الخرطوم: خديجة - عايدة فاطمة: احتج مواطنو منطقة مرابيع الشريف بشرق النيل يوم اول من امس على ما وصفوه بتجاهل الحكومة للاضرار المادية البالغة التي لحقت بهم في اعقاب السيول والامطار التي ادت الى انهيار آلاف المنازل وقد قامت اعداد من المحتجين بقفل الطريق القومي بشرق النيل امام حركة المرور ما ادى الى تدخل الشرطة التي اطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. «الصحافة» انتقلت ظهر اول من امس لمرابيع الشريف حيث كانت هنالك اكثر من سيارة تابعة لشرطة مكافحة الشغب، كانت مخلفات احداث امس واضحة وتتمثل في بقايا الاطارات المحروقة كما كانت هنالك بقايا دراجة بخارية.. عند هذه الآثار انعطفت سيارة الصحافة التي كانت تستهدف مجموعة من المواطنين للحديث حول الاحداث وكان الاستاذ محمد فقيري المعلم بمدرسة المرابيع الثانوية المشتركة اول من تحدث الينا كاشفا عن الاحداث حيث قال ان الاهالي يعتقدون بان التعاطي الرسمي للحكومة مع الاحداث لم يكن بالصورة المطلوبة ولا بمستوى الكارثة التي تعرضت لها المنطقة حيث لا زال هنالك اعداد من الاسر التي تلتحف السماء ولم تجد حتى الآن من اسباب الايواء ما يقيها حرارة الشمس ولا يقيها المطر اذ لم ينل هؤلاء شيئا من ادوات الايواء سواء خيم او مشمعات او غيره وحتى المواد الاستهلاكية التي وعدت الحكومة بتقديمها فقد كانت قليلة جدا وتقدم لاناس دون غيرهم بالمنطقة واشار محمد فقيري الى ان بعض معينات الايواء من الخيم كانت خفيفة ولا تقي من الامطار، وبشأن الاحتجاجات التي قامت بها مجموعة الشباب فيرى فقيري بانها ليست منهجا حضاريا وانما كانت بمثابة الرفض من قبل الشباب لتجاهل الجهات المعنية للكارثة التي احاقت بذويهم واصفا قطع الطريق بالحرابة التي يرفضها الدين وكان يمكن للشباب ايصال رفضهم واحتجاجهم بلافتات يكتبون فيها مطالبهم. المواطن مصطفى حسن عبدالله وهو من المتأثرين اذ انهار منزله كليا ويسكن حاليا مع جيرانه في خيمة واحدة تحدث محتجا على عدم توفير مقومات الايواء لكل اسرة فقدت منزلها مستدلا بشراكته في خيمة واحدة مع جيرانه ويرى بان ذلك توجه مناهض للدين وبشأن الاغاثة قال مصطفى حسن إن معظم الاغاثة التي تلقاها المتأثرون جاءت من المنظمات والخيرين وليس من الحكومة وخلص مصطفى الى ان الهدف من الاحتجاج وقفل الطريق هو لايصال صوتهم للحكومة لتوفير الاساسيات من الحمامات والايواء. عكاشة حسين شاب في الخامسة والعشرين من العمر وجدناه وقد لف ساعده ما يعني تعرضه لحادث ما قال ان السبب الرئيس الذي جعلهم يتظاهرون هو ان الحكومة تجاهلت تنفيذ ما وعدت به الاهالي بالمنطقة من فتح المصارف وبناء المساجد والمدارس التي انهارت. واضاف ان المتظاهرين قاموا بقفل الطريق لانه هو السبب الرئيس في عدم تصريف مياه الوادي ما ادى الى انهيار المنازل والحاق الضرر بمنطقة المرابيع واكد عكاشة انهم طالبوا الحكومة بفتح ستة كباري وان لم تقم بذلك فانهم سيجدون انفسهم مضطرين لاغلاق الطريق حتى يتم تنفيذ مطالبهم العادلة، واوضح عكاشة ان الدعم والاغاثة المقدمة من دول الخارج لم تصلهم اذ تم تخزينها بالمخازن