مع دنو موعد استفتاء تقرير مصير الجنوب والمقرر في يناير من العام المقبل ترى النساء ان عوامل الوحدة ماتزال قائمة وان فرص بقاء السودان موحدا مازالت موجودة في اطار احترام التنوع وارساء قواعد الديمقراطية بما يضمن الاسس المتينة لبناء دولة قائمة على الخيار الديمقراطي للوحدة الوطنية والتي يعتبرنها ضمانة لبناء سودان قائم على تجاوز كل الخلافات العرقية والاجتماعية والاقتصادية التي ادت الى اقرار حق تقرير المصير كحق انساني مشروع للجنوب بل لكل الاقليات التي تعاني من سيف التهميش والاقصاء السياسي والاجتماعي . والتزاما بمستحقات نيفاشا يصبح الاستفتاء شرطا اساسيا وضروريا في مسيرة البلاد لما بعد الانتخابات والذي بدأت خطواته باجازة الهيئة التشريعية لاعضاء مفوضية الاستفتاء التي تضم ستة اعضاء بجانب الرئيس ونائبه من بينهم امرأة واحدة ،الامر الذي شكل خيبة امل للنساء اللائي كن يأملن في زيادة تمثيل نسوي لايقل عن اربع عضوات كحد اقصى تماشيا مع احكام الدستور وبنود اتفاقية السلام التي تضمن تمثيل المرأة بنسبة 25% على جميع المستويات . وترى القيادية بحزب الامة القومي سارة نقد الله خلال حديثها لجلسة نقاشية حول( دور المرأة السودانية في الوحدة الطوعية ) والتي نظمها مركز الجندر للبحوث والتدريب بالتعاون مع صندوق المانحين بالبنك الدولي ومركز البحوث الانمائية بجامعة الخرطوم بمقر الاخير امس ،بأن هناك فرصة وان كانت اخيرة للوحدة منادية بضرورة العمل خاصة من جانب المرأة خلال ماتبقى من وقت لتحقيقها عبر برامج جذابة واجندة واضحة تخدم قضية الوحدة. وتابعت نقد الله برغم هيمنة الشريكين التي ظهرت في الانتخابات الا ان مسيرة المرأة السودانية ستتواصل للخروج بالبلاد الى بر الامان وطالبت بالوصول الى مناطق التماس لافشاء ثقافة السلام كمدخل لبوابة الوحدة وانفاذ البرامج التنموية لتلك المناطق التي يستغلها الشريكان حسب وصفها مشيرة الى ان الجهد الشعبي هو المحك الاساسي لدعم خيار الوحدة . من جانبها اكدت القيادية الجنوبية مارغريت صمويل ان الوحدة لن تتحقق بمعزل عن الاتفاقيات الموقعة والاعتراف بالاخطاء التاريخية في حق الجنوب وازالة الرواسب والمرارات والغبن الاجتماعي من نفوس الجنوبيين ضاربة مثالاً لذلك بالحقائب الوزارية التي خصصت للجنوب بعد الاستقلال والتي لم تتجاوز ال 6 وزارت، ورأت بأن العمل من اجل معركة الوحدة المصيرية بدأت متأخرة برغم من ان الاتفاقية موقعة منذ العام 2005م ،وتوقعت صمويل ان يكون للمرأة دور فعال في تحقيق الوحدة لانها الاكثر تأثرا بالحرب قبل ان تطالب بالتباحث حول ايجابيات وسلبيات امر الوحدة والانفصال مؤكده بان الوحدة جهد وعمل وليس شعارات واماني واستنكرت مارغريت عدم تصدي الشماليين الذين يتحدثون عن اهمية وضرورة الوحدة لرئيس تحرير صحيفة الانتباهة الطيب مصطفى الذي ظل يؤكد وعلى الدوام ان الجنوبيين لايوجد مايربطهم بالشمال ولا حتى الهوية . وطالبت مديرة مركز الجندرة للبحوث والتدريب نعمات كوكو الحكومة بتوفير مناخ ملائم لتمكين نساء ورجال الجنوب من التعبير عن ارادتهن وممارسمة حقهن قبل ان تؤكد خيبة املها في التمثيل الضئيل للمرأة في المفوضية المكونة من تسعة اعضاء. وقالت نعمات ان الدعوة لمشاركة المرأة كان بغرض معالجة القضايا التي تؤثر على النساء في اطار الاستفتاء وما يتبعه.وشددت على الحكومة وحكومة الجنوب والمجتمع الدولي بضرورة الايفاء بالتزاماتهم فيما يخص حق الجنوب لبقاء السودان موحدا او منفصلا في اقتراع نزيه وبمشاركة فاعلة للنساء على جميع المستويات معتبرة ان وجود المرأة في المفوضية بأربع عضوات على الاقل كان امرا ضروريا باعتبارها عانت طويلا بسبب الحروب التي توالت على البلاد منذ 1955 وصولا الى الصراع الحالي في دارفور، وحملت نعمات الحكومات المتعاقبة مسئولية فشل تحقيق السلام وضمان المساواة والعدالة في توزيع السلطة والثروة بين المواطنين لعقود طويلة. هذا وقد أعرب المشاركون في الحلقة النقاشية عن قلقهم البالغ حيال التدهور المستمر للامن في جنوب السودان والمناطق الحدودية ونوهوا الى تأثير ذلك على النساء اللائي يتعرضن للعنف القائم على النوع وحذروا من اندلاع اعمال عنف قد تنتج من ممارسة الحكومة وحزب المؤتمر الوطني اللذين مازلا حسب المتحدثين يعرقلان حرية التعبير الامر الذي قد يؤدي الى حرمان قطاعات من اهل الجنوب من التصويت، وطالبوا في هذا الصدد بتحقيق ظروف امنية مناسبة لاعداد وتنظيم الاستفتاء ولممارسة الحق في تقرير المصير بما في ذلك بالنسبة للمرأة اضافة الى العمل على ضمان حرية التعبير وخصوصا في الجنوب لنشر وجهات نظر حول الاستفتاء وتداعياته ،و ضمان حرية التجمع والتنقل ممن يحق لهم التصويت وفقا لاحكام الدستور وقانون الاستفتاء مشيرين الى ضرورة تواجد اعضاء منظمة الايقاد وشركائها من الاممالمتحدة والاتحاد الاوربي والافريقي بصفة مراقبين للعملية بجانب ضمان دور فعال لمنظمات المجتمع المدني المحلية لاسيما المنظمات النسوية في رفع الوعي حول الاستفتاء وكيفية التصويت ولضمان اقتراع حر ، و ممارسة التصويت عن طريق الاقتراع السري وتقديم المساعدة اللازمة ولمن يحتاجها خلال عملية الاقتراع . وكانت مجموعة من الناشطات قد تقدمن برسالة الى رئيس المجلس الوطني احمد ابراهيم الطاهر ونائبه اتيم قرنق في منتصف يونيو الماضي اي قبيل مناقشة التصويت على اعضاء مفوضية الاستفتاء بزيادة تمثيل المرأة في قائمة الترشيحات المقدمة على ان تكون الرئاسة والعضوية لنساء ورجال مشهود لهن بالحياد والالتزام بالمثل الرفيعة والاحترام وحق شعب الجنوب وان تكون لديهن الكفاءة للاضطلاع بمهام الهيئة المعقدة وشددت الرسالة على ضرورة عدم الانتماء الى حزب سياسي .