(كل شئ جميل في الشتاء عدا ارتجاف الفُقراء) هكذا كتب ويليام شكسبير وها هي رياح الشتاء ونسماته الباردة بدأت تلفح الوجوه وعلى مَسافات ليست بالبعيدة عنّا، هُناك من لا يملك أقل وأبسط مقومات الحياة ليحارب بها هذا الفصل، الفقراء الذين لا حول لهم ولا قُوة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويبحثون عن أيادٍ تمتد لهم بالغذاء أو الملابس لتكفيهم شر الرياح الباردة. (1) تتّجه الأنظار في تلك الأحوال ناحية المُنظّمات الخيرية التي تمتد أياديها بالخير دائماً وعبر الصفحات الرسمية لهم مواقع التّواصُل الاجتماعي، أطلّ عددٌ من المُنظّمات وهي تُعلن عن فتح بَاب المُساهمة في جَمع البطاطين والمواد الغذائية ليتم توزيعها على الأُسر المُتعفِّفة وأطفال الشوارع، إضافة إلى دُور رعاية المُسنين والمُسنات، ووجدت الصفحات تفاعلاً كبيراً من قبل أهل الخير الذين سارعوا في تقديم المُساهمات المالية عبر الأرقام وحسابات البنوك. (2) أم مؤمن تعمل ضمن مُنظّمة طوعية تُقدِّم العون لكل المُحتاجين، لفتت في حَديثها ل(كوكتيل) قائلةً إنّها تجمع من أعضاء المنظمة وبعض الأسر ميسورة الحال بالحي لتقوم بشراء المَلابس والبطاطين والمواد الغذائية لتقوم بتوزيعها للأسر المُتعفِّفة قبل حلول فصل الشتاء، مشيرةً إلى أنها درجت على ذلك منذ أكثر من أربعة أعوام، وأنّها أصبحت تتلقّى دعماً من بعض المُقيمين خارج البلاد من أبناء منطقتهم مرسلة دعواتها لكل رجال الأعمال بضرورة الاهتمام بالشرائح الضعيفة خلال فصل الشتاء وتقديم العون لهم. (3) أما مقبول إبراهيم فهو يعمل برفقة أبناء مربع "13" بأبو سعد قال في حديثه ل(كوكتيل): مجموعتنا لا تعمل لفصلٍ بعينه، بل نكون على استعدادٍ لمُقابلة كل فصل من فصول السنة، إضافة إلى شهر رمضان والعيدين، إذ نُكوِّن لجاناً تعمل على جمع المال والأشياء العينية ونقوم بتوزيعها للأسر حسب الحوجة، مُناشداً الجميع بضرورة الإحساس بغيرهم وتقديم يد العون لهم، لافتاً إلى أنهم جمعوا الآن ما يزيد عن الخمسمائة بطانية وثلاثين ثوباً نسائياً وعدداً من ملابس الأطفال، بجانب مواد غذائية تتمثل في العدس والمكرونة وبسكويت الأطفال وغيرها من الأشياء التي تَحتاج لها الأُسر، لافتاً إلى أنهم يَعملون بالعون الذاتي وبعض المُساعدات التي تأتيهم من المُغتربين ومن رجال الخير الذين يرفضون الإفصاح عن شخصياتهم.