عقد في القاهرة ملتقى احسبه من اهم الملتقيات الثقافية التي عقدت في السنوات الاخيرة.. ففيه نوقشت قضية الثقافات الافريقية في تفاعلها مع تحديات عصر العولمة وفي هذا استعادة للدور التاريخي الذي لعبته مصر في دعم حركات التحرر والنهوض الافريقي في فترات سابقة من تاريخها. وفي هذا ايضا احياء لروح التعاون العربي الافريقي التي برزت بعد حرب اكتوبر 3791 والوقفة القوية لافريقيا في نصرة الحق العربي، ومحاولة وضع اسس للتعاون العربي الافريقي، واقيمت بعض المؤسسات هنا او هناك، ولكنها كعادة الاقطار العربية في تعاملها الآني مع القضايا المصيرية لم تنظر الى العلاقة بأفريقيا في بعدها الاستراتيجي وكان يمكن لعدد من المثقفين والمفكرين السودانيين ان يقدموا اضافة حقيقية لمثل هذا الملتقى من خلال جهدهم العلمي والاكاديمي ودراستهم للثقافات الافريقية، ولوضعية السودان كقطر فيه هذه الهوية الوطنية المزدوجة التي تمتح من نبعي العروبة والافريقانية، وباعتبار ان السودان من اكثر الاقطار العربية ملامسة للثقافات الافريقية التي تنمو وتزدهر على ارضه.. ومن الملاحظات هنا ان هناك مشاركة سودانية ضمن هذا البرنامج «فرقة ستونة للغناء الشعبي» السوداني وفرقة الطبول النوبية «مصر» وفرقة توشكي للفنون الشعبية، وفرقة ملوي للفنون الشعبية «مصر»، وكنت احسب ان فرقة الفنون الشعبية السودانية كانت قادرة على تقديم اضافة متميزة في مثل هذا التجمع الافريقي المهم. ونأمل ان يستدرك المسؤولون عن الثقافة في القطرين الشقيقين مثل هذا، وان تبقى المساهمة السودانية مقاربة لبعد السودان، وعلاقاته المتشابكة مع القارة الام، والوطن العربي الكبير.