قرية كضيبات والتي تتبع لمحلية المناقل بولاية الجزيرة يتجاوز عدد سكانها حوالي «4500» نسمة ويعتمد غالبية اهلها علي الزراعة بجانب التجارة، حيث يعاني اهلها الأمرين من تدهور الخدمات الصحية والخدمات العلاجية . حيث أصبحت حالات الزحام مشهداً مألوفاً امام «الشفخانة» التي تعاني من الضغط المتزايد وذلك لخدمتها لعدد كبير من اهل المناطق المجاورة وفوق كل ذلك يديرها «مساعد طبي واحد وفراش» في ظروف صعبة ونقص لكثير من الخدمات مما يدفع اهالي كضيبات والقري المجاورة الي الذهاب الي مستشفى المناقل الذي يبعد عن المنطقة حوالي 40 كيلو متر في طريق سيئ لايتحمله الانسان الصحيح فكيف بحال المريض. وتزداد المعاناة الصعبة في فصل الخريف والذي بات وشيكاً ليمكل فصول المأساة المتكرره كل عام، ليصبح الوصول الي مستشفى المناقل معاناة لا تطاق في ظل الطين والوحل، حيث تبداً رحلة البحث عن منفذ الي مدينة المناقل مركز الخدمات والمستشفى حيث تستغرق الرحلة التي لا تتعدي اكثر من نصف ساعة في الظروف العادية الي اكثر من خمس ساعات في فصل الخريف، بعد مجازفة من اصحاب المركبات في طريق عنوانه الخطر «الاسكيب» حيث السير السلحفائي علي ظهر الترع والكنارات والتي غالباً ما تؤدي الي كوارث وحوادث في زمن الطين والوحل والتي راح ضحيتها الكثيرون، وتمتد فصول المعاناة في حالات المطر الكثيف حيث تظل المنطقة في حالة عزلة تامة لاكثر من ثلاثة ايام في انتظار ان يمن الله علي اهل المنطقة بجفاف الارض المبتلة ومن ثم تبدأ محاولة البحث عن مسارات آمنة حيث السوق والمستشفى، والسؤال المنطقي ماهو الحل والخريف علي الابواب، الي متي يتم التعامل مع احتياجات اهل المنطقة بصورة جادة وقضايا هؤلاء المظاليم «ظلم الحسن والحسين» بعد ان جافت التنمية وابسط الخدمات الاساسية من صحة وتعليم مناطقهم، والي ذلك ومازالت اعمدة الكهرباء بلا اسلاك تنتظر الوعود التي لم يتم الوفاء بها الي الان في كثير من القري بعد ان دفعوا مستحقاتها من «القطن». اخيراً وبعد جهد كبير ومناشدات استمرت لزمن طويل بمنح اهل كضيبات والقري المجاورة لهم مركز صحي يخدمهم، استجاب أهل الشأن وصدقت السلطات الصحية بمحلية المناقل بمركز صحي لخدمة اهل المنطقة، وهي خطوة تأخرت كثيراً ولكنها رغم ذلك زرعت شيئا من الفرح في نفوس اهل المنطقة «وان أتت متأخرة خير من الا تأتي» ولكن التصديق وحده لا يفي بالغرض وهو بمثابة خطوة اولي وتبقي الاصعب فالمركز يحتاج الي تشييد والتكلفة تحتاج الي دعم عيني من الولاية والمحلية، فالمطلوب «سبعه عنابر وثلاثة مكاتب وسور خارجي ودورات مياه بجانب ميز الاطباء» واهالي المنطقة يناشدون بصورة مباشرة الوالي المنتخب الزبير بشير طه لتشييد الحلم الذي طال انتظاره حتي يعتق اهل المنطقة من المعاناة المتجددة كل عام في فصل الخريف بجانب الخيرين.