الخرطوم: عاصم : اتصل علي شقيقي حوالي الساعة الثالثة ظهرا وقال لي انه وصل الى المنزل بالفتيحاب مربع 19 فقلت له الان انا انوي التحرك من الخرطوم الى الفتيحاب، فقال لي أسلك طريق كوبري النيل الابيض القديم ولاتأتي بالجديد الذى يقابل الفتيحاب لان المنطقة غير آمنة ويمكن ان تتعرض سيارتك الى تهشيم من قبل المتظاهرين .حوالى الساعة الرابعة عصرا تحركت انا وزملائي صوب أمدرمان خاصة الذين يقطنون بالفتيحاب المربعات واتجهنا نحو أمدرمان عبر الكوبري القديم «النيل الابيض».كانت الطرقات هادئة الا من بعض المارة الذين يعبرون «كداري « الى منازلهم لان حركة المواصلات متوقفة نوعا ما الا من بعض السيارات الخاصة التي تجود على بعضهم «فضل ظهر» ، كانت الامور تسير على ما يرام من الخرطوم مرورا بطريق الجامعة والى قاعة الصداقة ومن ثم الى الكوبري كل شئ على مايرام وما ان وصلنا الى قصر الشباب والاطفال ونحن على اعتاب حي بانت الا وظهرت لنا مجموعة من المتظاهرين يقفلون الطريق ويحرقون اللساتك على الطريق فاتجهت كل السيارات عبر الطرق الجانبية المؤدية الى حي بانت شرق ومنها الى حي الضباط ومن ثم انعطفنا غربا للوصول الى حي بانت غرب بالقرب من استاد الموردة، وكان طريق الاربعين يشتعل نارا لاتوجد سيارة تسير به الا من المارة فقط الذين يأخذون حذرهم ، والملاحظ ان النار مشتعلة ولاتدري من اشعلها بل يقول المواطنون ان بعضا ممن يركبون الركشات يأتون في غفلة ويشعلون النار في بعض المواقع وينسحبون الامر الذى جعل كل الدكاكين المطلة على شارع الاربعين تقفل أبوابها حماية لممتلكاتهم وأنفسهم. في بانت غرب: نحن نسير داخل بانت غرب حتى الطرقات الداخلية ممتلئة بالسيارات مما شكل صدمة للمواطنين خوفا على ابنائهم من الحوادث، خاصة وان تلك الطرقات تضيق نوعا ما ولكن برغم ذلك فان الكل يريد ان يصل الى منزله مهما كلفه الامر . وحتى نصل الى مبتغانا دلفنا الى الطريق الرابط ما بين بانت غرب والمهندسين الذى قلت فيه الحوادث والمظاهرات لانها تركزت حول صينية بانت ومن ثم دخلنا عبر الطرقات الداخلية لمدينة المهندسين ومنها انطلقنا الى المربعات التى كانت آمنة نوعا ما وذلك بعد ان تحفظنا في السير عبر الاسفلت الا ان بعض المواطنين قالوا لنا ان الطريق آمن فاذهبوا ولا تخشوا شيئا . قبل وصولنا الى منازلنا كانت اتصالات الأسرة تتكرر بصورة كبيرة تسأل عن وجهتنا فكنا نطمئنهم علينا ونحدد لهم مسارنا وفق تصرفنا . وبعد ان وصلنا كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف يعني هذا اننا استغرقنا حوالي الساعة والنصف لوصولنا من الخرطوم الى المربعات . هدأت بعد ذلك الامور نوعا ما ولم يكن هنالك شئ يحدث او حدث في الحال الا ان المواطنين اتجهوا بعدها الى البحث عن الأكل والشرب من الدكاكين المجاورة للسكن «داخل الحي» في ظل الزحمة الكبيرة والصفوف الطويلة للحصول على الرغيف والطعمية والدقيق وكان سوق مربع 15 يعج بالامهات للحصول على الدقيق من الطاحونة واستمر الامر حتى الساعة التاسعة مساء بحثا على الدقيق خاصة وان الفرن قد اغلق ابوابه دون أي سبب . تفلتات في المربعات : في حوالي الساعة الثانية عشرة ليلا في المربعات حدثت بعض التفلتات من بعض الشباب المتظاهرين وحدثت المطاردات الليلية داخل الاحياء وسمعنا اصوات طلق ناري متكرر اثناء