الخرطوم: ولاء جعفر : المار بشارع الشريف الهندي وشارع السجانة وسط والشوارع التي تمر بأحياء الصحافة وجبرة وامبدة وغيرها من أحياء الخرطوم، يكتشف أنه لا يسير على طرق وشوارع مسفلتة، وإنما على شوارع أقرب ما تكون إلى المراجيح، وحالة من الهبوط والصعود سببها الحفر التي امتلأت بها شوارع المدينة من شمالها إلى جنوبها، فأينما ذهبت تصادفك الحفر التى احتلت قلب الشوارع، بالاضافة إلى ذلك فإن طبقة الأسفلت قد انهارت وتوقفت عمليات الرصف الدورية، فضلاً عن الحفر التي تحدثها اعمال المرافق، اذ لا تتم إعادتها لأصلها بعد حفرها، وصارت معظم الشوارع تعاني الحفر والأخاديد التي تأكل حوافها، وزاد من المعاناة سوء أعمال السفلتة، حيث يهبط مستوى المنطقة التي تم حفرها عن بقية المناطق الأخرى في الشارع نفسه، وربما تكون أعلى منها، حيث صارت بركاً لمياه الأمطار في الخريف ومصيدة للسيارات على شكل مطبات إجبارية متفاوتة الأحجام، فتحولت السيارات إلى شوارع ترابية. وفي جوله ل «الصحافة» بشوارع الخرطوم يلاحظ أن شارع الطابية في جزئه الذي يمتد من جامعة السودان حتى هيئة سكك حديد ملأته مياه طفح المجاري، وبرزت الحفر والأخاديد التي يصل عمق بعضها إلى أكثر من «50» سم، أما في الشوارع المحيطة بالمنطقة الصناعية بالخرطوم فإن الوضع يزداد كل يوم سوءاً بسبب الحفر التي أصبحت علامة مميزة لتلك الشوارع بسبب عدم الصيانة الجيدة.. وأيضاً بسبب الجريان المستمر لمجاري الورش في تلك المنطقة، اما شوارع جنوب وشرق الخرطوم فوضعها لا يحسد عليه من السوء بسبب الحفريات وعدم إعادة ترقيعها بالصورة السليمة، وصارت أقرب إلى الطرق الترابية.. فالأسفلت إن وجد تقطعه الحفريات من مكان إلى آخر.. وصار سمته الأخاديد. عدد من المواطنين ابدوا استياءهم من الحفر المنتشرة في عدد من الشوارع العاصمة نظراً لما سببته هذه الحفر من حوادث وتضرر للسيارات، فالعديد من الشوارع توجد بها تشققات وحفريات شوهت المظهر العام. ابتدر محمد الهاجري حديثة قائلاً إن شوارع العاصمة اضحت في الآونة الأخيرة عبارة عن تشققات ومطبات وحفر، فانهيار الشوارع وتكسرها أدى إلى تدهورها وإصابتها بالشلل التام، فالطرقات الرئيسة غير موجودة أصلاً وقد تكون منتهية لعدم صلاحية الأسفلت بعد كل عملية إصلاح، إضافة إلى كثرة الحفريات التي تشكل خطراً على السيارات وأصبحت متهالكة من جراء الحفريات. ويقول حمزه عثمان سائق تاكسي: «بحكم عملي فإنني أتجول بجميع شوارع العاصمة تقريباً، ولاحظت عدم وجود شارع واحد سواء أكان رئيساً أو فرعياً سلم من التكسير وكثرة الحفر التي تؤذي السيارة، وتكبدنا مبالغ باهظة لصيانة السيارة»، وأشار إلي أن أرقي الشوارع بالمدينة والطرق الرئيسة لم تسلم من الحفر والمطبات . ويقول المهندس صديق الصديق عثمان إن التصدع والتردي الذي أصاب العديد من طرق العاصمة كان متوقعاً، لأن عمليات السفلتة لم تكن بالمواصفات المطلوبة، حيث جانبها العمل السليم في صناعة الطرق، وكل الطبقات التي تم وضعها كانت غير مستوفية للشروط، خاصة الاسفلت الذي جاء سمكه أقل بكثير من المعايير المطلوبة في طرق تعاني كثافة مررية. ويؤكد المهندس صديق ضرورة مراعاة الشروط المطلوبة في تشييد الطرق وإعادة تأهيل وصيانة كل الطرق التي تم تشييدها خلال الفترة الماضية، خاصة تلك التي وضح جلياً افتقادها للمعابر والجسور المطلوب توفرها لمواجهة ظروف الخريف. ويؤكد المهندس المعماري محمد هاشم أن طبقات الأسفلت في معظم شوارع الأحياء القديمة والجديدة رديئة ومحدودة الصلاحية وسريعا ما تتشقق بعد فترة وجيزة من تنفيذها، إما بسبب نزيف مياه البيارات المحملة بمواد النظافة المشبعة بالعناصر الكيميائية، أو بسبب حفريات المؤسسات والشركات التي تقوم بتنفيذ المشروعات الإنمائية، وبالتالي فلا غرابة في تهالكها واندثارها .