اقتضت ظروف خاصة ان استغل احدي الحافلات من موقف بري عبر شارع الطابية حتي تقاطع شارع السيد عبدالرحمن وذلك في الرابعة من ظهر امس كنت اتوقع الوصول خلال عشر دقائق فقط فالمسافة لا تتجاوز الثلاث او اربع كيلومترات ولكني اضطريت للبقاء اكثر من خمس وثلاثين دقيقة بسبب الاختناق المروري ما يعني اننا ورغم الجهود التي بذلت مواجهون بالمزيد من الاختناق في ظل التدفق الراهن للسيارات نحو البلاد. ان الخرطوم أكبر تجمع حضري سكاني بالبلاد ومقر الحكومة الإتحادية وتزداد أهمية المدينة كل يوم لإرتياد المستثمرين لبلادنا وقد ادت السياسات المعيبة للدولة لجعل المدينة مركز الأنشطة التجارية والمالية ماجعل المستثمرين الاجانب ورجال الاعمال واصحاب البيوتات التجارية المختلفة يفضلونها علي غيرها من المدن والولايات، فباتت المدينة وجهة للهجرة الداخلية التى يهدف من خلالها المواطنون لتحسين المستوى المعيشى لاسرهم وتوفير التعليم لانجالهم فازداد عدد المواطنين وبرغم ان الاحصائيات الاخيرة قد اشارت الي ان عدد سكان الخرطوم قد بلغ (5،5) مليون نسمة الا ان العدد اكثر من ذلك. ان الحراك الناجم عن اكثر من خمسة ملايين ونصف المليون مواطن فى مركز العاصمة الذي يعود تاريخه الي اكثر من 80 عاماً في وقت لم يكن فيه عدد سكان المدينة يتجاوز المائتي الف دون مراعاة للنمو السكاني للمدينة اسهم في حالة التكدس المروري الذي صار يتعدى حتى ساعات الذروة الى أكثر من نصف ساعات اليوم كما هو الحال هذه الايام وذلك برغم الجهد الذي قامت به وزارة التخطيط العمراني التي شيدت اكثر من (3،500) كيلومتر اضافة الي (7) جسور علي النيل خلال العقد الماضي وهو جهد يحسه الجميع من مواطنين ووافدين بيد ان الصورة لا زالت ترسم المعاناة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد هذه الايام. ان حالة الاختناق التي تواجهها العاصمة تتطلب تدخل الحكومة بصورة مباشرة في اعادة الحياة للريف من خلال مشروعات التنمية المستدامة وتوفير المقومات الاساسية مثل خدمات الصحة والمياه والتعليم اضافة الي توفير الدعم المادي لولاية الخرطوم ما يمكنها من تنفيذ مشروعات الكباري العلوية في كثير من التقاطعات كما ان هنالك جانب السلوك البشري فلا زال السائقون فى كثيرمن الاحيان يوقفون مركباتهم بصورة خاطئة مثل الوقوف المزدوج مستقلين جزءا من الطريق العام او ما يسميه رجال المرور بحارات السريان ما يخلق الاختناق المرورى. أن معظم السائقين يفتقرون للسلوك الحضري فتجد احدهم يقود سيارته عكس إتجاه الحركة سواءً للتخطى أو الدخول إلى الجهة الأخرى من الشارع بحجة أن الفتحة التالية فى الجزيرة الوسطية بعيدة فيفعل ذلك إختصاراً للوقت فيزيد من الازدحام المرورى ويقلل من نسبة السلامة المرورية واذا تعرضت له بالنقد تغدو مادة لتهكمه هذا اذا لم يواجهك بسيل من السباب والقذف. [email protected]