عاد إلى البلاد من إمارة دبي بدولة الإمارات العربية، بعد أن قضى فيها ثلاثة أيام في رحلة عملية، في ظل انتشار فيروس "كورونا" بالعالم.. فيصل إلياس المستشار القانوني الذي رحل إلى جوار ربه الخميس الماضي باحثاًً عن علته التي لم تعرفها أسرته حتى بعد رحيله، على الرغم من أن وزارة الصحة أعلنت عن وفاته مؤكدة إصابته ب(كورونا) .. (السوداني) أجرت حواراً مع شقيقه أسامة إلياس فماذا قال ..؟ *احكِ لنا تفاصيل مرض المرحوم؟ -عاد من دبي بعد أن قضى ثلاثة أيام بها منذ الأول من مارس وحتى الرابع منه، اتصل بي الخميس طالباً مني إيصال زوجته إلى الميناء البري لأنها ستغادر إلى كسلا، وأبلغني أنه يشعر بأعراض ملاريا، وطلب مني أن أجلب معي حبوب لها، و سألته هل أجرى فحوصاتها رد بأنه يعرف أعراضها جيداً رافضاً إجراء أي فحص. *ماذا حدث بعد أن أخذ علاج الملاريا ؟ – في السابعة صباحاً بعد أن أخذ العلاج أبلغ شقيقي بأنه يشعر بالتهاب في الصدر، وطلب منه الذهاب إلى مستشفى الجودة التي وصلها في تمام السابعة مساءً من يوم الأحد وبعد عرض شكواه على الطبيب أبلغه بأنه يشتبه بأنه أصيب بفيروس كورونا، وأنه سيتم أخذه إلى الحجر الصحي. *هل ذهبتم ؟ -أبعدونا منه ولكن تم أخذه بإسعاف في حوالي الساعة 12 مساءً، واُخذت العينة الساعة الثامنة صباحاً وحوالي الساعة العاشرة طلب مني عبر هاتف الطبيب عصيراً رافضاً الطعام و تم استلامه مني خارج مكان الحجر. *ماهي نتيجة الفحص ؟ -كانت سالبة بعد أن هاتفني الطبيب في الثانية والنصف ظهراً، وتم إخراجه من الحجر في الثالثة والنصف وخرج سليماً، عدنا إلى المنزل في الرابعة عصراً. *ألم يعطَ أي علاج ؟ -كان يأخذ مضاداً حيوياً بالوريد وآخر جرعة كانت بعد 6 ساعات منذ خروجه، إلا أنها لم تمنح له، ورفضت الصيدليات منحها له إلا عبر روشتة من الطبيب المعالج. *ماذا فعلتم؟ -منحنا الصيدلي مضاداً حيوياً "حبوب" و لكن فيصل رفض أن يستعملها وأوقف العلاج تماماً. *هل تعافى تماماً بعدها؟ -كان يعاني من التهاب الصدر الحاد، في صباح الثلاثاء اتصل على ابنة عمتي طبيبة والتي أوصلتنا بطبيب بالمركز الطبي الحديث، أخذ الفحوصات والتي كانت نتيجتها جيدة وطلب صورة للصدر وأن يتم تنويمه في مستشفى الساحة ولكنه كان ممتلئاً فتم تحويلنا إلى مستشفى سوبا وتمت الإجراءات لغرفة خاصة، قبل أن يكتب له بخاخ عند اللزوم ليساعده على التنفس. *ماذا بعد أن وصلتم مستشفى سوبا؟ -وصلنا في الساعة الثامنة إلا ربعاً إلى المستشفى إلا أن المرور لم يأتِ حتى الساعة 11، مما جعلنا نغادر الوحدة إلى وحدة أخرى ولكن حالها لم يختلف كذلك لم يأتِ طبيب للمرور ولكسب الوقت اقترحت أن نجري الصورة للصدر ولكن الجهاز كان معطلاًً. *كيف تصرفتم؟ -خرجنا منه نحو مستشفى دار العلاج و لكن الجهاز كان معطلاً أيضاً، وتم تحويلنا إلى "يستشبرون" تم عرض الحالة على الاختصاصي بعدما أبلغناه بما يعانيه المريض وأنه كان مشتبهاً به وملكناه النتيجة وتم اعطاؤه أكسجيناً وأصبح وضعه مستقراً، وحضر الطبيب في الرابعة عصراً وكتب له مضاداً حيوياً وطلب تنويمه لأخذ الجرعات في المستشفى . * ثم ماذا؟ في الصباح اتصلت بي زوجته وأبلغتني بأن نبض قلبه ضعيف ولا بد من أخذ صدمات كهربائية، وعندما حضرت إلى المستشفى وجدت الأطباء يعملون على إنعاش قلبه باليد وتم إخراجنا من الغرفة ليرحل بعدها بدقائق. *هل أبلغكم المستشفى بأسباب وفاته ؟ -اتصلنا نحن بوزارة الصحة وطلبنا منها أخذ عينة وبعد أن وصلنا بالجثمان إلى المنزل وقبل غسله حضر وفد من الوزارة بعد أكثر من ساعتين، وبعد الدفن اتصلت عليهم وكانت قد مرت أربع ساعات على العينة ولكن الطبيب أبلغني بأن علي الاتصال بعد ساعتين، واتصلت بعد أكثر من ثلاث ساعات ولكني لم أجد استجابة منه حتى الآن . *ماذا فعلت؟ -اتصلت على طبيبة التي بدورها أبلغتني أنهم لم يستطيعوا معرفة النتيجة لأن التيار الكهربائي لم يكن مستقراً والجهاز لا يعمل بالمولد، وأن المدير العام للوزارة ووزير الصحة في اجتماع بخصوص العينة. *وزارة الصحة أعلنت عن رحيل شقيقك متأثراً بالإصابة بالفيروس؟ -حتى الآن وزارة الصحة لم تخاطبنا بأسباب رحيله وجميع الفحوصات كانت سلبية وتفاجأنا بالمؤتمر الصحفي الذي أكدت فيه الإصابة. *كيف لم تبلغكم وقد أعلنت عنه؟ – "كاذبة"، لأن العينة التي أخذت بعد وفاته لم يتم استخراج نتيجتها بعد . *ألم تتواصل معكم الوزارة ؟ -اتصل بي الوزير معزياً واعتذر عن التقصير ووعد بالمحاسبة لكنه لم يبلغني بالنتيجة. *لكن غسل الجثمان كان بارتداء القفازات والكمامات مما يؤكد إصابته؟ -وفرت المعينات للغسل تحوطاً لأنني لا أثق في أجهزة المستشفيات. *هل تم أخذ عينات منكم؟ -حتى هذه اللحظة لم تتواصل معنا الوزارة لأخذ عينة من المرافقين ونحن ثلاثة "ابنه وزوجته وأنا"، بعد المؤتمر الصحفي بساعتين اتصلت بالوزير ولكني لم أجد إجابة حتى الآن. * أعلنتم عن أنكم ستتخذون إجراءات قانونية ضد الوزير والوزارة ؟ -نعم، سيتم اتخاذ إجراءات من قبل مستشارين قانونيين زملاء المتوفي. * والأسرة ؟ – الآن مشغولون بأخذ واجب العزاء و لكن لن نتركهم . *عن ماذا ستكون الدعوى؟ – ستكون بالإهمال والتدهور الصحي للمتوفي، وكذلك لعدم تمليكنا نتيجة العينة بعد الوفاة. * ماذا كان يعمل المتوفي ؟ -مستشاراً قانونياً بالسفارة المصرية قبل أن يتركها ويعمل مستشاراً لشركات، وهو والد لابن واحد فقط.