البطانة : عمار الضو: اشتكى رعاة ومربو ماشية من تدهور البيئة الرعوية وانعدام الكلأ والعشب الرعوي بمنطقة البطانة بولاية القضارف بعد انتشار عملية التعدين الاهلي عن الذهب، حيث بات يهدد وجود اكثر من «7» ملايين رأس من الماشية بالولاية والولايات المجاورة بجانب وجود عدد من الظواهر السالبة التي تهدد استقرار الرعاة من سلب ونهب واختلاط مياه الحفائر والآبار بمخلفات التعدين من الزئبق وغسيل المعادن. وأكد الامين العام لاتحاد الرعاة بالقضارف ابراهيم ادريس، بان كل المساحات الرعوية الممتدة في منطقة البطانة تأثرت بعمليات التعدين والبحث عن الذهب، وزاد: الحفر العشوائي خلف الكثير من البرك والمستنقعات ،كما تسببت مياه التعدين العشوائي في نفوق الماشية وإصابتها بكسور وتأثرت 25% من المساحات الرعوية وأصبحت «7» ملايين رأس من الماشية مهددة بالنفوق بعد أن اتجه الرعاة للعمل في التعدين الاهلي برواتب تصل الي اكثر من «1500» جنيه في الشهر حيث كان الراعي يتقاضى راتبا قدره «300» جنيه في الشهر، وطالب ادريس الدولة ووزارة الثروة الحيوانية بالتدخل والحفاظ علي المرعي بتقنين عمليات التعدين ووقف القطع الجائر للغابات والتقليل من الرسوم والجبايات المفروضة، مشيراً الي ان ما يتم تحصيله من الرعاة اعلى ضريبة في السودان حيث يفرض مبلغ «10» جنيهات على الرأس من الابل والبقر و«4» جنيهات للضأن ولا تقدم أي خدمات للرعاة. من ناحيتة وجه رئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية بمجلس تشريعي ولاية القضارف مصطفى الطيب ،انتقادات حادة لحكومة الولاية لتجاهلها قضايا الرعاة والصمت عن تعديات المنقبين في مناطق الرعي بالبطانة عبر التعدين الاهلي الذي بدأ شمال أقصي البطانة وانتقل تدريجياً الي جنوبها وخلف آثاراً سالبة علي البيئة والمراعي بصفة عامة أدت الي اقتلاع الاشجار الموجودة بالبطانة وتعرية التربة، بجانب وجود حفر عميقة تحتفظ بالمياه الملوثة وبقايا النفايات، وأصبحت من أكبر المهددات للماشية وعملية الرعي بعد اختلاطها بالزئبق وقال الطيب ان وجود العمالة غير المقننة وتفشي المخدرات والخمور حتى خط «14.45» نهاية البطانة مع ولاية نهر النيل اصبح أكبر مهدد لوجود الحيوان خاصة القادم من الولايات المجاورة ، مشيراً الي انحسار عمليات الرعي بانخفاض نسبة وجود الحيوان داخل المرعي بعد التعدين الاهلي الي «2» مليون رأس لقلة سعة المرعي، وطالب رئيس لجنة الثروة الحيوانية والزراعة بالبرلمان الولائي باعادة تأهيل المراعي بالبطانة وتجفيف البرك والمستنقعات ونثر البذور وإيقاف الزراعة شمال خط المرعي للحفاظ علي الغطاء الغابي المتبقي في البطانة بجانب تقنين الزراعة في البلدات والوديان. فيما طالب احد قيادات الادارة الاهلية بالصباغ بضرورة توظيف ايرادات التعدين لتطوير الصحة والتعليم حيث تعاني محلية الصباغ من عدم وجود اختصاصيين خاصة في امراض النساء والتوليد والأطفال والباطنية والجراحة، وقال ان المواطن يتلقي العلاج بحلفا والقضارف وشدد علي ضرورة حسم النزاعات القبلية بين اهالي القرى الذين يعتقدون ان الارض التي يوجد بها الذهب ملكيتهم، رغم ان المحلية خصصت نسبة 10% من عمليات التنقيب لتدفع لأصحاب الارض ،وكشف عن الرسوم علي عمليات التنقيب تبلغ «500» جنيه علي البئر الواحدة و «10» جنيهات لجوال الحجر و«100» جنيه للبوكلن في اليوم الواحد ما ادى الي خلق عملية تنافس وسط المنقبين حول مواقع وجود الذهب والتعدين ،ودعا القيادي بالإدارة الاهلية بالبطانة الذي فضل حجب اسمه تخصيص جزء من عائدات التنقيب لاستجلاب اختصاصيين وفتح عدد من الوحدات الصحية والمستشفيات.