شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    تسابيح خاطر    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإثارة الجدل..تحضن زوجها وتدخل معه في وصلة رقص رومانسية وهي تغني: (حقي براي وملكي براي بقتل فيه وبضارب فيه)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    إستحالة تأمين العمق الداخلي سواء في حالة روسيا او في حالة السودان بسبب اتساع المساحة    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    اعلان دولة الامارات العربية المتحدة دولة عدوان    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!!    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    نائب رئيس نادي الهلال كوستي يفند الادعاءات الطيب حسن: نعمل بمؤسسية.. وقراراتنا جماعية    مجلس الإتحاد يناقش مشروع تجديد أرضية ملعب استاد حلفا    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    قرار حاسم بشأن شكوى السودان ضد الإمارات    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو ثقافة التواصل مع الآخر .. قصة مجلسين
نشر في الصحافة يوم 02 - 07 - 2010


ثانياً: مجلس صديق المجتبى القومي:
هو مجلس موقر ذو صفة (قومية)؟! وطبيعة حكومية رسمية، وما مسألة نسبته لصديق المجتبى إلا نسبة مجازية ، لكونه ينهض برسالته ويقوم بحمل (أمانته العامة) وتعاونه في ذلك الامر كوكبة نيرة وفنجرية من الافنديات والافندية، العاملات والعمال ، والفنيين الذين هم على درجة عالية ومستوى رفيع من الالتزام والمسؤولية في اداء الواجب الاداري والمهني والقيام به على الوجه الاكمل، ويتعاملون مع الآخر بسلوك وظيفي في غاية التهذيب واللطافة والايجابية، وعلى رأس هذا الهرم الوظيفي والاداري الرحب الصدر بمداركه الواسعة وقلبه المنفتح وعقله المتحرر يجلس القيادي الاديب الاريب الشاعر العذب الاستاذ/ صديق المجتبى، حاملا - دون تهيب او وجل - على كاهله عبء (الامانة) ولا اعتقد انه بذلك قد اصبح (ظلوما جهولا) بحمله اكلاف وتبعات الامانة العامة، التي ابت السماوات والجبال والارض حملها، خوفا وفزعا من المسؤولية وجسامتها!! وليس في الامر عجب..! ان يحمل الصديق المجتبى امانة رعاية ودعم (الثقافة والفكر والفنون) لمرافئ وضفاف الاشعاع والألق المعرفي والاستنارة وهو الاديب الشاعر المغني والمغرد، فضلا عن تحدره من صلب (أرومة شاعرية) تليدة، مجذوبة ومنجذبة جذبا مغنطيسيا وليس (لحلقة الدراويش) بل (لمحراب الشعر)، حاديها ودليلا عباقرة الشعر الافذاذ خلف عن سلف وما قبل ومن بعد ومن لدن التجاني يوسف بشير، محمد المهدي المجذوب ملهم ابداعات وحادي ركب جماعة مدرسة (الغابة والصحراء)، النور، ود المكي وعبدالحي، (جيلي انا وبعض الرحيق انا... والبرتقالة انتِ .. والله يا خلاصية - والعودة الى سنار).. وتاج السر الحسن وآسيا وافريقيا والفيتوري (واغاني واحزان افريقيا - ولحظة من وسنى تمسح عني حزني وترجعني لعيون وطني.. وقلبي على وطني)، وجيلي عبدالرحمن ومحيي الدين