كيف تقيّم ما يحدث حالياً داخل الحركة الشعبية شمال؟ ما يحدث في الحركة الشعبية - شمال هو تعبير صريح عن الصراع على السلطة والنفوذ والمصالح الشخصية، وهذا يكشف بجلاء أن الثلاثي يدير الحركة الشعبية لمصالحه الذاتية في ظل غياب المنفستو والدستور. ولكن أنت نفسك تم فصلك بناء على دستور الحركة الانتقالي 2013م؟ استقالة عبد العزيز الحلو نفسها التي قدمها تكشف وباعترافه أن العمل كان في ظل غياب المنفستو والدستور والمؤسسات منذ انفصال الجنوب ولعل ذلك كان السبب الرئيسي في نشوب هذه الأزمة، ويعكس بالتأكيد مدى الفوضى والتخبط والعبث. في تقديرك لماذا اختار الحلو هذا التوقيت ليطرح تلك القضايا ؟ في تقديري أنهم اختلفوا في القسمة، ويبدو أن لكل واحد منهم أهدافه الخفية التي يريد تحقيقها من تحالفهم، إلا أن عبد العزيز برزت له أهداف أخرى تم تعويقها من قبل حلفائه. ما هي أهداف الحلوالتي تعنيها ؟ هم أداروا الحركة الشعبية لفترة ست سنوات وقادوها دون دستور أو قوانين أو مؤسسات عمداً وبصورة فاسدة لتحقيق مصالحهم دون أن يتعرضوا لمساءلة قانونية. ما يزال السؤال قائماً ما هي هذه الأهداف التي تتحدث عنها؟ استخدام الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحقيق أهداف لتنظيمات أخرى بجانب مصالحهم الشخصية، بما في ذلك استخدام عبد العزيز لسلطات التنظيم في سبيل نهب ثروات جبال النوبة وفتن النوبة فيما بينهم. هل تقصد حزب الأمة بحديث عن تنظيمات أخرى؟ لقد حذرنا الثلاثي عندما خرج الصادق المهدي من الخرطوم، لأننا نعلم علم اليقين بأنه خرج في مهمة للقضاء على الحركة الشعبية، ورغم ذلك اتفقوا معه بل ونصبوه زعيماً عليهم، وهم بذلك باعوا قضية المنطقتين وقضوا على الحركة الشعبية. حسبما ماتقول ،ما هي في تقديرك الإغراءات التي قدمها المهدي لبيع قضية المنطقتين؟ الصادق المهدي ضد نضالات الهامش، لأنه أحد مسببي أزمة السودان، والمهدي يريد بقاء سيطرة المركز على الهامش، ويريد أن يكون مالك وياسر جزءاً من المركز. تعميم رئيس الحركة بالالتزام بالمؤسسية.. هل يعني أن مالك رفض قرارات المجلس؟ وهل يمكن أن يقود ذلك لانقسام داخل الحركة؟ في الواقع مالك عقار استخف بمجلس التحرير، وحقيقة استقاله عبد العزيز الجبانة، وقرارات مالك غير الحكيمة أدت لانشقاق الحركة الشعبية. كان على مالك أن يدعو إلى الوحدة والمصالحات ومعالجة كل القصور والإخفاقات التي صاحبت مسيرة النضال منذ تكليفهم بدلاً من الاستخفاف بقرارات مجلس التحرير لإقليم جبال النوبة، لأن مثل هذا التصريح يعمل على توسعة الشقة والخلاف بين الرفاق. وصفت استقالة الحلو بالجبانة.. لكن القراءات تشي بأنه يسعى لتبرئة ذمته من أي اتفاق يشكل انتقاصاً من مطالب المنطقتين؟ الحقيقة أن العلاج يكون ببقاء عبد العزيز في التنظيم، وأن يسعى لإجراء الإصلاحات وهو بداخل الحركة الشعبية، إن كان بالفعل يريد الإصلاح.. أما أن تقديمه لاستقالته لإبراء ذمته فإنني أشك في ذلك، وكل ما في الأمر أنه قصد منها استدرار عطف النوبة للوقوف معه ضد مالك وياسر. كما إن ادعاءه التهميش مردود عليه ومجاف للحقيقة تماماً بل يؤكد تملصه من المسؤولية المشتركة داخل القيادة الثلاثية المكلفة بعد أن افتضح أمرهم وفسادهم. أيهما أصعب خسارته على الحركة الشعبية، عرمان السياسي وصاحب الامتدادات الخارجية، أم الحلو وريث كُوَّة؟ كلا الرجلين شكلا ويشكلان خطورة وخسارة للحركة الشعبية، بلا أدنى شك. الشائعات كثيرة وتتناسل.. هل بالفعل حدثت اشتباكات بين الأطراف في كاودا؟ ليس هناك أي اشتباكات في كاودا بين الأطراف. التسريبات تقول إن ثمة خلافاً بين المجلس ورئيس هيئة الأركان جقود مكوار.. ما هو موقفه؟ عليك أن تسأل جقود عن موقفه. ما نتيجة تدخل الرئيس سلفاكير لاحتواء الموقف؟ ليس هناك تدخل من سلفاكير فيما يحدث داخل الشعبية. هل أقدمتم على مبادرة للم الأطراف باعتبار أن الاختلاف التنطيمي لا يفسد للفكرة قضية؟ كقيادات في الحركة ناشدنا الحكماء والعقلاء في الحركة الشعبية بالتدخل لإنقاذ الموقف. تقدمت بمذكرة للوساطة الإفريقية توضح أنك من المعنيين بالتفاوض حول المنطقتين.. هل تعتقد وفقاً للتطورات الماثلة في الحركة أنك ستكون جزءاً من العملية التفاوضية المقبلة؟ سنذهب للتفاوض القادم لسماع رد الآلية حول مشاركتنا أو عدم المشاركة.. المهم أن يكون لدى الأطراف المتفاوضة إرادة حقيقية ورغبة وأن تكون جادة للوصول إلى سلام عادل وتقديم تنازلات متبادلة. إذا أتيحت الفرصة هل تعود للحركة ضمن العائدين أم ستظل بعيداً؟ لن أكون بعيداً فجلاب هو الذي زلزل الثلاثي وفضحه.