كتب: عبد الخالق بادي: شهدت مدينة الدويم خلال الايام الماضية هطول امطار بمعدلات غير مسبوقة، وخلفت العديد من الاضرار البالغة في المساكن والوضع البيئي بالمدينة، وقامت «الصحافة» بجولة على أحياء مدينة الدويم، ووجدت أن معظمها إن لم يكن جلها محاصراً بمياه الأمطار، بعد أن تحولت الميادين إلى برك وصارت مرتعاً خصباً للكثير من الحشرات فى مقدمتها البعوض الذى يتوالد بكميات كبيرة جداً، وتأكد لها أن المعالجة تحتاج إلى جهود جبارة من الجهات الرسمية والطوعية، وبالسنبة للذباب فقد وفرت المياه الآسنة وتراكم الأوساخ فى مكبات النفايات والساحات بيئة ملائمة لتكاثره وبوتيرة متسارعة عما قريب يمكن أن تصبح خارج السيطرة، وسلطات الصحة بالمحلية تحاول هذه الأيام وعن طريق الرش الضبابى الحد من توالد البعوض، إلا أن الجهود التى تقوم بها محدودة ولا تغطى كل أحياء المدينة، كما أن المساحات التى تغطيها المياه الراكدة كبيرة وفوق طاقتها، مما يتطلب مشاركة جهات أخرى معها حتى يتم القضاء على البعوض والذباب. والمواطنون مستاءون من الوضع الصحى بالدويم، وأكد العديد منهم أنهم يخافون من أن يتردى الوضع خلال الأيام المقبلة وبصورة تهدد حياتهم وحياة أطفالهم، خاصة مع تزايد نسبة هطول الأمطار كما ذكروا، وناشدوا المنظمات والجمعيات الطوعية مساعدتهم فى درء آثار الأمطار. جمعية مرايا الخيرية الطوعية التى تعمل فى مجال درء الكوارث دقت ناقوس الخطر، وذلك من خلال رصدها للوضع البيئى بالمدينة، حيث زارت عدداً من أحيائها ووجدت أن المواطنين فى مواجهة حتمية مع عدد من الأوبئة، وأنه لا بد من التحرك وبسرعة لتلافى ذلك قبل فوات الأوان، ووجهت نداءً للمانحين والمنظمات الدولية والوطنية لمساعدتها فى درء آثار الخريف وحماية المواطنين من التعرض لأوبئة خطيرة مثل الملاريا والتايوفيد والنزلات المعوية ولدغات العقارب. الأستاذ أسامة عبد الفضيل حسن نائب رئيس الجمعية أكد ل «الصحافة» أن المسح الذى قامت بها الجمعية خلال الأيام الماضية كشف عن معاناة كبيرة وغير مسبوقة للمواطنين مع آثار الأمطار، وأبان أن هناك حاجة ماسة للناموسيات المشبعة وبأعداد كبيرة بوصفها حلاً إسعافياً سريعاً، وأضاف أن الجمعية وضعت خطة لتصريف المياه إلا أنها تحتاج لمعينات مثل طلمبات الشفط وغيرها، وذكر أن معظم سكان المدينة من محدودى الدخل وغير قادرين على دفع فاتورة العلاج من أى مرض، وناشد المنظمات المساعدة بتوفير علاج الملاريا والمحاليل المنقذة للحياة. وبخصوص تأثر البيوت بالأمطار التى توالت خلال الأيام الماضية، فقد أوضح الأستاذ أسامة أن بيوت بعض الأسر بأحياء أبو جابرة والرابعة والعودة مهددة بالسقوط بأكملها، بل أكد أن عدداً منها أدت الأمطار الأخيرة لانهيار جزء منها، وأن قاطنيها الآن هم فى حاجة ماسة لخيام تقيهم وأطفالهم الأمطار والبرد. وجدد عبد الفضيل النداء للمنظمات والخيرين بمد يد العون لإنقاذ مواطنى محلية الدويم من الأوبئة قبل أن يتحول الوضع إلى كارثة إنسانية على حد وصفه، وقال إن جمعية مرايا جاهزة للقيام بدورها من أجل المحافظة على حياة المواطنين، وإنها تدعو المانحين وكل من يسعى لمساعدة المنكوبين للاتصال على أرقام الهواتف: 0912444343 و 0911538881 و 01281114612 وذكر أن الجمعية يمكن أن تتلقى الدعم عبر تحويل الرصيد أو فى حسابها ببنك النيلين/ الدويم بالرقم: 180000146، وقال إن هناك مقراً خاصاً بالجميعة يقع فى الناحية الجنوبية لمركز شباب الدويم لتلقى أية مساهمات عينية. وأكد عدد من المواطنين أهمية دور المنظمات والجمعيات فى تلافي آثار الخريف، مشيرين إلى الجهود التي بُذلت من قبل بعضها لدرء آثار الخريف بعدد من مناطق السودان خصوصاً فى الخرطوم فى مناطق شرق النيل، ودعوا بقية الجمعيات بالدويم للتحرك لمساعدة المواطنين بالمحلية قبل أن يتدهور الوضع ويصبح خارج السيطرة، كما ناشدوا المنظمات الدولية والوطنية مساعدة هذه الجمعيات خاصة أنها مستعدة للعمل حتى لا تتفشى الأمراض الخطيرة وتتحول إلى أوبئة قد تتسبب فى وفاة الكثيرين. وأصبح مواطنو محلية الدويم عامة والمدينة خاصة مهددين بالإصابة بالكثير من الأمراض والأوبئة الفتاكة، وذلك بسبب المياه الراكدة منذ بداية الخريف نسبة لضعف تصريفها، حيث بدأت جيوش البعوض تهاجم المنازل وبصورة مزعجة، كما أن الذباب انتشر بأعداد ضخمة جعلت المواطنين يرفعون أصواتهم بالشكوى للجهات المسؤولة والجمعيات الإنسانية.