بالمُقابل، ثمة عقبات تطورت بذات القدر الذي ازدادت فيه رقعة سيطرة المرأة، وأبرز تلك العقبات تمثلت في جزئية (المعاكسات) التي تتعرّض لها المرأة، تلك المعاكسات التي طوّر أصحابها أدواتها ووسائلها تماشياً مع التطور التقني الهائل، مُستغلين بعض الأدوات التكنولوجية مثل الفضائيات والإنترنت والموبايل والواتساب مما أزعج المرأة بصورة كبيرة وجعلها تُعاني الأمرين. (2) حول الموضوع تحدثت الأستاذة الجامعية وصال الحارث قائلة: (أحرص دائماً على متابعة كل الرسائل والصور التي ترسل لي عبر الواتساب "في الخاص" من أرقام من أشخاص لا تجمعني بهم صلة سوى أنهم مُعاكسون يعبرون عن إعجابهم للفتاة بطريقة مبتذلة وكلمات وصور وتعليقات غير لائقة تخرج عن المألوف ما يجعلني أحسمهم مُباشرةً، إلاّ أنّ هناك بعض الفتيات يتجاوزن الأمر وتكون ردة فعلهن عادية دون أن تبدي تذمرهن من تلك التصرفات "الطائشة" والمُعاكسات التي يمكن أن توترها وتسهم في تعطيل نجاحاتهن). (3) فيما أكدت حسنة عبد النبي - مُوظّفة بإحدى البنوك - بأنّها تعرضت لمعاكسات عبر رسائل مبتذلة من شباب لا تعرفهم، الأمر الذي جعل زوجها يترقبهم حتى أوقفهم في حدهم، مُضيفةً: (أسعد كثيراً بالتعليقات التي لا تخرج عن حدود المعقول مثل الثناء والإطراء، ولا توجد في ذلك غضاضة)، مُشيرةً إلى أنه اذا تعدى الشخص الخطوط الحمراء وقتها ردة فعلها تكون عنيفة جداً. (4) من جهتها، أكدت الموظفة رحاب عبد الله أن هناك معاكسات تتعرّض لها الفتاة عبر الرسائل النصية الهاتفية، لكنها لا تقف عائقاً تجاه عملها وترى أنّ مُعظم المعاكسين تخرج عباراتهم غير لائقة وكلمات بذيئة خاصّةً بعد أن تطوّرت المعاكسات لتصبح عبر الهاتف والفيسبوك والواتساب وغيرها من الوسائل المُتاحة، مُشيرةً إلى أنّها لا تعيرها بالاً أو أدنى اهتمام لأنّها تحرص على التّركيز للجهة المَقصودة فقط دون أن تلتفت لمن يعاكسها، أمّا المُوظّفة فادية مصطفى، أكدت تعرضها لعدد من المضايقات والمعاكسات وتحديداً عبر صفحتها الخاصة في الفيسبوك، مُشيرةً الى أنها لا تعطي الأمر أهمية وتعمل على تجاوزها بإزالة وحَظر الشخص المُعاكس مُباشرة حتى لا يجد فرصة ويتمادى. (5) فيما ترى الأخصائية الاجتماعية د. فريال ساتي أنّ الشخصية العامة تصبح خُصوصيتها شبه عامة وتصبح تحت المجهر والأنظار متجهةً إليها وهذه ضريبة الشهرة، وتكون النظرة الموجهة إليها نظرة الى شخص غير عادي، وبالذات عندما ينتبه الناس للفتاة وينظرون إلى مكياجها وشكلها وثوبها في إطار الفرجة إليها فقط، ما يجعلهم يفكرون تفكيرا مختلفا، وهو يبني للشخصية صورة ذهنية خاصة به، ليتطور الأمر، وتواصل: (بعض الأشخاص يظنون أن بعض الفتيات ساهلات فيعبر الشخص عن إعجابه عن طريق التطاول بلسانه وإصدار تصرفات غير مُتزنة وفي كثير من الأحيان يحولون الغزل الى نوع من التعدي الواضح ما يجب حسمه، وأمثال هؤلاء الأشخاص يُعانون من فراغ كبير ولا تقتصر تلك التصرفات على المراهقين فقط، لأنّها في نهاية الأمر مسألة سلوك معتدل أو منفلت).