«امي انا جعان»، اول كلمة نطق بها حسام بعد العثور عليه امس قرب الزلط بمنطقة الازهري جنوبالخرطوم، وعليه آثار ضرب وحروق نار وكدمات وعض في منطقة الخدود. صحيفة «الصحافة» عندما سمعت بالخبر ذهبت الى منزل حسام واستطلعت والده المقدم بالقوات المسلحة شمس الدين موسى. وقال: يوم الخميس الموافق 19 / 3 / 2010م خرج ابني حسام مع اخيه الاكبر مصعب حوالى الساعة التاسعة صباحا للعب امام المنزل وبعد نصف ساعة رجع مصعب الى المنزل مرتعشا من شدة الخوف وعندما رأته والدته سألته: ما لك يا ولد اخوك حسام وين؟ قال ليها اخوي شالته المرأة. وقالت لينا انا خالتكم وطلبت منا الذهاب معها الى البقالة لشراء بارد وعندما وصلنا بالقرب من مكان البقالة اعطتني جنيه، وقالت لي امشي اشتري البارد انا وحسام بننتظرك هنا وعند رجوعي اليهم وجدتها قد اختفت واخذ يبحث عنهما. وبالطريق وجده احد ابناء الجيران بركشة واخذه معه الى منزله دون ان يخبره بالواقعة التي حدثت معه هو واخيه وبعدها بدأت الاسرة بالبحث وابلغت الشرطة وتناقلت الصحف الموضوع وبعد مضي ثلاثة ايام من واقعة الاختطاف اتصل شخص بوالده ، وذكر له بأن حسام معه وطلب مقابلته بام درمان ابو سعد وعندما ذهب الى المنطقة التي حددها له لم يجده واتصل به تلفونيا وسأله لماذا لم يأت لمقابلته تعذر له باعذار واهية وطلب منه مبلغ «100» جنيه رصيد وبعد ارسال الرصيد اغلق موبايله واختفى. وبالامس حوالى الساعة «12 ونصف ليلا» شعرت بأن ابني حسام اتى وجلست لساعات طويلة بالقرب من الدكان وفي تلك اللحظة حضر مجموعة من الشباب ومعهم ابني حسام وقالوا بأنهم وجدوه بالقرب من الزلط بعد ان انزلته عربة ويحمل قطعة لحمة. وعندما اقترب منهم سألوه عن اهله وقال لهم انا اسمي حسام شمس الدين وكانت ثيابه متسخة ويبدو عليه الارهاق والتعب بالاضافة الى آثار الضرب والحريق والعض على خدوده. وتعرفوا عليه وعندما اقتربوا من منزلهم رأى حسام عربة والده وقال لهم ديك عربية ابوي وعند مدخل باب المنزل رآه ابن عمته وجرى اليه واحتضنه وفي تلك اللحظة امتزج الحزن بالفرح واخذت والدته تزغرد بأعلى صوتها وعندما رآها حسام قال لها امي انا جعان اديني آكل ودخليني استحمى واعطته كوبا من الحليب وبعد ان شرب كوب الحليب بدأ والده يسأله كنت وين. واجاب كنت مع اماني وجليلة ودوني بيت فيه غرفة وراكوبة وفيه اطفال واحد اسمو نبيل واخر اسمو عمار وقلت لهم انا دائر امي. جليلة قالت لي انت اسمك خالد. وقلت ليها انا ما خالد انا حسام وكانت تقوم بضربي وتوديني للكلاب. وبعدها اخذوني بركشة وانزلوني بالزلط. وبعد ان انتهى من حديثه رأى اخاه مصعب وقال ليه يا مصعب تخليني مع المرأة الشينة دي ليه؟ وحوالى الساعة الثالثة صباحا اخذه والده الى المستشفى واجرى له الفحوصات التي اثبتت بأنه بحالة جيدة.. وعندما سمع مدير المباحث الجنائية اللواء عابدين الطاهر بالنبأ ذهب اليهم وتحرى مع حسام لفك غموض طلاسم الجريمة.