فارس وصلاح احمد ابراهيم (والهبباي الغاضب كغضب صلاح محبا وفيا وغاضبا نبيلا)، ومصطفى سند وبحره القديم، عبدالله شابو ورائعته «المجد لك الاكتوبرية» وعرفت ب (الايقونة)، عالم عباس وعبدالمنعم الكتيابي ، محجوب شريف والقدال وحميد، خالد عبدالله ومحمد سعيد بازرعة، الصادق الرضي وعاطف خيري، عثمان بشرى وعبدالله الزين وميرغني الماحي، نجاة عثمان، روضة الحاج، إيمان آدم، نجلاء عثمان التوم، التلب، النشادر ، محمد الصادق الحاج الى حاتم الكناني وآخرين غيرهم كثر حيث يمكن ان نعدد الى مالا نهاية، فمن بين (كل ثلاثة سودانيين ستجد خمسة شعراء)، هكذا كان يرى صديقي المثقف الناقد السوداني الجزائري الامازيقي الاصل/ عبدالله بن بكو - فكل شاعر منهم له فرادته وصوته الشعري ورؤيته ونظرته الفلسفية للحياة والكون وموقفه حيال قضايا مجتمعه ووطنه وقضايا العصر ومتغيراته والقضايا الانسانية، وعلى التمايز والممايزة في الشعر والمجايلة وتعاقب وتواصل الاجيال والمدارس والتيارات الفكرية والفنية والابداعية، الا انهم قد اسسوا ما يمكن ان نطلق عليه حقيقة او مجازا (ديوانا شعريا سودانيا)، يحمل خصائص وطابع وملامح وجينات واقعنا السودانوي بتنوعه التاريخي الحضاري والثقافي في تاريخيته وحاضره المعاصر، واعتقد ان هذا هو عين ما دعا اليه اديبنا السودانوي حمزة الملك طمبل في مقالته (الادب السوداني وما ينبغي ان يكون عليه)، اي ان يكون الادب السوداني معبرا عن واقع التنوع الحضاري والثقافي التاريخي والمعاصر في سودان حوض وادي النيل، بجغرافيته الافريقية. وفي تقديري الشخصي وفي السياقات التاريخية للمفهوم السابق اعتقد ان ذلك ما يمايز (الديوان الشعري السوداني)، عن (الديوان الشعري العربي)، ذو المنشأ التقليدي البدوي الرعوي بآفاقه الضيقة المحكومة بالسياقات المحلية المضطربة بنزاعات العصبية القبلية وحمولاتها العنصرية التي وسمت بظلها الثقيل طابعه الحضري ما قبل وبعد الاسلام باغراضه ووظائفه المحدودة في الذم والهجاء والمدح والادعاءات البليغة التي تفتقر للصدق والامانة والشفافية والحقائق الواقعية (السحرية) الا ما رحم ربي، نموذجا الشاعر الكلاسيكي وليس (الجاهلي) لبيد عندما بلغ من العمر عتيا ، قد بلغت معلقته شأوا وذرى شامخة في الحكمة والنظم والبلاغة والرؤية الفلسفية (وما الحرب الا ما قد علمتم..).
فالشاعر .. شاعر القبيلة ان (غوت غوى وإن غزت غزا) فهو صوتها الذي يعبر عن مضامين وقيم القبيلة في تلك المجتمعات الرعوية في الغزو والسلب والنهب والانتهاكات المريعة بفخر واعتزاز مدفوعة بالتعصب القبلي والاستعلاء العرقي والثقافي والازدراء بالآخر المختلف والاستخفاف بأصله وفصله وتجريده من كل قيمة وفضيلة فصارت وظائف الشعر عندهم بجانب ذلك استخدامه اداة من ادوات ووسائل الاسترزاق والتكسب الرخيص والتسول بالمدح تذلفا وتكاذبا في استجداء المال والامارة والسلطة ومثالا ساطعا لذلك النهج شاعر ذائع الصيت في زمانه وحتى يومنا هذا يحتفي بشعره الاستعلائي العنصري لبلاغته وفصاحته الادبية، دون