الخرطوم: عمر الكردفاني: تعرف السياسة انها فن الممكن ورغم ما للدبلوماسية من صيت في براعة «اللعب بالبيضة والحجر» الا انها تعتبر احد روافد السياسة ومنها تستمد قوتها وبراعتها في البراغماتية لذلك ينحاز جمهور الناخبين دائما للسياسي عند مثولهم امام صناديق الاقتراع. اول تشكيل وزاري بعد الانتخابات الماضية غلب عليه عنصر الساسة الا انه مني بالكثير من الانتقادات خاصة من حيث كم الوزراء ووزراء الدولة وسرعان ما قام رئيس الجمهورية بتشكيل اخر غلب عليه التكنوقراط وهو الذي اتى لاول مرة بمثقف الى وزارة الثقافة «السموأل» وقانوني الى وزارة العدل ومصرفي الى وزارة المالية وبروفسير في نظم المعلومات الى وزارة العلوم والاتصالات الا ان سياسة التقشف عصفت بمعظم التكنوقراط وابقت على من برعوا في المزج بين السياسة والتخصص. بات في حكم المؤكد ان يتم تشكيل وزاري جديد في الايام القادمة وبما ان الانتخابات على الابواب فان الكفة تكاد ترجح بين الساسة والتكنوقراط حيث سيعمل المؤتمر الوطني والاحزاب الحليفة على تقديم اصحاب الانجازات الواضحة الى سدة الوزارات دون الاخلال بمبدأ التقشف لذلك كان سؤالنا المطروح ذا بعد واحد فقط : الى من تميل الكفة بنصيب الاسد في الحكومة القادمة الساسة ام التكنوقراط؟ عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي يرى انه في ظل التحديات الماثلة والتنوع الذي حدث استصحابا للتشكيلات السابقة والتجارب ان التشكيل القادم يجب ان يأتي بما يمكن تسميته بثمرة كل ما سبق وان ينبني على تقليص السالب والاتيان بالموجب وعن المفاضلة بين الساسة والتكنوقراط يرى ربيع ان الامر ليس على اطلاقه بل يجب ان يتم الامر بلا تمييز بل بمستوى الاداء ونسبة النجاح مشيرا الى امر الشباب ومعيار الاختيار من بينهم خاصة القدرة على اختراق القضايا القومية المختلفة وفقا لما يوكل اليهم من مهام وان يكون المعني مناسبا حسب مؤهلاته وقدراته وفي سؤال عن الاحزاب الحليفة وموقف حزب الامة الذي صرح رئيسه انه لن يرضي بغير «المطايب» قال د.ربيع : اولا من الخطأ اعتبار الوزارة انها من المطايب لانها تكليف وليس تشريف وهي مسؤولية وثقل ينبغي النظر اليه كمسؤولية جسيمة على المرء ان يؤديها كواجب حتمي لمصلحة الشعب والوطن ومراعاة لمرضاة الله فاذا تحولت الى «مطايب» فعلى السودان السلام وزير الدولة بالداخلية بابكر احمد دقنة رئيس حزب الامة المتحد سألناه عن موقف وموقع الاحزاب الحليفة مع الوطني فقال كان المؤتمر الوطني لن يتخلى عن الاحزاب الحليفة كاضافة حقيقية رسخت للحراك الديموقراطي الا انه اكد انه لم تجر اى مشاورات حتى الان لتشكيل وزاري وشيك اما عن المقارنة بين الساسة والتكنوقراط فيرى دقنة ان النجاح يرتبط بالفرد وليس بالتخصص فاذا كان فاعلا ومبادرا كان النجاح حليفه وضرب مثالا لما صرح به الرئيس السابق جعفر نميري بأن افضل وزير صحة مر عليه هو ابو القاسم محمد ابراهيم وعن التكنوقراط قال دقنة انهم عادة كأكاديميين يوكل اليهم امر ادارة الوزارات كوكلاء ويأتي السياسي وفق معايير قد تخضع للموازنات المختلفة واشار دقنة ان ذلك لا يمنع ان ينجح الاكاديمي كوزير او خلاف ذلك حسب رؤية الفرد وانجازاته قد يطول الامر في المفاضلة بين الساسة والتكنوقراط في التشكيل الوزاري الجديد خاصة بعد ان قام رئيس الجمهورية بتوسيع ماعون الاختيار بالورقة الشهيرة وهو تصرف ديموقراطي سديد الا انه اصطدم حسب المراقبين بالاهواء الشخصية والموازنات غير ذات السداد ما اخر التشكيل حتى الان. الا ان الامر شبه المؤكد ان المؤتمر الوطني وحلفاءه امام تحد كبير في كسب رضا الناخب في الانتخابات القادمة والمفاجأة التى يمكن ان تحدث هو الاختراق الذي حدث بين الوطني والامة من جهة والوطني والشعبي من جهة اخرى ما سيتيح للوطني الفرصة الاكبر لتوسيع المشاركة وبالتالى ربما امتصت الخطوة غضب الشارع الذي انفجر الشهر الماضي وربما اتى بلاعبين جدد لتجديد دماء حكومته التى طالها الانتقاد جراء غياب الشباب ومكوث الكثير من الشيوخ ان صح التعبير في سدة الوزارات ردحا من الزمان.