عندما جاء (المدنيون) بخيلهم وخيلائهم وأحزاب الفكة وتجمع الموهوميين (وبركوا) أمام القيادة العامة ولم يذهبوا (لمعمل استاك) بتنسيق كامل شامل وتخطيط مجمل ومفصّل مع مفاصل سلطة الرئيس البشير من صلاح قوش وجوقته أرادوا للجيش أن يعزل الرئيس وينهي حكم الإنقاذ.. وقد قام الجيش بذلك وأنهى حقبة الإنقاذ التي دامت ثلاثين عاماً لتبدأ دوائر التآمر الإقليمي في رسم بقية المخطط عبر أذرعها الرئيسية في القحاطة الذي نصبوا أنفسهم أوصياء على التغيير.. ظهر المكون العسكري والمكون المدني ولكن سرعان ما انقسم المكون المدني وخرجت عن القحاطة الكتلة الديمقراطية وما هي إلا أسابيع إلا وبدأ الانقسام في المكون العسكري بتزكية ودفع خارجي وداخلي حثيث حتى وصل محطة الإطاري.. أصبح الناتج مكونين عسكريين ومكونين مدنيين في أولى فصول الحرب والتي كانت هي انقلاب عسكري كامل الدسم وليس هناك من طلقة أولى ولا يحزنون ولا كيزان ولا طرف ثالث وهذا كله (سواقة بالخلا) وذر للرماد في العيون فالانقلاب قام به قائد المليشيا تنسيقاً مع أحزاب الإطاري (تأسيس وصمود).. كان الهدف من خلال المواكب التي تلت انحياز الجيش وإنهاء حقبة الإنقاذ استهدافه واستفزازه والتقليل من شأنه ورميه بكل قبيح القول وكيل السباب له وأنه جيش الإسلاميين وجيش علي كرتي وغيرها لإحلال المليشيا مكانه وحله عبر ما عرف (بإصلاح المؤسسة العسكرية).. لاحقاً وبعد تماهى القحاطة مع الجنجويد قام الهالك قائد المليشيا بتدريب عناصر أحزاب قحط تدريب عسكري كامل بمعسكرات المليشيا وتخرج منهم المئات والكشوفات كلها معلومة لأولئك الذين تم تدريبهم.. قبيل انطلاق الحرب كانت قوائم العسكريين (والكيزان) وكل داعم للجيش موجودة ومرصودة في كل أحياء الخرطوم ومن ذات القوى التي تناصب الجيش العداء وتركهه كراهية التحريم.. وما أن فشل الانقلاب واتجهت المليشيا للخطة (ب) ظهرت كوادر قحط (إلا من رحم الله) وهي ترشد وتعتقل وتشير لمنازل النظاميين حتى المعاشيين والذين غادروا القوات المسلحة قبل عشرات السنين.. لاحقاً جداً ظهر هؤلاء وفي وضح النهار (كمتعاونين) وبكل بجاحة من ذات هذه القوى التي تناصب الجيش العداء ولبس بعضهم (الكدمول على عينك يا تاجر).. لذا كان التحذير من هؤلاء المتعاونين والذي أمنوا بعد تحرير المدن والقرى ولم يقدّم منهم للمحاكمات إلا القليل جداً ولأسباب غير مقنعة مطلقاً أمس وبكل بجاحة وصفاقة وقلة أدب سياسية (وصعلكة) قام هؤلاء الجنجويد والمتعاونيين والخلايا النائمة (كلهم سواء) بتظاهرات لإحياء ذكرى ثورة ديسمبر وقد كانوا غياباً العام الماضي والذي سبقه لأن بعضهم كانوا يقاتلون سراً وجهراً مع الجنجويد.. على الأجهزة الأمنية ألا تتورع عن حسم هؤلاء الشرذمة والذين يجب أن يحاكموا فهم والجنجويد سواءً والتاريخ القريب وواقع الحال الذي سقته يقول بذلك وبلا أي (مواربة) وما تأسيس وصمود عنكم ببعيد.. ليس هناك من ثورة ولا احتفال بها في ظل هذا الظرف الدقيق والبلد (تنتقص) من أطرافها والقتال مستعر في كردفان وتخوم دارفور والشهداء يسقطون صباح مساء.. هذا (ترف سياسي) لا محل له من الإعراب ومن ذات القوى التي تعلمونها جيداً والتي كل انجازاتها ونجاحاتها تعتمد على (اللساتك) واشعالها حريقاً يحقق مجدها.. كل هذا مؤجل ولا مكان لأي تظاهرات سياسية في الوقت الراهن ولكن بعد نهاية الحرب وسحق الجنجويد لكل حدثٍ حديث ولكن في الوقت الراهن يجب ضرب هؤلاء بيدٍ من حديد ولا مجد إلا للبندقية.