تحفظ او مساءلة عنصريته المنتنة كيلا نكرس استدامة الاعجاب بوعي او دون وعي بمفاهيم التخلف والعنصرية والاستعلاء العرقي ويمثل اسم ذلك الشاعر به نموذجا صارخا للادعاءات البليغة الكذوبة التي تمثل عنوانا لاسمه (المتنبيء) كما يحفل بها شعره وظل طول عمره يسعى سعياً حثيثاً في طلب الامارة متسولا لها بالشعر فمات هالكا وفي نفسه شئ من حتى (الامارة والسلطة) وهو مطلب يصبح عزيز المنال بتلك الوسائل الشعرية المزيفة كآليات ووسائل طلب السلطة بجانب أن الصفات القيادية تحتاج لقوة الارادة وصلابة العزيمة وجسارة المناجزة والمغالبة والاقتدار في النضال وليس امتطاء صهوة الشعر والوقوف بابواب السلاطين والامراء واستجدائها مدحا وتدليسا وتزيفا ونفاقا ولما لم تنل مرماك تنقلب على عقبيك ذما وهجاءً مسفاً، واليوم في عصرنا الحاضر هذا قد بدأ الناس في سودان اليوم ييممون وجههم صوب الشعب للاحتكام اليه لتوليتهم السلطة عبر صندوق الانتخابات وهو نهج نظم الحكم الديمقراطية التعددية وهو طريق السلامة والشرعية والمشروعية والذي الآن تسعى حثيثا جمهورية السودان (الثانية) لتوطين السير في نهج وطريق التداول السلمي للسلطة ديمقراطيا والمضي فيه باستقامة مع القطيعة المعرفية لآليات ووسائل (الاطاحة) سواء كانت انقلابات عسكرية او هبات او انتفاضات شعبية مسلحة او غير مسلحة، فروح العصر السائدة والتي تهب وتغمر المعمورة بمفاهيمها ومتغيراتها الجديدة تفرض نفسها فرضا كمنهج وآلية تداول ديمقراطي سلمي للسلطة بالاحتكام للشعب واحترام ارادته وخياراته الحرة، والعافية درجات ، ولا شنو..؟!!
قامت الاستاذة الفضلى الصحفية/ وفاء طه المحررة بالملف الثقافي بجريدة الصحافة الغراء باعداد تغطية مميزة وشاملة ووافية في التقارير الثقافية حول ندوة: ثقافة التواصل مع الآخر وابراز اطروحة بروفيسور/ عبدالله علي ابراهيم حول الآخر وثقافة التواصل والعلاقة معه ومفهوم الآخر والذات والمداخلات النوعية التي اثرت الحوار واضفت عليه الحيوية التي قدمها د. عبدالله صالح الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية ورئيس نادي الفكر باليونسكو والاديب الشاعر الاستاذ/ صديق المجتبى الامين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون فقد اكد ان فشودة تمثل مركزا وبوابة ثقافية كبرى في السودان وعبر عن سعادته بتسييره لقافلة ثقافية لفشودة ذاكرا التجاوب والتفاعل الكبير مع الفعاليات التي قدموها لدرجة ان بعض المتمردين اخفوا سلاحهم وتسللوا للمدينة لحضور الحفلات والمشاركة في الغناء والرقص فالفنون جسر للتواصل وتشكيل للوجدان الجمعي للسودانيين كما قدم القيادي باللجنة التنفيذية للحركة الشعبية التغيير الديمقراطي الاستاذ/ اسماعيل ينغمه تجربة اغترابه في الجماهيرية الليبية في علاقات السودانيين في الخارج مع بعضهم البعض وان السودانيين متشابهين في اللون والاختلاف في تدرج اللون الواحد، بجانب مساهمات الحضور النوعي من المثقفين والفنانين التشكيليين والادباء في تطوير واثراء الحوار.
