تحصلت (السوداني) على التفاصيل الكاملة لعملية مقتل طالبين من الخلاوي، دهساً تحت إطارات إحدى سيارت شرطة العمليات أمام مبنى السفارة الأمريكية بضاحية سوبا جنوبي الخرطوم، أحدهما من حفظة القرآن الكريم ويدعى عبد المجيد العطا ويبلغ من العمر عشرين عاما ويدرس بخلاوى (الشيخ الصائم ديمة) لتحفيظ القرآن وكان يترقب تخريجه كحافظ للقرآن الكريم خلال الشهر القادم، والآخر يبلغ من العمر 32 عاماً مجهول الهوية، يتبع لإحدى خلاوى الطرق الصوفية. وقال شيخ الطريقة القادرية العركية أحمد الشيخ دفع الله الصايم ديمة ل(السوداني) من داخل مشرحة الخرطوم، بأنهم خرجوا في مسيرة سلمية ومصدق لها ومعلنة من قبل السلطات والمجلس الأعلى للتصوف، إلا أنهم تفاجأوا امام السفارة الأمريكية بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكميات كبيرة على المتظاهرين. وقال شاهد العيان هشام الطيب زميل القتيل في الخلوة إنهم تفاجأوا لحظة إطلاق الغاز المسيل للدموع بأحد (دفارات) شرطة العمليات مندفعاً نحوهم بسرعة كبيرة أدت لدهس الشهيد حافظ القرآن عبدالمجيد العطا، الذي انسلخ جانبه الايمن تماما وصار دون لحم، وأن الشهيد الآخر الذي سقط بجواره مضجراً بدمائه، انفتحت رأسه وخرج مخه بأكمله، فجمعوه في كيس، وينتمي لإحدى الطرق الصوفية ولكنه لا يحمل معه إثبات هوية. وأضاف الشيخ الصائم ديمة ل(السوداني) أن معلمي الشهيد عبد المجيد يشهدون له بحسن الخلق والورع والتواضع، وسأل الله له أن يتقبله مع زمرة الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً. الشيخ الرفاعي عبد الرحمن شيخ الخلوة -الذي حفظ على يديه الشيخ أحمد الصائم ديمة القرآن- يقول "إن الشهيد عبد المجيد هادىء الطبع ومؤدب والمسبحة لا تفارق يده، وأنه عندما خرج الشهيد من الخلوة خرج والابتسامة تملأ وجهه، وكان يحفظ العديد من المدائح النبوية في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم، جعله الله مع رفقة الحبيب في عليين". شيخ الطريقة السمانية الطيبية القريبية الحسنية محمد الشيخ حسن الشيخ الفاتح قريب الله قال "إنهم غاضبون وكان يتمنى أن يتم التعامل مع المتظاهرين بصورة أهدأ من تلك التي وجدوها أمام مبنى السفارة الامريكية"، وأضاف "أنه إذا ضبطت الأعصاب وتم التصرف بالحكمة لما آلت الأوضاع إلى هذه الحال"، واضاف "ضابط الشرطة المسؤول أمام السفارة الألمانية تصرف بحكمة ولم يوجه منسوبيه باستعمال العنف والقوة المفرطة، بالرغم من أنهم كانوا محاصرين تماما"... لكن الشيخ قريب الله قال متعجباً: "حتى الأمريكان لم يكن يتوقعوا أن يتم التعامل مع المتظاهرين بهذه الطريقة!!.. فالسفارة الأمريكية بها العديد من التحصينات التي يستحيل معها اختراق مبانيها حتى عبر المروحيات، فلقد دخلتها عدة مرات، والوسائل التأمينية فيها عالية جداً، وما كان ينبغي أن تسوء الأحوال إلى هذه الدرجة"... ومضى بالقول: "لقد أتينا لنصرة الحبيب المصطفى ولم نأت مخربين، وإذا كانت تريد السلطات منعنا فلماذا لم تضع حواجز من مسافات بعيدة؟ ولماذا سمحت لنا بالاقتراب من السفارة من الأساس؟!!". من جهته قال الدكتور الشيخ صلاح الدين الخنجر: "حتى القوات الأمريكية إذا قامت بفض المظاهرة ما كانت ستفضها بمثل هذه القسوة، فالتعامل مع تفريق المظاهرات معروف في كل العالم، ولكن لماذا تم دهس المتظاهرين بالدفارات؟ نعم نحن أتينا غاضبين لنصرة الحبيب ولكن لم نأت للخراب. وتساءل ماذا يوجد لدينا أغلى من الحبيب؟! وهل كنا نرضى بالنيل منه؟!".