة وملامحهم تشير الى نفاد طاقتهم الجسمانية، ويقول الهيثم الرشيد: ان ازمة المواصلات ادت الى قلة المروءة والملاحظ انه وإلى زمن ليس بالبعيد كان يقف الرجال والشباب ويؤثرون بمقاعدهم للنساء ويفسحون لهن المجال كي يجلسن اولا والآن قل هذا السلوك الى حد الندرة، وهذا احد مخرجات ازمة المواصلات بالاضافة الى اتاحة فرصة اكبر للنشالين للاسترزاق من جيوب الغلابة وسلبهم ما اجتهدوا طوال النهار في تجميعه كي يعودوا خايبي الرجاء الى بيوتهم. حسن بابكر تحدث بجانب من الفكاهة عن بصات الولاية قائلا : صحيح ان مواعين الموصلات في هذه الفترة تشهد ندرة في جميع المواقف وداخل بص الوالى هناك عصابة تسمي عصابة الوالى وهذه عندما يكون البص مكتظا بالركاب وليس هناك طريقة للتنفس عندها لا يري السائق من النازل ومن الراكب وعندما يريد احد الركاب النزول في محطته لا يقف السائق حتى يصل المحطة القادمة وتقوم العصابة بالضجيج وشتم السائق وهو يريد ان يزيد عدد الركاب رغم الاكتظاظ داخل البص وهم يعلو صوتهم قائلين «عليك الله يا عم اعمل ليك طابق فوق» وآخرون ينادون عند التوقف «امشي امشي ياخ كرهتنا».