دعت بعثة حفظ السلام المشتركة فى دارفور «يوناميد» ، رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور ورئيس حركة العدل والمساواة الدكتور خليل ابراهيم الى الاسراع بالمشاركة فى المباحثات لانهاء الصراع بدارفور. وقال رئيس بعثة اليوناميد ابراهيم قمباري، فى خطاب أمام المؤتمر الدولى لتقييم الاوضاع بدارفور وفرص احلال السلام امس بمدينة الفاشر، بحضور مبعوثين لروسيا والصين ووسط غياب المبعوثين الامريكي والبريطاني، وأناب عنهما سفيراهما ومندوبون للاتحاد الاوربي والافريقي، بضرورة التوصل الى تسوية سياسية لأزمة دارفور. قال انه «حان الوقت لأن يغادر عبد الواحد محمد نور زعيم حركة تحرير السودان مسكنه المريح فى باريس وان ينخرط فى المفاوضات، كما يتوجب على خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة العودة الى طاولة التفاوض». ووصف الوضع الأمنى بدارفوربأنه متأرجح، مشيرا لتأثره بالمواجهات الأخيرة التى حدثت بين القوات الحكومية ومقاتلى حركة العدل والمساواة بمناطق متفرقة من دارفور. وأكد قمباري حرص البعثة على دعم الجهود السياسية لتسوية قضية دارفور، وقال ان «يوناميد» هي في واقع الحال بعثة حفظ سلام فى وقت لا يتوفر فيه سلام على الأرض ولذلك نحن ندعم كل فرص التسوية السلمية. من جانبه، طالب والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر، المجتمعين بالضغط على الحركات المسلحة للجلوس الى طاولة المفاوضات فى الدوحة، كما دعا المجتمع الدولى الى المساهمة الفاعلة لاحداث التنمية الشاملة، واعتبر ان المشكلة الاساسية لا تزال في التنمية. واعلن عن تحسن الأوضاع الأمنية بولايته. وتعهد كبر بتعاون الحكومة مع المبعوثين الخاصين للسودان و«يوناميد» من اجل الدفع بالعملية السلمية بدارفور، وجدد كبر التأكيد على استقرار الأوضاع وتطورها بالولاية فى المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. يشار الى ان المؤتمر ينعقد بدعوة من يويناميد للمبعوثين الخاصين والاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية واليابان وانجلترا وفرنسا ،وجاء امتدادا للملتقى الأول الذي عقد بكيغالى الرواندية في شهر فبراير الماضي. من جانبها رفضت الحكومة التعليق على غياب المبعوثين الأميركي سكوت غرايشن، والبريطاني مايكل أونيل للسودان عن اجتماعات المبعوثين الدوليين في الفاشر، بينما اتهمت حركة العدل والمساواة بعثة اليوناميد بانها تعمل من اجل تنفيذ اجندة الحكومة، واصفة مؤتمر الفاشر الدولي بالفاشل. وقال الناطق باسم الحركة أحمد حسين آدم، ان رئيس البعثة المشتركة ابراهيم قمباري، متواطئ مع الخرطوم في الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين. وقال ل«الصحافة»،ان حركته لا تتلقى نصائح وتعليمات من قمباري، وعليه ان يحتفظ بها لنفسه، حسب تعبيره. وشدد حسين ان «قمباري فشل في مهمته الاساسية التي نص عليها التفويض الممنوح» ، داعيا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتصحيح الوضع في البعثة، التي قال انها اصبحت تتنافي مع التفويض الممنوح لها. وامتدح الدول التي تغيبت عن حضور المؤتمر، واضاف «قمباري اصبح متواطئا مع الحكومة السودانية ضد اهل دافور وضد السلطة الاخلاقية للامم المتحدة»، وقال ان عقد الاجتماع في هذا التوقيت يمثل دعماً لحملة العلاقات العامة لصالح الخرطوم، واضاف ان المؤتمر يوفر غطاءً دبلوماسياً وسياسياً لمواقف المؤتمر الوطني ضد اهل دارفور. من جانبه، قال مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين ، في تصريحات صحفية بالبرلمان امس ، لا أستطيع أن اعلق على غياب مبعوثي الولاياتالمتحدة وبريطانيا ، وزاد «هذا شأن يخصهما، هم الذين اتفقوا وتوافقوا على عقد هذا الاجتماع ونحن عبرنا دائماً عن استعدادنا لأي مساهمات نزيهة ومخلصة في قضية دارفور، ونتمني أن يمضي الاجتماع في هذا الاتجاه» ، وتابع «لكن الصعوبات الادارية واللوجستية التي منعت مشاركتهم لا علم لي بها».