مدير نقل التقانة بشركة (سي تي سي) بروفيسور مأمون ضو البيت يرى أن من أكبر وأهم المشاكل الزراعية بالسودان تدني وضعف انتاجية المحاصيل، وقال في ندوة قناة سودانية 24 بفندق السلام روتانا أمس، إن الدول التي طورت زراعتها ركزت على السياسات السليمة الراشدة التي تحفز المنتجين على رفع الإنتاجية بجانب تسهيل الحصول على التقانات الزراعي التي ترفع الإنتاجية وتقلل تكلفة الإنتاج. مؤكداً على ضرورة التغيير من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الحديثة، مشيراً إلى التغير الإيجابي لأغلب المساهمين بتحويل الزراعة إلى عمل تجاري، وذلك للإيفاء بمتطلبات السوق العالمي والمحلي، مشدداً على دور استخدام التقانات الحديثة في رفع إنتاجية المحاصيل وتقليل تكلفة إنتاجها، وأضاف: "لا بد من إصدار سياسات واضحة لتطوير البحث العلمي وتشجيع مراكز نقل التقانة الحديثة وتسهيل الحصول عليها بتوفير تمويلها، بجانب تشجيع إنتاج وتصدير السلع الزراعية وإزالة كافة المعوقات وتسهيل الإجراءات للاستفادة من الأسواق والفرص المتاحة". تمويل بالنوافذ: وفيما يخص السياسات المالية، يذهب ضو البيت إلى أنه لا بد من استغلال الفرص المتاحة بالمؤسسات المالية العالمية وبنوك التنمية، وذلك بتوفير تمويل تنموي متوسط وطويل المدى للزراعة عبر النوافذ التي تتيحها تلك المؤسسات بجانب الاستفادة من التمويل الخارجي ذلك بإعطاء الزراعة نسبة مقدرة من العروض الأجنبية بجانب تشجيع المصارف المحلية على التوسع في التمويل الزراعي وتحديد 20% من إجمالي التمويل كسقف لتوفير تمويل متوسط المدي من 5 - 7 سنوات. الخاص مظلوم: وفيما يخص السياسات النقدية طالب مأمون بإزالة التشوهات والظلم الذي حدث للقطاع الخاص بسبب وجود أكثر من سعر صرف للعملات الأجنبية، وقال إن البنك الزراعي يقوم بدور كبير، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في دوره واسناده ليقوم بدوره الأساسي في تمويل الزراعة وتأكيد خروجه من سوق المدخلات ومنافسته للقطاع الخاص. مؤكدا على أهمية البنيات التحتية بالاستفادة من فرص الشراكة بين القطاعين والاستفادة من فرص التمويل الخارجي وتأسيس مشروعات الطاقة والتخزين ومشروعات نقل التقانة الزراعية مشدداً على أهمية التسويق وأضاف: "التسويق في السودان يتم بطريقة تقليدية وظلم واضح للمنتجين وبالتالي لا بد من تطوير التسويق للاستفادة من تجارب الدول"، منوهاً إلى أن محصول الذرة هو المحصول الأول ويحتاج إلى تضافر جهود الدولة والمنتجين. 30% مساهمة فقط: فيما أشار الرئيس التنفيذي للشركة الإفريقية وجدي ميرغني إلى ضعف مساهمة القطاع الزراعي في الاقتصاد قال ان القطاع الزراعي يساهم بنسبة 30% فقط، لافتاً إلى ضعف صادرات الحبوب الزيتية، مشيراً إلى أهم السلع الرئيسية هي الذرة والصمغ العربي والسمسم والقطن والفول السوداني والقطن والأعلاف والجلود. وقال وجدي إن كافة المحاصيل تُنتج ما بين 20 -25% فقط، مؤكداً أن محصول السمسم يغطي نسبة 27% في الوطن العربي، بينما يغطي الفول السوداني نسبة 9.4 % بينما تغطي الأعلاف نسبة 4.5%. وتغطي اللحوم نسبة 17.6%، منوهاً إلى المشاكل التي تواجه الزراعة وأهمها عدم تبني الحزم التقنية وضعف التمويل، مطالباً البنوك بتوسيع القاعدة التمويلية بإعطائها نسبة 40% للزراعة التقليدية، وأضاف: "لا بد من إدخال الأسمدة والبذور المحسنة". تجمعات صناعية: من جانبه أشار رئيس اتحاد الغرف الصناعية معاوية البرير إلى أهمية إنشاء تجمعات صناعية لرفع المستوى المعيشي ذلك لإعطاء الزراعة قيمة مضافة بجانب الاهتمام بالتركيبة المحصولية واستخدام البذور المحسنة والمبيدات. وقلل البرير من أهمية محصول الذرة بسبب أنه كان يذهب إلى دولة الجنوب واستبداله بالذرة الشامية، مطالباً الدولة بمضاعفة التمويل وتحرير بعض الأسعار، وقال إن هنالك تشوهات في الاسعار خصوصا سعر القمح، مشيراً إلى وجود عقبات وسياسات لا بد من إزالتها من أمام المزارعين ومحاربة جشع التجار.