حزن جديد يفجع القلب ويوغر الصدر ويثقل الظهر، سرادق عزاء جديد كتب علي ان انصبه في قلبي وقدر ان تعود قافلة احزاني من تشييع خل مغادر فتتلقاها جنازة اخر، وأي آخر هو هذا الذي مضى إلى كنف الله ورحمته ونحن نعيش في غربة لا النفس راضية بها ولا الملتقى من شيعتي كثب..... مات حمزة سالم صعدت الروح الشفيفية وتوقف نبض القلب الكبير الذي كان يسع الجميع، (تمّت المعدودة) ونادى منادي الرحيل فلبّى الجسد الناحل النداء ومضى في رحلة غيابه الأبدي مخلفاً سيرةً حسنةً وذكرى طيبة وتاركاً نفوساً خطّ الحزن عليها وشمه، هي نفوس كل من عرفت خفيف الظل طيب الأخلاق حلو المعشر بسام الثنايا صانع الفرح وناشر البهجة إينما حلّ وارتحل. لن أدّعي أن حزني عليه أكبر من حزن غيري ففقد (أبو نفيسة) شاق على كل من عرفه، لكن حزني عليه من نوع خاص وأنا الذي طوى الجزيرة حتى جاءني خبرٌ فزعت إلى آمالي فيه بالكذب حتى إذا لم يدع لي صدقه ما اؤمله شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي، حزني مضاعف لأن قدري أن أبكيك في صمت وأنا استرجع شريطاً من الذكريات الحلوة بيننا وعلاقة فرضتها صلة الرحم ووشائج الدم المشترك منذ أن كنت أمك نطفة ً في أحشاء أمنا السعدية وأمي غراماً في عيني أبينا ودبادي، علاقة وطدتها زمالة الدراسة وقرب الدار من الدار فكانت بكل هذه المعطيات مزيجاً من القرابة والصداقة والجوار قبل أن تفرقنا.
إرادة الله الغالبة أن ترحل بعد أن وسعت الناس بأخلاقك فكنت بحق كما قال القائل: مشرع كل مسكين البيملا الراويه ... مقنع كاشفتن يوم العجاجه اللاويه ... راح البسند العتره ويسد الهاويه خلى الناس تقول اعجاز نخل خاويه، وإن كان لنا أن نلتمس سلوى وعزاء فهو في ابنتك (نفيسة) التي نسأل الله أن ينبتها نباتاً حسناً ويجعلها من الصالحات، والعزاء كذلك في جنين قادم زرعته في احشاء زوجتك وقدّر الله أن لاتراه لكنّه بإذن الله سيجد من يحدثه عن سيرتك الطيبة وأخلاقك السمحة وقلبك الكبير.
اللهم إنّ عبدك حمزة قد مات وهو يشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم منزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً حتى يكون في بطن اللحد من مطمئنين وعند قيام الأشهاد من الآمنين اللهم انقله من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جنات الخلود في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله (إنا لله وإنا إليه راجعون).