حينما البعض منا (رفع القزاز) واستعصم بالبعد عنا في (علاة الفوق) او برجه الصفوي او صدفته الذهبية ولم يتفضل علينا بنظرة حانية من مثل تلك النظرات الودودة التي يجود بها بسخاء مرشد الطريقة الختمية مولانا/ محمد عثمان الميرغني على محبيه وعارفي فضله ومريدي طريقته وهم يطلقون هتافاتهم المحببة اليهم (نظرة يا ابوهاشم) وعاش ابوهاشم.. استضاف ندوتنا: صديق المجتبى الامين العام ورحب بنا ورحبت ساحات مجلسه الرحبة والعامرة واسبغ علينا الرعاية والدعم بروح الشراكة والتعاون وسخاء صديق المجتبى ومجلسه القومي لا يضاهيه ويماثله الا سخاء البروفيسور/ عبدالله علي ابراهيم بالاستجابة والتفاعل الايجابي مع قضية التواصل والعلاقة بالآخر ومفهومه والتعارف به وما اكتنف تلك العلاقة من عوار وضبابية . فالرجل قبل ان يكون اكاديميا لامعا وعالما فلكلوريا راسخ القدم في حقله واستاذا رفيعا للتاريخ الافريقي في احدى الجامعات الامريكية المرموقة قبل ان يكون كل ذلك فهو في الاصل مناضل ومثقف عضوي واديب وكاتب صحفي وقائد رأي لا يعرف اللجلجة ومفكر تفكيراً نقدياً ملتزماً بالقضايا العامة وعلى وجه الخصوص قضايا الفكر والثقافة والفن (ومع ذلك) استجاب لندائنا ولبى دعوتنا وكلف خاطره وجبر خاطرنا مضحيا بوقته الثمين والغالي (ينصر دينك) ليعمر منتدى مركز فشودة الثقافي بفكره وثقافته التقدمية المستنيرة ولم يخب رجائي فيه يوما من الايام ولم يسبق ان طلبت منه طلبا ردني على اعقابي خائبا وإن شاء الله يا عبدالله يوم شكرك ما يجي ، إذ انك لا تحفل بالشكليات ولا تعيقك الظروف الزمانية او المكانية او الطبيعية او الظروف المغلفة ودمت زخرا للوطن ولنا في مركز فشودة الثقافي بوابتك لثقافة الآخر المختلف ودفاعك ومنافحتك في حقه ان يكون مختلفا عرقيا ودينيا ولغويا وثقافيا وجهويا جغرافيا ومواطنا كامل دسم الحقوق واداء الواجبات على اساس مبدأ المواطنة ولن ندعك في حالك ولن نتخلى عنك ونختلف ونتفق ونستفيد من اطروحاتك وافكارك النيرة ونتعلم ونتتلمذ على اياديك الناصعة وعلى نهجك العلمي الموضوعي ومقارباتك في طرح وبحث وتحليل الظواهر والقضايا والاشكاليات، نهتدى بمعالجة ومقاربة الاشكاليات التي تتعلق بالمصطلحات والتعريفات الدارجة كأخطاء شائعة اكتسبت مفاهيم ملتبسة تشوش الوعي وتربك الآخر، الامر الذي يقتضي الدراسة والبحث والتفاكر والتداول والحوار للتوافق على تعريف محكم للمصطلح وبالتالي التوصل لمفهوم منضبط غير ملتبس ومن ذلك على سبيل المثال مصطلح (القومية) الدارج الاستعمال في حياتنا العامة السياسية والفكرية والثقافية ،الامر الذي اضفى عليه بجانب الالتباس صفة (المخادعة) عند توظيفه في استعمالات سياسية وكذلك الحال بالنسبة لمصطلح (الامة) مثلا في الحياة السياسية المفهوم الشائع لمصطلح (القومية) يقصد به (فوق الحزبي) علما بأنا نناضل من اجل نظام حكم تعددي حزبي ديمقراطي فكيف يصح ان ندعو لحكومة قومية (فوق حزبية) ولماذا نمنع الاحزاب من الخوض في قضايا نطلق عليها (قضايا قومية) اي قضايا فوق حزبية؟! عجبي..! (ومع ذلك) تسمي بعض الاحزاب نفسها (بحزب الامة القومي) مثلا.
