يصبح النقد الادبي والمسرحي وسيلة من الوسائل المهمة لخلق حركة ثقافية معاناة.. وسيكون من قبيل الحديث البدهي ان نعيد القول ان النقد الباني يبقى واحدا من أهم الآليات لبناء حياة ثقافية معافاة تليق بالسودان وتراثه وتنوعه الثقافي. وقد اسعدني ان اتابع خلال الاسابيع الماضية ما صدر خلال منتديات، تناولت بشيء من الصراحة التي هي ضرورية راهن حركة الادب وراهن حركة المسرح.. كما قرأنا من خلال الصحف مساهمات نقدية تناولت بصراحة متناهية وضع المسرح القومي مهرجان البقعة المؤسسية الاكاديمية علاقة الدولة بالمسرح، وما صرفته عليه ، ولماذا لم تشهد الحركة المسرحية نهوضاً يوازي حجم الصرف الذي تحدث عنه المتحدثون؟!. كما تناولت بعض الأوراق اسئلة من طراز: ما هي مبادرات اهل المسرح تجاه قضايا الوطن الراهنة؟ وماذا صنع المثقفون (والمسرحيون) من أجل أن تكون الوحدة الجاذبة؟. وليس أمامنا الا ان نرحب بكل السجالات وان نتمسك بقواعد «اللعب النظيف» كما يقول أهل الرياضة، والعصر هذا يتسم بأنه عصر الحوار، والتفاعل بين الثقافات المختلفة.. وليس من بد ان تكون هناك مواجهات ساخنة ولكن في حدود اللياقة واللباقة، فيجب ان نتمسك بنظافة الكلمة، وألا نجعل القلم يمشي بعيدا في دروب الهجاء. والنقد هو الذي يفتح الابواب امام المبدعين لتناول ما اضافوه او اخفقوا فيه، ولهذا فان النقد ونقد النقد، هو الذي يضفي حيوية على ساحتنا الثقافية، وتظل المنابر الحالية، والتي ستجيء مستقبلاً كوة تطل منها على المتلقي.