تنشط هذه الأيام منظمة درء آثار المخدرات السودانية الطوعية الخيرية في المساهمة في تقديم خدمات اجتماعية مؤسسية في مجالات الصحة والتعليم والبيئة وتزكية المجتمع وتوعيته وتطهيره وإعادة التأهيل، للنهوض بالبلاد في ظل التحديات المحلية والإقليمية والدولية، وتسعى وهي تحتفل باليوم العالمي للمخدرات إلى حل مشكلة المخدرات بالسودان عبر مجموعة من البرامج التثقيفية والتوعوية، وتتواصل برامجها التوعوية في شهر رمضان المبارك من مبدأ أن شهر رمضان هو شهر التوبة والغفران. وشدد د. أحمد جبريل اختصاصي الطب الباطني وعضو المنظمة، على أهمية محاربة التبغ والتمباك والشيشة. وأكد د. حسين عبد الله، أمين أمانة البحوث بمنظمة درء آثار المخدرات، أن التغير الثقافي لمفهوم الأسرة داخل المجتمع السوداني الذي حدث خلال النصف القرن الماضي، هو السبب الرئيس في تدعيم تعاطي وانتشار ظاهرة المخدرات. وأصدرت منظمة درء آثار المخدرات أخيراً كتباً ومؤلفات علمية للتعريف بخطورة التدخين والمخدرات، وكشفت مضارهما وآثارهما على الفرد والأسرة والمجتمع، وتأمل في المساهمة في دعم جهود الأجهزة الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في مجال مكافحة المخدرات ومشروعات العلاج المادي والنفسي، وإيجاد مشروعات وفرص للعمل للشباب المدمنين وتنمية مواهبهم، وتسعى لتقديم برامج خدمية لتزكية المجتمع بالندوات والمحاضرات من المتخصصين والمؤهلين من الدعاة، والمساهمة في دعم أنشطة الشباب في مجالات الرياضة والترفيه في أوقات الفراغ، واقتراح برامج ومناهج دراسية لمرافق التعليم وأسر المجتمع لمحاربة آثار المخدرات، والمساهمة في إنشاء مؤسسات علاجية خاصة تداوي مدمني المخدرات. ورصدت المنظمة أخيراً مجموعة من الآثار الصحية التي تحدث للانسان نتيجة لتعاطي المخدرات، من إتلاف الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي، وإصابة القلب والدورة الدموية بالأمراض المزمنة، والتهاب الكبد والبنكرياس والكلى والاكتئاب والشعور بالقلق وعدم الاستقرار والإحباط وتبلد الإحساس وانفصام الشخصية، ومن أعظم مضار المسكرات والمخدرات أنها تفسد العقل والمزاج، وما قيمة الإنسان إذا فسد عقله وتغير مزاجه، وصار يتعاطى المسكرات والمخدرات، فيرتكب من الآثام والخطايا ما تضج منه الأرجاء، وما يندم عليه حين يصحو، اضافة الى انكماش الجلد وضموره واصفرار المخاطيات، وشحوب بسبب فقر الدم ونقص الحديد والتهاب الشبكية، وانقباض حدقة العين «بسبب الأفيونات» واضطرابات الكريات البيضاء وآفات الأطراف، وارتعاشها والتهاب في الشرايين يؤدي إلى اختفاء النبض واصفرار الملتحمة الذي ينجم عن التهاب الكبد وطنين في الأذن «بسبب المنومات»، وانثقاب الحجاب الأنفي، وتشوه الأسنان وسقوطها وصعوبة المضغ، وإصابة الوريد الوداجي بندبات اصطباغية، واضطرابات وظيفة الغدة الدرقية، وقصور الشريان الأبهر، والالتهاب الرئوي والقصور الكلوي والتهاب الحالبين وآلام شديدة مشابهة لنوبات الحصوة وعجز الرجل جنسياً، وفي بعض الحالات يحدث القذف المبكر والعقم ونقص الشهوة للمرأة والبرود الجنسي وبواسير نزفية في فتحة الشرج وضخامة الكبد والتهاب البنكرياس مع آلام مبرحة ونوبات صرعية متكررة ونقص مناعة الجسم المكتسبة «الإيدز». ومن الأضرار النفسية للمخدرات القلق والاكتئاب والتوتر العصبي والنفسي والهلاوس السمعية والبصرية والحسية كسماع أصوات أو رؤية أشباح لا وجود لها، والبلادة أو ضعف الإدراك والتركيز، واضطراب الذاكرة وكثرة النسيان، وقد يصاب المدمن في بعض الحالات بفقدان الذاكرة أو الجنون وضعف الاستجابة للمؤثرات الخارجية وسوء تقدير الزمان والمكان وتقدير المسافات والسرعة الانطواء والعزلة، والشعور بالإحباط وانفصام الشخصية. وأكد د. عماد عمر خلف الله أستاذ الفقه المقارن بجامعة القرآن الكريم ، أن المخدرات سلاح خطير قصد به تدمير المجتمعات الإسلامية التي ضعف فيها الوازع الديني والجهل بالله تعالى وعبادته، مشيراً إلى أهمية تدارك مخاطره بنقل القيم الحميدة من الأسر إلى الأبناء، ونشر التوعية الدينية والقيم عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتعاون الأجهزة المجتمعية والأمنية والشرطية لإحكام القبضة على المروجين.