واذا رجعنا للقواميس العربية والافرنجية نجد مصطلح (القومية) حاجة تانية من ناحية المفهوم والمعنى وبالتالي يحق لنا ان نسأل الامام الصادق المهدي السؤال التالي: (حزبك ده بتاع ياتو قومية من القوميات في السودان؟) او بتاع ياتو امة من الأمم ؟!) انني ارى ان هنالك عشوائية في اطلاق الاسماء في السودان وخاصة الاحزاب والمدن والاحياء والقرى ومعظم اسماء الابناء والبنات تقع حسب الظروف والمناسبات التي تزامنت مع ميلادهم (نميري، ناصر، معمر وقذافي)، ثم صدام وكذا اسماء القابلات والاطباء نطلقها ساعة الميلاد على بناتنا واولادنا انا شخصيا ، سميت كريمتي سماح تيمنا باسم طبيبة فنجرية اهتمت اهتماما مهنيا وانسانيا بزوجتي التي تضع قيصريا على نحو تمنيت معه ان تكون لي بنتا مثلها... واستجاب ربي لدعائي وانا شاكر حامد ان اصبغ عليّ هذه (النعمة) الذُرِية.
وبمناسبة الاسماء هذه ابحثوا معي عن العلاقة الخفية التي ربطت بالألف والواو اسماء (اولاو، اوبج) عند الشلك و (اولامي ، اوروباب، اودولا) عند الانواك و(اونور، اوشيك، اوهاج) عند البجا و (اودينقا ، اوباما) الاسم الاول هو لرئيس وزراء كينيا رائيلا اودينما والاسم الثاني لرئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما وترجع اصول اسلافه لكينيا بل والده كيني مسلم وهم ينتمون لمجموعة اللو الكينية والشلك والانواك والجور شول ينتمون لنفس المجموعة مجموعة (اللو) وما هي العلاقة التي تربطهم بالبجا في شرق السودان من الناحية اللغوية على الاقل خاصة وانهم جميعا مع النوبيين يدخلون في نطاق السلالة الحامية ، السؤال موجه لصديقي العريس الدكتور / اولاو اديانق خاصة وان هنالك مزاعم قوية تؤكد بان الفونج اصولهم العرقية شلكاوية او على الاقل العشيرة الحاكمة والتي اسست السلطنة بالتحالف مع العبدلاب هي احدى العشائر الشلكاوية المنافسة على السلطة وقد تم اقصاؤها شمالا ويقال: (ان الشلك حياتهم مرتبطة بالنيل زي السمك اذا خرج من الماء مات) لذلك استقر جزء منهم في اعالي النيل الازرق والجزيرة حيث مملكة سوبا المسيحية وعملوا على تقويض مملكة سوبا واقاموا مملكتهم الاسلامية وانتحلوا الهوية الاموية كآيديولوجية لاضفاء الشرعية والمشروعية لسلطتهم فقد شاع في الفقه الاسلامي ان (الائمة من قريش) ولما اصبح البعض عباسيا والآخر هاشميا، فباتوا هم امويين رغم (غروب دولة الامويين، في الأندلس في ذلك التاريخ) ولما لا (مافي حد احسن من حد) فالفقه الاسلامي مداهم بآيديولوجية مرجعية عززت وكرست سلطتهم الدينية الزمنية من 1504 حتى الغزو الاسلامي التركي لسلطنتهم الاسلامية في 1821 والذي بدوره تعرض للاقصاء بواسطة ثورة اسلامية ضد خلافة اسلامية قادها الامام المهدي الدنقلاوي بالآيديولوجية الشريفية المحمدية من صلب علي بن ابي طالب وفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم عليهما السلام، فالسردية الفونجية تنطوي على اسرار ومغاليق تنتظر من يفك شفرتها.
