* عقب مرور أكثر من عام في الوزارة، هل تأقلمت على الوضع؟ نعم استطعت التأقلم ومن بدري "ما صعبة". * كيف وجدت المهمة؟ المهمة والتكليف ليس معقداً، فالوزارة تنسيقية بين المحليات والوزارات. * هل زاوية النظر تغيرت لديك من معارض لوزير؟ لم تتغير، بل أضيفت إليها مساحات جديدة. * ما هو الشيء الذي لم يكن واضحاً بالنسبة لك، وأصبح واضحاً؟ طبيعة التحديات التي تقابل الحكومة، ف(أنت مشارك في المشهد بتشوف بوضوح أكتر من تكون مشاهد). * ألم تحنّ للقلم الصحافي؟ أنا ما أزال أكتب، ولكنني لم أنشر ما أكتبه، وسوف أسعى للنشر في الفترة القادمة لأشرك الرأي العام ولكن ليس هناك زمن. * إذا طلبنا منك كتابة عمود صحافي تنقد فيه حسن إسماعيل الوزير (بتقدر)؟ (كيف ما بقدر)، النقد يبين الخلل الموجود من وجهة نظرك. * ما هو الخلل الآن في وزارتكم؟ ترقية جهاز الضباط الإداريين. * وعمود آخر تنتقد فيه حكومة الولاية؟ لا أستطيع نقدها في عمود، ولكن داخل مجلس الوزراء نتبادل الآراء، ودائماً ما نتحدث عن بطء نقل النفايات ومشكلة اللاجئين وبعض القضايا. * هل ما تزال تحتفظ بآراء سلبية عن الإنقاذ والوطني؟ إذا كانت هناك آراء سلبية فهي ليست آراء ثابتة إنما عابرة، والانتقاد متبادل ومحاولة حمل السياسة السودانية في اتجاه واحد أمر خطأ. هذا ما عبرت عنه الإنقاذ في الأيام الأولى (1989-1999) حيث ضاعت في حمل صعيد واحد، وما نعانيه الآن هو ناتج تلك الفترة. * الوالي عبد الرحيم محمد حسين.. كيف كنت تنظر إليه حينما كنت معارضاً، والآن؟ في أول اجتماع مجلس وزراء كان يعرفنا بمهامهنا فقلت له: كنا نرسم لك صورة سيئة في المعارضة. * ماذا كان رده؟ الشخص يستفيد عندما يُقيِّمه خصمهُ تقييماً غير صحيح. * هل تشعر بأنك ظلمته؟ لا، كلمة ظالم كبيرة، هو من الجهات التي أقف في (شوفها) من الزاوية الخطأ. * وزارتك غير واضحة المعالم والمهام؟ واضحة وضوح الشمس، وزارة صلاحيتها متناثرة، ولكن هناك تداخل وتوزيع لبعض الصلاحيات بشكل غير صحيح، مما راكَم المسؤوليات ونحن الآن لدينا ملفات الحكومات المحلية. * ماذا أنجزت خلال هذا العام؟ أعددنا ثلاث خطط لترقية الوحدات الإدارية، وتنمية الوحدات الريفية، ونعمل حالياً على إعادة هيكلة جهاز الضباط الإداريين. * بعد الحوار يتوقع أن تكون هناك تغييرات كبيرة.. هل تتوقع ترقيتك إلى وزارة اتحادية أو وزير دولة أم إبعادك عن المنصب؟ لم يخطر ببالي مثل هذا السؤال. * إذا تم إعفاؤك، هل ستعود حسن إسماعيل كما كنت صحافياً وناشطاً سياسياً؟ كمعارض؟ لا طبعاً.. وهذا أحد الأشياء التي تخرج بها وتعد مكتسباً النضج (لأني اكتشفت إنو التقسيمة دي وهمية). * أي تقسيمة؟ أن تكون معارضاً أو أن تكون تابعاً للحكومة، وجود كتلة شمولية أو ديمقراطية، هذه الأشياء أكبر أكذوبة، كل النخب تبدلت في الملاعب، وكل حزب خطَّط لانقلاب والذي لا يستطيع يدعم. كما لا يوجد زعيم حزب تنحى عن مقعده إلا بانتهاء الآجال، لذلك لا يوجد حزب ديمقراطي، ويجب أن نفكر في الوصول إلى التداول السلمي للسلطة. * الآن في كثير من المحليات حدث ظلم كبير للمواطنين خاصة في الجريف والسوق الشعبي والشجرة وتمت إزالة المنازل والمحال التجارية.. لماذا لم تتدخل في الموضوع؟ المحليات ليس لديها جميع الصلاحيات فالأراضي والميادين هي مسؤولية وزارة التخطيط العمراني أو وزارة الزراعة إذا كانت زراعية. * هل كان لك صوت معارض لهذه الخطوات ولو داخل مجلس الوزراء؟ نتبادل الآراء داخل المجلس. * إذا خرج الناس في مظاهرات أشبه باحتجاجات سبتمبر.. ماذا سيكون موقفك؟ لن تكون هناك احتجاجات. * إذا حدثت هل ستؤيد مثل هذه الاحتجاجات؟ لا.. لأن مطالبنا دائماً ما تختطفها السياسة، ماذا استفدنا من ثورة أكتوبر غير اختطافها من السياسيين. * هل لديك أي تواصل مع أُسَر شهداء سبتمبر؟ نعم، مع بعضها. * رسالتك الآن لأسرة صلاح سنهوري عطفاً على خطبتك المشهورة بعد مقتله؟ "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء". * عندما كنت كاتباً صحافياً مرتبك أكثر من عشرة آلاف جنيه، مقارنةً بوضعك المادي الآن كوزير.. من يكسب؟ راتبي كان (17) ألفاً (أقولها ليك عديل). * إذاً، قارِنْها بالآن؟ أقل.. ولا توجد مقارنة. * هل قابلت البشير؟ في المناسبات. *ماذا دار بينكما؟ ليس للنشر. * كنت أقرب إلى تيار مبارك الفاضل المهدي.. ما هو رأيك فيما يقوم به مبارك الفاضل الآن؟ كنت لديَّ قناعة بأنه سوف ينضم ويقبل بالتسوية، فهو يدير العملية السياسية بطريقة منظمة (الآن داخل في ربكه). * الحوار الوطني حسب اعتقادك هل يمكن أن يؤدي لحل أزمة السودان؟ بالتأكيد. * والممانعون؟ لديهم ظروفهم، وهم ينظرون إلى ما بعد الحوار وليس الانضمام. * والصادق المهدي لديه موقفهُ من الحوار؟ موقفه غير واضح (لو عارفاهو قولي لي). * هل تتوقع أن ينضم للحوار أو يشارك في الحكومة؟ ليس بالضرورة، ولكن في السياسة نتوقع أي شيء. * كثير من الناس يرون أنك تتحدث عن حزب الأمة بقيادة الصادق أكثر من حديثك عن حزبك القيادة الجماعية؟ غير صحيح.. أتحدث عندما تكون هناك مناسبة تتطلب ذلك. * هل لديكم في القيادة الجماعية جماهير؟ بالطبع والانتخابات السابقة خير دليل على ذلك. * دوماً رئيسك الحزبي من آل المهدي (الصادق، مبارك الصادق الهادي) هل من الضرورة أن تكون داخل تلك الأسرة؟ أنا أنصاري.. يمكن أكون مثل سيدنا إبراهيم الذي رأى النجم ثم القمر ثم رأى الشمس، لكن لا فرق لدي من يكون الرئيس، ولم تكن لدي رغبة في التنحي عن الإصلاح والتجديد لولا أن مبارك الفاضل حل الحزب. * هل يمكنك أن تُقارن بين الصادق المهدي والصادق الهادي المهدي؟ الصادق الهادي شخص واقعي شاهد أحداث الجزيرة منذ أن كان عمره عشر سنوات، وهو ما أثر في مسيرته السياسية. أما الصادق المهدي نحسبه مفكراً ولكن السياسة أخذتهُ كما أن بحثي للتخرج كان عن الكتب التي كتبها. * فيما يتعلق بالحكم المحلي هناك قصور واضح في كل المحليات ما هو دورك كوزير في تلافي هذا القصور؟ نعم، هناك قصور، وسببه الاختناق المالي والإداري للمحليات. * استمرار الوضع المتردي في غالبية المحليات ربما يؤدي إلى تداعيات تكون لها تأثيرات سالبة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية؟ ليس هناك تأثيرات سالبة، فالمعضلة أن دخل المحليات من الجبايات، وهذا من أصعب الأشياء أن تجمع عائدك من المواطن. * هل هناك رصد لتجاوزات مالية في المحليات إبان توليك للحكم؟ لم تظهر لدينا.. لأن السنة المالية لدينا لم تنتهِ بعد، والمراجع العام هو من يكتشف هذه التجاوزات إن وجدت. * يرى البعض أن خطواتكم بطيئة كحكومة ولاية؟ غير صحيح.. فحكومة الخرطوم حددت مواعيد زمنية لحلول المشكلات الموجودة فيها، فلن تكون هناك مشكلة مياه في جنوبالخرطوم بعد تدشين العمل في محطتي الصالحة وسوبا، ونحن نعمل من أجل تقنين السكن العشوائي حالياً. * عند توليك المنصب تحدثت عن الشروع في تعديل قانون (2007) إلى أين وصلتم فيه؟ الآن في البرلمان وسوف يتم عرضه الأسبوع المقبل. * منذ أن عُيِّنَ المعتمدون في كل محليات الولاية كان أول عمل لهم هو إزالة بعض المحال التجارية بالأسواق القومية على أساس تنظيمها ولكن لم نر تنظيماً حتى اليوم؟ ما صحيح (أرح معاي سوق ستة). * ماذا يحدث في سوق أم درمان؟ سوق أم درمان وجدنا فيه مشكلة تصاديق ومحال تجارية. * هناك تصاديق مؤقتة بسوق بحري؟ فعلاً هذه مشكلة، ونحن نعمل الآن على إيقافها وإلغائها نهائياً. * يرى البعض أن المحليات عطلت عمل اللجان الشعبية، هل لديكم خطة حتى تعاود هذه اللجان العمل لتمارس دورها الكامل بصلاحيات؟ عطلت! نحن أعدنا عملها وتم تعيينها قبل ثلاثة أشهر، وبعد إجازة قانون الحكم المحلي سنعمل على اختيارهم بالانتخاب.