*لم أرفع حاجب الدهشة ولم افغر فاهي وانا اقرأ خبر تسرب الإغاثة القطرية الى الأسواق فقط تقافزت الى ذهني «إغاثات » سابقة وجدت طريقها لذات الأسواق أدوية وناموسيات مشبعة تسابق اليها سماسرة الاستثمار في النكبات والكوارث وفي الطوية ثراء مهول يضاف الى «فواحش» ثرائهم القديم ! *لماذا لم تحاول الحكومة حماية مواد الإغاثة وتأمين وصولها المباشر الى المتضررين وقد اتت على «عنوانها» بأمنيات التوزيع والإغاثة المستعجلة لبلوغ استقرار جزئي للأسر يتواصل بدفع المزيد ؟لكنه وللحق فعل لاينفصل عن انه امتداد لما حدث فى الصفحة السابقة من جريان السيول التي انطوت على بطء التعاطي معه ، فالولاية كعادتها نهضت بعد ان شمرت «نفير» عن سواعدها وانتشلت النساء والاطفال والان ولاتزال الأزمة جاثمة على الصدور تحتبس الدواخل وجعا على مواد الإغاثة التي «فرطت»الحكومة فى متابعة رحلتها الداخلية بعد سلامة وصولها من الخارج فاندفع ضعاف النفوس واصحاب الشبكات الجاهزة للاصطياد فرحلوها الى مخازنهم التى اشار اليها مندور المهدي احد اهم المسؤولين الواجب عليهم حمايتها من التسلل والبيع !!! *استغاثة هنا واخرى بصوت مكتوم تحت حائط مجاور تتمنى الخلاص من قيود السيول التي حاصرت المنازل ودفعت بالناس للخروج من منازلهم تاركين وراءهم اشلاء منازل كانت تعج بالسماحة والأنس، اجبرتهم السيول فهربوا صوب مخارج لايعرف أي منهم الى اين تقود فقط على الشفاه حمدا كثيرا بسلامة الهروب من المياه التي اخذت في طريقها كل الممكن وبعض المستحيل !! *سواعد الشباب سبقت آليات ومعينات الحكومة للوصول الى مرابع الاهل تسابق الشباب لنجدة وإغاثة اهلهم بلا تمييز ل «جبر الكسر» مجموعة لشرق النيل واخرى لام درمان وثالثة لاستلام الدعم والتبرعات لايربط بين هؤلاء الشباب حزب سياسي او انحياز لكتلة دون اخرى فقط مايجمعهم هو العشق الفطري للوطن وشعبه والذى املى عليهم إغاثة الملهوف مهما كانت عثرات الوصول فشق هؤلاء طرق المستحيل وبلغوا اهلهم فى المناطق المنكوبة. *المأساة والوجوه الباكية مسحت دموعها بشرى الطائرات التي تحركت صوب الخرطوم والتي افردت مساحات العطاء بحجم المياه والدموع وحينها تحولت كاميرات التصوير تحكي عن الملحمة الانسانية ، من قلب السيول شباب يدفع الأذى ومن جوف الطائرات تتدفق المعينات مختلفة الاشكال والانواع تسد ثغرات الحكومة التي فضحت استعدادها لفصل الخريف والأمطار والسيول الجارية ! *على لسان مندور المهدي نقلت الصحف تسرب مواد الإغاثة الى الأسواق بل وتم ضبطها باحد احياء ام درمان !!!وجوهنا الان يعلوها السواد والخجل فالخبر «زمانو» طار الى الخارج بفضل التكنولوجيا والهواتف الذكية يفضح اولا الاختلاف حول تفسير أزمة تتمسك بها الحكومة وكارثة يشاهدها ويعيشها الجميع هنا فى الخرطوم والولايات كما يفضح الإغاثة التي تسربت الى الأسواق !!!! همسة على رصيف مهمل.... جلست تنادي الغائب البعيد.... بدمع لايستريح ... وفم يتمتم بالدعاء ...فلا غائب عاد... ولا عين كفت عن البكاء ....