اعربت الولاياتالمتحدة امس، عن قلقها ازاء «التقارير المتزايدة عن القمع السياسي» في السودان. بينما أشار المؤتمر الوطني الحاكم الى فروق كبيرة بين «الحريات والفوضى التي تديرها بعض الجهات». وجاء في بيان صادر عن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة فيليب كراولي، ان واشنطن تعبر عن قلقها من نمط القمع السياسي المتزايد وتدهور الحقوق المدنية والسياسية في الخرطوم بما فيه اعتقال قيادات المعارضة والصحافيين ومنع التظاهرات السلمية». ووجه البيان دعوة الى الخرطوم لكي تضمن للمحتجزين «اجراءات قانونية» ورعاية، كما دعا ايضاً الى»وقف اية رقابة على الاعلام»، وعدد لائحة باعتقالات معارضين وبإغلاق صحف وبمنع العديد من النشطاء من مغادرة البلاد للمشاركة في مؤتمر مراجعة المحكمة الدولية الجنائية في اوغندا، وبإيقاع العديد من المصابين عن طريق تفريق المظاهرات السلمية بالقوة. وختم كراولي بيانه بالاعراب عن قلق الولاياتالمتحدة من المضايقة المستمرة للصحافيين ومؤيدي حقوق الانسان والمنظمات غير الحكومية ،مذكرا الحكومة السودانية بالتزاماتها الدولية باحترام حقوق الانسان بما فيها حريات التجمع والصحافة. لكن مستشار وزير الاعلام، القيادي في المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي، قلل من شأن تصريحات كراولي ، وقال ، لراديو مرايا إن الحقوق والحريات تمارس وفقاً لقوانين راسخة تتيح الفرصة للجميع بلا استثناء، وشدد على إن هنالك فرقاً كبيراً ما بين الحريات والفوضى التي تديرها بعض الجهات. من جهة أخرى، أعرب مراقبون متابعون للسياسة الأمريكية حيال النظام في السودان عن اعتقادهم بأن هذه الانتقادات الحادة التي أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية هي مستهل حملة جديدة ستتواصل من أجل خلق قوة دفع دولية وإقليمية وسودانية من أجل الضغط على الخرطوم، للتحرك بسلاسة نحو تحقيق الخريطة الجديدة التي رسمتها واشنطن للسودان.