وانه الى الآن لم يصلهم اي دعم من قبل الحكومة وان الدعم الذي وصلهم كان من المؤسسات والمنظمات الخيرية. من جانبها تحدثت احدى المواطنات التي طلبت حجب اسمها قائلة بان السبب في المظاهرات هو عدم وصول الايواء من خيم وغيره اذ لم يتم توزيع كميات كافية لكل المتأثرين وطالبت بتوفير الناموسيات والبطاطين واصحاح البيئة خاصة في ظل ارتفاع معدلات الاصابة بالاسهالات بين الاطفال كاشفة ان سيارات الرش جاءت للمنطقة مرة واحدة ولم تقض على الباعوض والذباب وبشأن الاحداث التي شهدتها المنطقة اول من امس قالت بان استخدام الغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة ادى الى حالات اختناق وضيق في التنفس بين الاطفال خاصة في الاحياء القريبة من الشارع الذي شهد الاحداث. المواطن الناجي سليم قال للصحافة ان والي الخرطوم لم يلتزم بوعده الذي قطعه في يوم العيد والخاص بالاستجابة لكل مطالب الاهالي من تعويض للمتأثرين الى اعادة تخطيط المنطقة واشار الناجي الى ان بعض الاسر افتقرت حتى للاسرة كما ان الاحداث صاحبها ارتفاع جنوني في الاسعار ولم يجد التجار الردع الكافي من السلطات وقال الناجي ان معظم الدعم من الايواء وفرته جمعية الهلال الاحمر منتقدا قيام سلطات المحلية بالاستيلاء على الخيم التي وفرها الهلال مشيرا الى ان ما قدمته الحكومة للمواطنين ليس سوى صفر كبير علي حد قوله . علاء الدين عبدالرحيم المعلم بمدارس مرابيع الشريف قال انه من الطبيعي ان يتظاهر اهل المنطقة طالما لم يجدوا تجاوبا من الحكومة ماضيا للقول بان الاهالي كانوا يعولون على الحكومة في جبر ما لحق بهم من اضرار بالغة لكنهم اصيبوا بحالة من الصدمة في اعقاب تجاهل السلطات لامر الايواء والصحة العامة وكشف علاء الدين ان المدرسة قد لحقت بها اضرار بالغة مطالبا باعادة بناء المدرسة التي لم يتبق منها غير فصل واحد اضافة الى توفير المعينات والاجلاس والكتاب المدرسي مشيدا بديوان الزكاة الذي وفر زيا مدرسيا وكراسات. المواطن ابراهيم علي محمد تحدث بشيء من الانفعال قائلا بان الوالي الذي زار المنطقة في اول ايام العيد وخاطب الاهالي ملتزما بحفر وبناء مراحيض غير اننا لم نر شيئا حتى اليوم كما لم نتلق اي شيء من الحكومة مواصلا حديثه: نحن لسنا بجائعين ولا ننتظر الاكل بل نحتاج للاشياء التي لا غني عنها من حفر لدورات المياه واصلاح المدارس وانشاء وفتح المصارف وتشييد الجسور لتصريف المياه اسفل الطريق القومي، وعن المظاهرات التي حدثت انتقد ابراهيم علي استخدام الغاز المسيل للدموع بالقرب من المنازل مشيرا الى وفاة احدى المواطنات كما حدثت حالة اختناق لاحد كبار السن ولكن تم تدارك الموقف وانقاذ الرجل. خلاصة ما ذهب اليه اهالي منطقة المرابيع اتهامهم للحكومة بتجاهل قضيتهم والتراجع عن كل ما سبق والتزمت به من توفير للايواء والمساعدة في تشييد دورات المياه واصحاح البيئة وفتح المصارف على الطريق القومي واعادة تشييد المدارس كما يرى الاهالي بان الحكومة لم تساهم في توفير المواد الغذائية بل انها قامت بالحجز على ما وفرته المنظمات والدول الاجنبية من اسباب ايواء واغذية.