حينما نتحدث عن ثقافة وتراث وفنون سودانية تبرز اشكالية اخرى حول المصادر ومرجعيات التنوع التاريخي والمعاصر الحضاري والثقافي في حوض وادي النيل بجغرافيته الافريقية وروافد تلك الثقافة الوافدة والمحلية ومسألة تعدد اللغات، وتعدد الاديان، والاعراق والثقافات، وعلاقات الاديان بالدولة الوطنية الحديثة... الخ، ليطرح نفسه بقوة سؤال ثقافة سودانية ام ثقافات في السودان، وثقافة شعبية ام ثقافات شعبية في السودان والثقافة الصفوية مقابل الثقافة الشعبية ثم تبرز قضية واهمية الحوار والتفاعل الايجابي مقابل السكوت والإنعزال ، التواصل والقطيعة السلبية والالتقاء والتباعد، التعرف والمعرفة بالآخر مقابل التجاهل والجهل بالآخر وثقافته ولغته ودينه وعرقه ونوعه ولونه وسحنته وانتمائه القبلي والجغرافي (الجهوي) والسياسي وبناء وتأسيس وتأطير وتقنين وتوطيد علاقات الاخاء والصداقة والمصالح والمنافع المتبادلة على قواعد متماسكة من الحقوق والواجبات على اساس مبادئ العدالة والمساواة والمواطنة والاحترام المتبادل بتوطين وكفالة حقوق الانسان والديمقراطية والحريات العامة في نظام للحكم والادارة لا مركزي ديمقراطي تعددي حزبي ينعم فيه المواطن بالسلام والديمقراطية والتنمية المتوازنة والمستدامة، وتقوم وتتأسس الوحدة الوطنية الطوعية فيه وفقا للمبادئ الواردة في بروتوكول مشاكوس المتفاوض والمتفق والمتراضي عليه كما وردت في الجزء ج: الدين والدولة ما يلي:
اقراراً بان السودان بلد متعدد الثقافات، ومتعدد الجنسيات ومتعدد الاعراق ، ومتعدد الديانات، ومتعدد اللغات، وتأكيدا بان الديانة لا تستخدم كعامل للفرقة، بموجب هذا تتفق الاطراف على ما يلي:
- الديانات والعادات والمعتقدات هي مصدر للقوة المعنوية والإلهام بالنسبة للشعب السوداني.
- حرية العقيدة والعبادة والضمير لاتباع جميع الديانات او المعتقدات او العادات ولا يتم التمييز ضد اي شخص على هذه الاسس.
- الاهلية للمناصب العامة، بما في ذلك رئاسة الجمهورية، والخدمة العامة والتمتع بجميع الحقوق والواجبات، تكون على اساس المواطنة وليس على اساس الدين او المعتقدات او العادات.
- جميع المسائل الشخصية والاسرية بما فيها الزواج، والطلاق، والميراث والخلافة، والانتساب، تحكمها القوانين الشخصية (بما في ذلك الشريعة او اي قوانين دينية اخرى او عادات او تقاليد) واضيف في هذه الفقرة او (اعراف) للافراد المعنيين.
٭ تتفق الاطراف على احترام الحقوق التالية وابرزها:
- العبادة او التجمع الخاص بديانة او معتقد، واقامة وصيانة اماكن لهذه الاغراض.
- صنع وحيازة واستخدام الادوات والمواد اللازمة المرتبطة بالشعائر او العادات الخاصة بأية ديانة او معتقد، حسب ما هو ضروري.
- تدريس الديانة او المعتقد في اماكن مناسبة لهذه الاغراض.
- تجنبا للشك، لا يخضع اي شخص للتمييز من جانب الحكومة القومية او الولاية او المؤسسات، او مجموعة اشخاص او شخص على اساس الديانة او معتقدات اخرى وقد تم التعبير عن تلك المبادئ بالدستور الانتقالي لسنة 2005م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.