مدّ الله عز وجل ارض السودان بنعم كثيرة تستوجب الشكر والحمد وخص شعب السودان بطبيعة خلابة واثار تاريخية ومعالم سياحية متفردة وخالدة تجعله ذا مكانة خاصة بين الدول ومن ابرز الهبات الالهية «مقرن النيلين» العظيم ونقطة تلاقي النيل الابيض الهادي والنيل الازرق الهادر التي تعد قبلة للسائحين الذين يزورونها من مشارق الارض ومغاربها ليشاهدون قصة العناق النادر ويلتقطون له احلى الصور التذكارية . وظل مقرن النيلين ملهماً لاهل الادب والطرب فانسابت في وصفه أرق الكلمات وأعذب الألحان وأجمل الأغنيات، وقال عنه ادريس جماع «وعربد الازرق الدفاق وامتزجا روحاً كما مزج الصهباء نشوان» ، ومهدي محمد سعيد «زهى مقرنُ النيلين هيمانَ ضاحكاً تداعبه الأنسامُ من كل وجهة» ، وغني له أحمد المصطفى «كيف يا وديع في الملتقى شوف الطبيعة ورونقه نيلينا كيف متعانقة» ، وجمال فرفور «في مقرن النيلين لاقيت اخو البدرين اتقابلوا النيلين في روح صديقه»، و«أكون جالس مع الطيبين هناك في مقرن النيلين »، وقال الكابلي «يشيلك فوق وسط عينين يوديك مقرن النيلين»، وفرح بالمقرن خليل فرح وقال «عدت سالم قول وانت عالق مقرن النيلين كيلو كام» ، وعند زيارة الأديب عباس محمود العقاد للمقرن كتب«تفسير حلمي بالجزيرة، وقفتي بالمقرن حلمان حظهما خيال دون حظ الأعين»، واحتفى بالمقرن الشاعر صلاح عبد الصبور وغني له مع الفنان سيد خليفة «فهذا الأزرق العاتي تدفق خالدا حرا وهذا الأبيض الهادي يضم الأزرق الصدرا ولا هذي و لا تلك و لا الدنيا بما فيها تساوي ملتقى النيلين في الخرطوم ياسمرا ». واتفقت ولاية الخرطوم ومنظمة الشهيد اخيرا على ترحيل كل آلاليات والالعاب وازالة المباني القائمة بمنتزه المقرن حتى يستطيع كل زائر أن يطلع منها على منطقة اقتران النهرين .