وداعاً أخي الحبيب أبا ذر وبشراك بلقاء الأحبة سيدنا محمد وصحبه ٭ إلى روحك الطاهرة أخي الحبيب أبا ذر أبث حزني وأسكب دمعي، وقد ترجلت عن صهو جوادك وتركتنا من خلفك حيارى مفجوعين نكابد الأحزان ونحبس الدموع في المآقي، فقد كنت أريج المنزل وأمل الأسرة وريحانة مجلسها، وكنت الأصغر منا سناً لكنك كنت الأكبر فينا مقاماً والأكثر فينا تصوفاً والأوصل فينا رحماً والإقرب فينا إلى الله، ودليلي في ذلك اختيارك إلى جواره، وكنت الأقرب لقلب أمك والمالك لقلب أبيك والضاحك في وجه إخوتك والمحبوب بين رصفائك، والمؤمن بقضاء الله وقدره، فقد صارعت المرض طويلاً، فكنت نعم الصابرين حتى قضى الله أجلاً كان محتوماً. افتقدتك أنا وعبد الله ومحيي الدين ولجين والمقداد، وكنا نترقب مقدمك علك تطل علينا بابتسامتك النقية التقية، فقد كنت تملأ بيتنا حياةً وبهجةً لكنك لم تأت بعد. بكاك الأهل بالغابة والجيران بالواحة، وبكتك الجموع في مطار الخرطوم فجر الأربعاء، وسكبت عليك العبرات ممن شيعوك إلى مثواك الأخير بالغابة.. بكاك الأحبة من الزملاء، وبكاك زملاء الدرب والبلوى سيفا وصحبه ممن شاركوك الابتلاء بمركز الحسين بالمملكة الأردنية الهاشمية.. نسأل الله أن يشفيهم شفاءً لا سقم بعده. وعزاؤنا يا حبيبي أن الموت حق، وأن أعيننا تفيض بالدمع وقلوبنا تتفطر حزناً، ولكنا لا نقول إلا ما يرضي الله، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وأسأل الله أن يجعلك من أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وأسأل الله اليقين والصبر الجميل لوالديك وجميع أحبابك ومعارفك وزملائك. أخوك المكلوم/ عثمان عبد الله محيي الدين تعزية: ٭ الأخ عثمان وكل الأسرة.. كم كان فقدنا عظيماً.. فقد كان الابن أبا ذر ودوداً ومؤدباً.. نعم بكيناه كلنا سكان الواحة.. والموت نقاد في كفه جواهر يختار منها الجياد.. ولكم تعازيَّ الحارة، وللأخت خديجة والأخ عبد الله حار التعازي والصبر.. وللابن أبا ذر الرحمة والغفران. مع تحياتي وشكري.