ذلك الليل وكثير من الأسر تخوفت على ابنائها من طلقات نارية طائشة ونحن منهم فكل من ينام خارج المنزل دخل الى داخل الغرفة لمزيد من الأمان . وحتى السيارات لم تسلم بل استطاع اهلها الذهاب بها الى مسجد الحي الذى به ساحة كبيرة احتمت فيها السيارات. اصبح الجميع بالامس وكل منهم يسأل جاره إن شاء الله مافى عوجة فاطمأن الجميع على بعضهم البعض وحكوا قصصا قالوا فيها ان الذي يحدث غير منطقي فما هو ذنب المواطنين في ذلك، داعين الى اهمية التصرف بوعي في مثل هذه الاحداث، مبينين ان المواطن هو من يتضرر من ذلك فمثلا حينما تغلق المحال التجارية والافران والاسواق فان المتضرر هو المواطن، وقالوا من هو المواطن هو الجار والابن والولد والوالد ولذلك لابد من التوعية بخطورة هذا الامر. فى جولة «للصحافة «بمواقع الاحداث في منطقة أمدرمان «بانت. المهندسين . المربعات «قال عدد من المواطنين ان العنف مرفوض تماما خاصة وان الاحداث اغلقت الكثير من المحال التجارية واوقفت حركة المواصلات كما انها اودت بحياة بعض الطلاب والمواطنين الذين لاذنب لهم ، فقال احدهم حدث ضرب وقتل ونهب لبعض الدكاكين. وقالوا هذا مرفوض وكفاية فوضى . قبالة شارع الأربعين : في شارع الاربعين قبالة بانت كانت الحركة عادية ليوم امس فالشارع يبدو نظيفا والحركة فيه سريعة جدا لخلوه من السيارات والمارة ، فبرغم التحفظ الكبير من المواطنين الا ان الغالبية مرتاحون قليلا لما شهدوه يوم امس الاول من حرائق واتلاف للممتلكات وتوقف البيع والشراء، ويقول المواطنون انهم اليوم «امس» ليس هنالك من ذهب الى مقر عمله الكل في انتظار ما تسفر عنه الاحداث في ظل الحديث عن تجدد المظاهرات وان الاطفال في اجازة فنحن نخاف عليهم من الحركة في الشوارع فيحدث ما لم يحمد عقباه ، ولذلك فان الغالبية العظمى من السكان لم يذهبوا الى العمل خشية ان تتجدد المظاهرات ولن نجد طريقة للعودة مرة اخرى الى المنازل بجانب الخوف من ان يطال المنازل أي خراب . اما في الطريق الواصل بين بانت والمهندسين فان الحركة عادية لان الطريق مطل على سلاح المهندسين يعد من اكثر الطرق أمنا وأمانا لاتوجد به أي مظاهر لانفلات او حرق لساتك او كسر لدكاكين اوأي شئ من هذا القبيل، بل وجدنا الطلمبات تعمل بها زحمة عربات وصفوف طويلة تنظمها بعض القوات النظامية حسما لبعض المشادات الكلامية التي قد تحدث بين المواطنين . مابين المهندسين والفتيحاب: وفي الطريق الذي يفصل بين المهندسين من ناحية الجنوب والفتيحاب تكثر فيه مخلفات اللساتك والمخلفات الاخرى من حجارة واتربة وكل ما يعيق سير المواطنين والسيارات، بل انه الطريق الوحيد المؤدي الى كل الفتيحاب ومن ثم الى الصالحة وقراها المتعددة هذا الطريق كان ضحية المتظاهرين توقفت فيه الحركة تماما امس الاول بل واصبح اليوم «امس» شبه خالٍ من الحركة والمرور، واقفلت الدكاكين التى تقابله من الناحية الجنوبية التى تعمل في مجال اسبيرات السيارات وصيانتها ولذلك فانه يعد شريانا حيويا بمعنى الكلمة ومنه الى محطة سراج التى شهدت اسوأ حدث في تاريخها بعد احداث خليل، فقد تم احراق المركز الاستهلاكى للبيع المخفض بالكامل وبعض اكشاك بيع الصحف والخضروات كما تم تخريب الطلمبة التى تجاور الطريق الا انه لم يتم حرقها بل اتلفت بعض ماكيناتها تماما في ظل ذهول كبير من المارة. ونواصل..