٭ تبقت شهور قلائل على شهر رمضان المعظم شهر الرحمة والمغفرة، وبدأت الاسر السودانية الرحلة الموسمية للترحيب بالشهر الفضيل والاستعداد لتوفير أدوات صناعة «الحلومر- والابري» وبعض الاسر النشطة بدأت بالفعل المهمة وعطرت الاجواء بروائحه المميزة. ٭ ما قادني لهذه المقدمة حال الدراما السودانية «الموسمية» التي دائماً ما تذكرنا ب «الحلومر» فلا تظهر الا في شهر رمضان، ومؤكد أن الأسر السودانية بدأت تجهيزاتها لرمضان، ولكن الفضائية السودانية اقصد «تلفزيون السودان» لم تعمل الى هذه اللحظة على إعداد برمجة خاصة بالدراما في الشهر الفضيل. ٭ لا نعول على تلفزيون السودان كثيراً في انتاج دراما سودانية لشهر رمضان القادم، لأن شماعة ضعف الامكانات واسطوانة الدراما مكلفة تعودنا عليها. وافضل أن تخلو الشاشة من أشباه «التمثيليات» المخجلة والهشة التي تصيب المشاهد بحالة من الاعياء والاحباط وهو يتنقل ب «الرموت كنترول» بين الفضائيات الأخرى ليرى البون الشاسع بيننا والآخرين. ٭ اقترب الشهر الفضيل ولكن لم نسمع بعمل درامي اكتمل لشهر رمضان، ونخشى أن تنتقل العدوى الى قناة «الشروق» التي تقدم «شيء من حتى» في موسم الحلومر، و«هارموني» مازالت تعيش حالة «طشاش»، اما قناة «النيل الازرق» فالبرغم من امكاناتها الكبيرة إلا أنها لم تقدم شيئاً للنهوض بالدراما التلفزيونية. ٭ «الحاج متذكر» فكرة متجددة لا يشوبها الملل، تعودنا عليها في اثير الاذاعة السودانية التي تمنحنا الحرية في تخيل المشاهد، لذلك تأتي المتعة، ولكن بعد اطلت من خلال التلفزيون فقدت بريقها واصبحت مملة، فلم يكن فيها اجتهاد، مما كشف ضعف الاخراج ورداءة التصوير والاضاءة الباهتة التي تشبه الى حد كبير «كشافات الحفلات» حيث للظل أكثر من نسخة. ٭ عبد الناصر الطائف مؤلف مبدع اعتمد على كوكبة مميزة من الممثلين ولذلك تكامل النجاح. ولكن اذا اراد ان يحافظ علي بريق «الحاج متذكر» عليه ان يبعدها عن التلفزيون، حتى ينصلح الحال وينعم الله على الدراما التلفزيونية بدعم سخي ومعينات عمل توفر النجاح، فحالة «نص الكم» التي تعيشها الدراما في البلاد لا تخرج من مضمون إهدار الوقت والجهد، ومضيعة للممثل السوداني الذي يعمل في ظروف قاسية ومعينات أشبه بالمعدومة. ٭ مجرد اقتراح للتلفزيون السوداني، ان يرجع الى أرشيفه حتى يتصالح مع المشاهد، ويعيد فكرة المسلسلات التي أصبحت في طي النسيان، وان يبث مسلسل «اللواء الابيض» لكي يساهم في ترسيخ التربية الوطنية، ونحن مقبلون على «استفتاء» انه مجرد اقتراح. ٭ بعد إضافي: ضيعوك ودروك إنت ما بتعرف صليحك من عدوك استغلوا الطيبة في قلبك وبي اسم العواطف خدعوك [email protected]